موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

تحليل: تقسيم اليمن.. هدف سعت إليه الإمارات على مدار سنوات

112

لم يكن مؤسس دولة الإمارات زايد آل نهيان يُخفي رغبته في تقسيم اليمن إلى ثلاث دُويلات، فاليمن الواحد من الواضح أنه كان يقلقه ويقض مضجعه إلى درجة أنه كان يجاهر برغبته تلك في كل منعطف حرج يمر به اليمن.

ها هو اليوم نجله محمد بن زايد ولي عهد إمارة أبو ظبي والحاكم الفعلي لها ولدولة الإمارات ككل يخطو خطوات عملية وجريئة نحو تحقيق هذا الحلم الذي كان يسكن والده.

يتم ذلك بعد أن أضحت إمارة أبو ظبي عاصمة التحول العربي ومركز ثقله كما يحلو لمستشاري بن زايد تسميتها ومنها يعيد حاكمها الفعلي تشكيل المنطقة بالطريقة التي تروق له يقسم دول ويحاصر أخرى وينشأ تشكيلات عسكرية تابعة له في أكثر من بلد ومقاتلاته الحربية تجوب الأجواء العربية من الخليج إلى المتوسط تساعده في ذلك حالة الارتباك والفوضى التي سادت المنطقة بعد ثورات الربيع العربي وفشل القوى التي تصدرت المشهد في قيادة أحلام الشعوب وتطلعاتها نحو حياةٍ مستقرة وعيشٍ كريم.

وتمكنت الثورة المضادة التي تفننت أبو ظبي في ضبط إيقاعاتها مستغلة حالة التوجس العالمي من المستقبل الذي تتجه نحوه المنطقة ومتماهيةً في نفس الوقت مع مشاريع وأطماع عالمية  لم تعد خافية على أحد.

وللإجابة على سؤال اليمن إلى أين أو ماذا بعد الانقلاب الثاني على شرعية الرئيس هادي الذي رعته إمارة أبو ظبي جهارا نهارا بمباركة سعودية وإن على مضض؟ لابد من الإجابة على السؤال الأكبر.. المنطقة إلى أين؟  فاليمنيون لم يعد لديهم ما يخافون عليه بعد التدمير الذي طال وطنهم وانكشاف خطط الأشقاء الرامية إلى تقسيمه وتجزئته مستغلين حالة الضعف الشديد التي يمر بها وهو الهدف الوحيد الذي يجمع الحلفين اللدودين السعودية والإمارات، فرغم الخلافات والتباين بينهما إلا أنهما يتفقان حد التطابق فيما يخص تمزيق اليمن وإضعافه وما كان مستترا في انقلاب صنعاء بدا واضحا جليا في انقلاب عدن وما تتحرج الرياض عن المجاهرة به تتكفل به أبو ظبي…

من التقسيم إلى التقاسم.. إذا كان هدف انقلاب صنعاء الذي رعاه الأشقاء سرا قبل خمس سنوات تقسيم اليمن والحيلولة دون تحقيق تطلعات أبنائه فإن هدف انقلاب عدن الذي رعاه الأشقاء كذلك بالأمس ولكن جهرا هذه المرة هو تقاسم النفوذ فيما بينهما.

فالسعودية التائهة منذ انطلاق عاصفتها خضعت أخيراً لإمارة أبو ظبي التي تخوض حربها في اليمن بأهداف واضحة وخطط محكمة منذ اللحظة الأولى وتركتها تقاسمها راضية أو مكرهة الملف اليمني الذي ظل حكراً على الرياض لنحو خمسة عقود مضت، فهل تكتفي أبو ظبي بالشريط الساحلي الذي تسيطر عليه ميليشياتها من المكلا شرقا وحتى المخا غربا مروراً بعدن وباب المندب وباقي الجزر اليمنية؟ أما أنها ستزاحم الرياض نفوذها في محافظة المهرة ووادي حضرموت؟ وما هو مصير تعز ومأرب والجوف والبيضاء؟.

من الواضح أن أبو ظبي جاهزة بخطط تفصيلية للجغرافيا اليمنية تتضمن تقسيمها إلى عدة كانتونات واحدة للمجلس الانتقالي في الجنوب، وأخرى لطارق صالح في الساحل الغربي لعل عائلة صالح تستعيد أمجادها من نفس المنطقة التي انطلق منها علي عبدالله صالح قبل نحو أربعة عقود، وثالثة في وادي حضرموت والمهرة لابأس أن تكون خاضعة للنفوذ السعودي إلى حد ما، فيما تُقدم المحافظات الشمالية بما فيها الحديدة على ما يبدو قربانا للنظام الإيراني وفي نفس الوقت تعمل على تعميق الجرح في الخاصرة السعودية، لتبقى محافظات وسط اليمن ساحة حرب جديدة لإمارة أبوظبي ضد ما يسمى  بالعناصر الإرهابية والجماعات المتطرفة تخوضها بغطاء دولي وبعيدا عن ضغط المنضمات الحقوقية وبالتحالف مع أطراف محلية قد يكون منها الحوثيون.

وبذلك تضمن أبوظبي استمرار حضورها الفاعل في الساحة اليمنية بعيدا عن أي التزامات سابقة مع الحليف السعودي وهي تدرك جيداً أنها بذلك لا تستهدف اليمن فحسب بقدر ما تستهدف اليمن والسعودية معا فتقسيم الأولى مقدمة لإضعاف الثانية وحتى يكون الكود 971 هو الكود المباشر للمنطقة وما دونه تحويلات داخلية لابد من تعطيل الكود966..

