موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

فضيحة جديدة.. الإمارات تستخدم تطبيق “TO TOK” للتجسس على مستخدميه

472

كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أن الإمارات العربية المتحدة استخدمت تطبيق المحادثات (ToTok) كأداة تجسس على مستخدميه، بحيث تقوم السلطات عن طريق التطبيق بسرقة بيانات الهاتف ومعرفة موقع مستخدمي التطبيق، والتجسس على المحادثات سواء الصوتية أو المصورة، بالإضافة إلى إمكانية الوصول إلى مايكروفون الهاتف وكاميرته.

وحسب خبراء تقنيين، فإن التطبيق ابتكرته شركة “بريج هولدينغ” ومقرها أبو ظبي، ويرجح أنها على صلة بشركة “دارك ماتر” الإماراتية المختصة بتنفيذ عمليات قرصنة إلكترونية، والتي يعمل بها مسؤولو استخبارات إماراتيون وإسرائيليون سابقون.

كما نقلت الصحيفة عن مسؤولين أمنيين أميركيين سابقين قولهم إن شركة “دارك ماتر” تخضع لتحقيق من قبل مكتب التحقيقات الأميركية (أف.بي.آي) للاشتباه في احتمال ارتكابها جرائم إلكترونية.

وتطبيق (ToTok) هو تطبيق محادثة إماراتي مجاني، وسمحت الحكومة الإماراتية باستخدامه، في حين أنها تحظر كافة تطبيقات المحادثة الأخرى مثل “سكايب” و”واتس أب”، ويعتبر بحسب الصحيفة الأميركية “أحدث تصعيد في سباق التسلح الرقمي بين الحكومات الاستبدادية الغنية”.

يشار إلى أن شركتي غوغل وآبل أزالتا تطبيق “تو توك” من متاجرهما للتطبيقات بعد أن قررتا أنه ينطوي على مخالفات.

وتم تنزيل (To Tok)، الذي تم تقديمه منذ أشهر فقط، ملايين المرات من متاجر “أبل” و”غوغل” من قبل المستخدمين في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا وأفريقيا وأميركا الشمالية، وبالرغم من أن معظم مستخدمي التطبيق هم في الإمارات، فقد قفز ToTok ليصبح واحداً من أكثر التطبيقات الاجتماعية التي تم تنزيلها في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، وفقًا لتصنيفات التطبيقات.

ويعتبر تطبيق (To Tok) خطوة متقدمة في جهود أبوظبي للتجسس، حيث اعتمدت سابقاً على التعاقد مع شركات تجسس أميركية وإسرائيلية، إلا أنها مع هذا التطبيق تجاوزت الوسطاء لتتجسس مباشرة على أهدافها ممن يقومون عن غير علم بتسليم بياناتهم والمعلومات طواعية.

وبحسب تحقيق الصحيفة الأميركية، تقف شركة DarkMatter وراء تصميم التطبيق وإطلاقه، وشركة DarkMatter هي شركة لمكافحة القرصنة الإلكترونية مقرها أبوظبي، ويعمل فيها مسؤولو مخابرات إماراتيون وموظفون سابقون في وكالة الأمن القومي الأميركي وموظفون سابقون وعملاء الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية.

وتعتبر الإمارات من أقرب حلفاء ترامب في الشرق الأوسط بحسب “نيويورك تايمز”، ورغم جهود العائلة الحاكمة في أبوظبي لإظهار البلاد كمثال للدولة المعتدلة والحديثة في المنطقة العربية، إلا أنها تعتبر في طليعة الدول التي تستخدم التقنيات الحديثة لمراقبة مواطنيها ومواطني الدول الأخرى وقمع المعارضة الداخلية، وساهم منع الحكومة لتطبيقات المحادثة المجانية في انتشار التطبيق الجديد بسرعة كبيرة بين القاطنين في الإمارات.

