موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

صمت إماراتي إزاء تأكيد إيران حول “تحسن” العلاقات الثنائية

129

يلتزم النظام الإماراتي الصمت التام إزاء تأكيد جمهورية إيران على أن العلاقات بين الجانبين في “طور التحسن” وأن تبادلا للزيارات جرى بين مسئولين كبار من الدولتين.

ويبدو أن النظام الإماراتي يخشى من إغضاب حليفته المملكة العربية السعودية التي يثار جدل كبير فيها بشأن كشف خيانة وغدر أبوظبي كونها تتقرب من إيران في ظل أزمة غير مسبوقة بين الرياض وطهران.

وأكد الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال مؤتمر صحافي مساء أمس تحسن العلاقات مع دولة الإمارات وتبادل الزيارات معها، مشيرا إلى “زيارات متبادلة لمسؤولين إيرانيين وإماراتيين خلال الأشهر الأخيرة”، وذلك في معرض رده على سؤال عما اذا كان مستشار الأمن القومي الإماراتي طحنون بن زايد قد زار إيران أم لا.

وفيما لم ينف أو يؤكد هذه الزيارة، أوضح روحاني أن العلاقات مع الإمارات في “طور التحسن”، لافتا إلى أن هناك “تواصلا قد بدأ منذ أشهر” بين الجانبين.

وكان تم الكشف عن زيارة مستشار الأمن القومي الإماراتي طحنون بن زايد إلى إيران خلال اليومين الأخيرين في استمرار لتقرب أبوظبي من طهران على حساب تحالفها المعلن مع السعودية.

وتعد زيارة بن طحنون الذي يوصف بأنه رجل الظل للنظام الإماراتي الأرفع مستوىً منذ بدء التصعيد بين الولايات المتحدة وإيران، خلال الأشهر الأخيرة، بحسب ما كشف موقع “ميدل إيست آي” البريطاني.

وتتزامن الزيارة مع أخرى يقوم بها رئيس الوزراء البريطاني عمران خان، إلى طهران، للوساطة بين السعوديّة وإيران، لكن هذه الوساطة لا زالت غير معروفة الأهداف، مثل إن كانت تهدف إلى تجنّب تصعيد عسكري فقط أو إلى تسوية شاملة، خصوصًا بعد الانسحاب الإماراتي من اليمن، ووقف السعودية لهجماتها الجويّة.

وتأتي هذه الزيارة، وفق “ميدل إيست آي”، بعد إشارات عديدة على أن الإمارات بدأت تتبّع “خطًا ليّنًا” في التعامل مع إيران بعد الهجمات على أربع ناقلات نفط قرب ميناء الفجيرة الإماراتي، في أيار/ مايو الماضي.

وتعتقد الاستخبارات الأميركيّة أن الحرس الثوري الإيراني يقف وراء هذه الهجمات “بشكل مباشر”، لكن الإمارات لم تتهم إيران رسميًا بذلك، وسحبت قواتها من اليمن “خشية من تطور الأوضاع عسكريًا مع إيران”، وبدلا من الاتهام أرسلت الإمارات فريقًا من سلاحها البحري للتفاوض مع البحرية الإيرانيّة.

ومنذ ذلك الحين، غيّرت الإمارات من لهجتها تجاه إيران، وعزت صحف غربيّة ذلك إلى خلافات بين حكام إماراتي دبي وأبو ظبي، وإلى الخشية من أن تتحوّل الإمارات إلى ساحة حرب جارتيها الكبيرتين، السعودية وإيران.

وشهدت سياسة دولة الإمارات الخارجية تغييرات ملحوظة خلال الفترة الأخيرة، أبرزها التوصل إلى تفاهمات أمنية مع إيران مطلع الشهر الماضي بعد زيارة وفد عسكري من أبوظبي إلى طهران للمرة الأولى منذ ستة أعوام.

وما تم إعلانه من تفاهمات سرعان ما ألقى بظلال مباشرة على التوازنات السياسية والعسكرية في اليمن، وجعلت السعودية مرمى الهدف السهل للحوثيين، بالتزامن مع استمرار التصدع داخل التحالف الذي تقوده الرياض وأبوظبي في اليمن.

وبينما تعبث الإمارات باليمن، يأتي الحوثيون لإنقاذهم وصرف الأنظار عما يحدث في جنوبي البلاد، من خلال إشغال الرياض بهجمات بطائرات مسيَّرة، تستهدف مطارات وقواعد عسكرية ومنشآت نفطية، يرى كثيرون أنها خدمات متبادلة بين جماعة الحوثيين وأبوظبي.

ويبدو أن التفاهمات الأخيرة بين أبوظبي وطهران أفلحت بتوازنات جديدة على الأرض اليمنية، من خلال تقاسم البلاد بينهما، وتمكين الحوثيين من مدن الشمال، وسيطرة الإمارات عبر قوات موالية لها على المحافظات الجنوبية، وترك الرياض تقاتل الحوثيين على حدودها وحماية أراضيها من القصف المستمر.