ولا يهتم اليمنيون كثيرا بالانكشاف الإماراتي في اليمن لأنهم على يقين أن حضورها طارئ مهما كان حجمه وتأثيره فعمره الافتراضي لن يتجاوز “عمر الطلاء الذي تحرص أبوظبي على دهن المدارس والمراكز الصحية الواقعة تحت سيطرتها به ممهوراً بعلمها الوطني” بقدر اهتمامهم بالانكشاف السعودي والصورة الواضحة الجلية التي ظهرت بها مؤخرا فاليمنيون يدركون اليوم أكثر من أي وقت مضى أن معركتهم الحقيقية مع شقيقتهم الكبرى وأن الرياض هي من تقف حجر عثرة أمام تحقيق أهدافهم في بناء دولة يمنية قوية تضمن الحياة الكريمة لكافة مواطنيها منذ أكثر من نصف قرن.

ومؤخرا كرست دولة الإمارات مؤخرا من نفوذها عبر ميليشيات إجرامية لمناطق واسعة من اليمن بعد أن سيطر انفصاليون تدعمهم أبوظبي على مدينة عدن التي كانت مقر الحكومة اليمنية المدعومة من الرياض.

وروجت الإمارات إلى الدعوة للحوار لكنها لم تصل إلى حد مطالبة المقاتلين الجنوبيين بالتخلي عن سيطرتهم على المدينة الساحلية اليمنية لصالح حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي.

وبفعل ممارسات الإمارات التخريبية، تصدع التحالف الذي يضم دولا سنية وتقوده السعودية بعد قتال مستمر منذ أكثر من أربع سنوات دعما لحكومة هادي المعترف بها دوليا في مواجهة جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران.

ويسيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء وأعلى المناطق في الكثافة السكانية. ويقيم هادي في السعودية لكن حكومته وقواته والأحزاب المتحالفة معه كانت تدير عدن إلى أن سيطر الانفصاليون على مواقع حكومية مطلع الأسبوع.

وأدت الحرب الدائرة في اليمن منذ عام 2015 إلى مقتل عشرات الآلاف ودفعت البلد إلى شفا مجاعة.

وفيما يلي تفاصيل سيطرة ميليشيات الإمارات في اليمن:

عدن: سيطرت قوات المجلس الانتقالي الانفصالي المدعوم من الإمارات مؤخرا على المدينة بعد أيام من القتال مع القوات الحكومية.

الضالع: تسيطر قوات الحكومة الشرعية على معظم محافظة الضالع مع وجود كبير أيضاً لقوات الحزام الأمني الموالي للإمارات، كما تعد مسقط رأس رئيس ما يسمى بـ”المجلس الانتقالي الجنوبي” عيدروس الزبيدي، في حين لا تزال مديرية دمت وأجزاء في مديريات قعطبة وجُبَن والحشا، تحت سيطرة جماعة الحوثي.

حضرموت: تعد حضرموت من المحافظات التي توجد فيها قوات موالية للإمارات عبر ما يسمى بـ”قوات النخبة الحضرمية”، لكن القوات الموالية للرئيس اليمني توجد بكثرة فيها، خصوصاً في مناطق وادي وصحراء حضرموت عبر قوات المنطقة العسكرية الأولى.

شبوة والجوف والبيضاء: تتقاسم الحكومة الشرعية مع ما تسمى بقوات النخبة الشبوانية الموالية للإمارات النفوذ في محافظة شبوة، كما تسيطر الحكومة على عدد كبير من المديريات شرق ووسط وجنوب محافظة الجوف، وأيضاً مديريات من محافظة البيضاء المحاذية لمأرب.

أبين: محافظة أبين التي توجد فيها قوات من الحزام الأمني المدعوم إماراتياً، هي الأخرى تحت سيطرة الحكومة الشرعية.

لحج: تتقاسم الحكومة الشرعية السيطرة على محافظة لحج مع قوات الحزام الأمني التابعة للإمارات، لكن الأوضاع تتجه بشكل كبير لسيطرة الأخيرة عليها.

أرخبيل سقطرى: محافظة أرخبيل سقطرى أيضاً تحت سيطرة الحكومة الشرعية التي احتجت لدى مجلس الأمن الدولي على انتهاك الإمارات للسيادة اليمنية ونشر قواتها في الأرخبيل على نحو غير مبرر.

الحديدة: معظم مديريات محافظة الحديدة غرب اليمن، تقع تحت سيطرة الحوثيين، باستثناء بعض المديريات جنوب المدينة تسيطر عليها قوات “العمالقة” وهي قوات جنوبية موالية للرئيس اليمني، وقوات “طارق نجل الرئيس اليمني السابق”، وهي لا تعترف بالرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، لكنها موالية للإمارات.

مناطق سيطرة الحوثيين: أما باقي مناطق اليمن فهي تحت سيطرة مليشيا الحوثي، أبرزها العاصمة صنعاء (أمانة العاصمة)، وصعدة التي توصف بأنها معقل الحوثيين، وإب، وعمران وذمار وريمة والحديدة والمحويت وحَجَّة.