وتشير “نيويورك تايمز” إلى امتناع وكالة الاستخبارات الأميركية “سي آي إي” عن التعليق كما رفضت الحكومة الإماراتية التعليق، أما شركتا أبل وغوغل فقد قامتا بإزالة التطبيق من متاجرهما بعد اتصال الصحيفة بهما والسؤال عن علاقة التطبيق بحكومة الإمارات، ولكن ما زال بإمكان مستخدمي التطبيق الذين حملوه على هواتفهم من قبل، استخدامه.

وتنقل الصحيفة عن خبير أمني رقمي في الشرق الأوسط، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، قوله: إن كبار المسؤولين الإماراتيين أخبروه أن To Tok هو بالفعل تطبيق تم تطويره لتتبع مستخدميه في الإمارات وخارجها، وبحسب الباحث الأمني “باتريك واردل”، قرصان سابق بوكالة الأمن القومي، فإن التطبيق الإماراتي هو نسخة من تطبيق محادثة صيني يقدم مكالمات فيديو مجانية اسمه (YeeCall).

ويقوم تطبيق ToTok بملاحقة موقع المستخدمين، ويبحث عن جهات الاتصال الجديدة في أي وقت يقوم المستخدم بفتح التطبيق، بدعوى أنه يساعد على التواصل مع أصدقائه، كما يمكنه الوصول إلى ميكروفونات المستخدمين والكاميرات والتقويم وبيانات الهاتف الأخرى، حتى اسمه هو مسرحية واضحة على مثال التطبيق الصيني الشهير TikTok.

وبالرغم من اعتباره “سريعًا وآمنًا”، لا يقدم ToTok أي خيار للتشفير، والتلميح الوحيد الذي يكشف فيه التطبيق استخدامه لبيانات المستخدم مكتوب بشكل غامض في سياسة الخصوصية “تجوز لنا مشاركة بياناتك الشخصية مع شركات المجموعة”.

وفي الأشهر الأخيرة، بدأت منشورات إماراتية شبه رسمية بالترويج للتطبيق على اعتبار أنه التطبيق المجاني المسموح به الذي لطالما انتظره سكان الإمارات، وجاء في رسالة ترويج التطبيق التي استلمها كُثر أنه “سريع وآمن”. وكما هو متوقع عبّر الإماراتيون عن امتنانهم لمطوري ToTok لجلبهم أخيرًا تطبيق رسائل مجانيا.

وتملك دولة الإمارات سجلا حافلا ملطخا بفضائح التجسس الاستخباري داخليا وخارجيا.

وكشفت كالة رويترز العالمية للأنباء هذا الشهر عن تحقيق أمريكي حول برنامج استخباري إماراتي استهدف مسئولين وناشطين خليجين ودبلوماسيين بالأمم المتحدة.

وذكر التحقيق أن المسؤول السابق بالبيت الأبيض ووزارة الدفاع الأميركية ريتشارد كلارك ساعد الإمارات بعمليات واسعة للتجسس برفقة مسؤولين أميركيين أمنيين سابقين.

وأسس هؤلاء وحدة استخبارات تحمل اسم رايفين، فيما تضمن عمل البرنامج اختراق عناوين البريد الإلكتروني.

وأظهرت الوثائق أن البرنامج الاستخباري الإماراتي بدأ عام 2008. علما أن الإمارات سبق أن أطلقت 4 أقمار اصطناعية بغرض التجسس. أخرهم في يوليو الماضي حمل اسم “عين الصقر”.

وقد لمعت الإمارات في عالم الجاسوسية الكلاسيكية ثم أصبحت رائدة التجسس الالكتروني.

ودفعت الإمارات لضباط سابقين في سي آي إيه لبناء امبراطورية تجسس، واشترت تقنيات تجسس متقدمة من إسرائيل بمليارات الدولارات.

وتفرض الدولة رقابة صارمة على جميع الاتصالات في الدولة وتمتد أنشطتها التجسسية لدول إقليمية ومنظمات دولية.

ووفقًا لتصنيفات Google Play الحديثة، فقد كان التطبيق من بين أفضل 50 تطبيقاً مجانياً في السعودية وبريطانيا والهند والسويد ودول أخرى.