موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

حملة تشويه ممنهجة أطلقها بن راشد بحق زوجته الهاربة إلى بريطانيا

244

أطلق حاكم دبي نائب رئيس دولة الإمارات محمد بن راشد حملة تشويه ممنهجة لزوجته الأميرة الأرنية هيا بنت الحسين عقب هروبها قبل أسابيع إلى بريطانيا.

ورصدت إمارات ليكس حملة تشويه أطلقها بن راشد بشكل غير مباشر في صحف غربية وعبر منتديات الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي تستهدف الطعن بشرف الأميرة الأرنية والتشكيك في أخلاقها.

وشكل هروب الأميرة هيا ملفا ساخنا تم تداوله عبر وسائل الإعلام الرسمية ومنصات التواصل الاجتماعي، بالنظر إلى المكانة الخاصة في الإعلام التي حظى بها الزوجين منذ سنوات.

إذ أن زواج الأميرة هيا من محمد بن راشد ولي عهد إمارة دبي حينها، نظر البعض إلى الأمر على أنه زواج سياسي تقليدي بين عائلتين حاكمتين. ففرق السن بين الاثنين كبير جدا يصل الى ربع قرن، كما أنها الزوجة السادسة في سجل زيجات الشيخ الخليجي، الذي له من زيجاته السابقة حوالي 20 ولدا وبنتا بعضهم مقارب لعمر الأميرة الهاشمية.

لكن الذي طفا على سطح العلاقة بين الاثنين الجانب الناعم من العلاقة الذي صور علاقة الشيخ الفارس الشاعر بالأميرة الفارسة المتفتحة العصرية، والإشادة بزواج أنتج ولدا وبنتا، وعلاقات ممتازة واستثمارات بين دبي وعمّان، حتى ظهرت على الساحة مؤخرا أخبار هروب الاميرة هيا مع ولديها الى المانيا اولا، ومن ثم الاستقرار في لندن ورفع دعوى في المحاكم البريطانية لطلب الطلاق والاحتفاظ بالولدين والمطالبة بعدم التعرض من طرف الزوج الشيخ وحكومة بلاده.

الجانب الرسمي لإمارة دبي، ولدولة الامارات العربية تكتم على الموضوع ومازال، ولم يظهر من الازمة إلا قصيدة تنضح بالمرارة والألم والحسرة، نشرها الشيخ محمد بن راشد، بدون إشارة واضحة الى اسم المرأة المقصودة، إلا ان الكل قرأها على انها موجهة لزوجته الاميرة هيا، التي هربت بولديها. كما كان الموقف الرسمي الاردني مشابها للموقف الاماراتي، إذ اعلن القصر الملكي في عمّان رسميا في بيان يشير الى عمق العلاقات الاخوية بين البلدين، بدون الاشارة للازمة، وإن العلاقات بين البلدين ما زالت وطيدة. وقد سبقت هذه الحادثة حوادث مشابهة سابقة وفي البيت الاميري الحاكم في دبي، إذ سبق ان هربت اثنتان من بنات الشيخ محمد بن راشد، لكن عمليتي الهروب باءتا بالفشل وانتهتا نهايات عنيفة بحسب التسريبات.

ولطالما حظيت الأميرة هيا بنت الحسين بمحبّة الأردنيين، وتعاطفهم واحترامهم، منذ سنوات طفولتها المبكّرة الحزينة، ذات الطبيعة التراجيدية.

ظلت في نظرهم تلك اليتيمة الصغيرة، العذبة التي فقدت، في الثالثة من عمرها، والدتها الملكة الراحلة علياء طوقان، في حادث تحطّم طائرة. احتفظت هيا بمكانتها الكبيرة بين الأردنيين دائماً، بسبب بساطتها وعفويتها وطيبة قلبها وقربها من الناس، وحبها الأصيل لفعل الخير.

ويسرد مقرّبون حكايات كثيرة عن روحها السخية التي لا ترد محتاجاً، وتسارع بدون تردد لإغاثة الملهوف. معروف عنها النخوة والنبل والترفّع عن الصغائر. ولعل شغفها القديم بالخيل ساهم في صقل شخصيتها بمزايا الفارسة الحرّة الشجاعة، الوفية لأهلها وناسها. ويعرف الجميع مدى تعلقها بوالدها الملك الحسين الذي سعى، بكل ما أوتي من حنان الأبوّة، إلى تعويضها وأخيها الأمير علي عن رحيل أمّهما المبكر والفاجع، غير أن يتيم الأم يظل مكسوراً، مهما توفرت له سبل الرفاهية.

هذه حقيقةٌ يعرفها كل من ذاق مرارة اليُتم، والحرمان من حنان الأم الذي بلا حساب، والكفيل بردم نقص الروح، وتوقها إلى الإحساس بالأمان الذي يعزّز مسيرتنا في دروب هذه الحياة، ويمدّنا بالثقة والاستقرار النفسي.

حصلت الأميرة هيا على أحسن فرص التعليم والتحقق، كامرأة عربية تقدّمية تربت في بيئة حرّة، تحترم الأنوثة وتحتفل بها، وتسعى إلى تمكين المرأة كائناً مستقلاً وندّاً للرجل. لذلك تعرّضت، حين زواجها من محمد بن راشد، وكان ولياً للعهد في دبي، إلى انتقادٍ كثيرٍ ممن وجدوا في هذا الزواج انتكاسةً وكبوةً حقيقيةً في مسيرة حياتها.

وتساءل كثيرون عم يجبرها على زواج غير متكافئ على أي مستوى من رجل يكبرها بخمسة وعشرين عاماً. صحيح أن السؤال يفرض نفسه بقوة، لكنه غير مجد الآن.

حاليا تخوض الأميرة هيا معركة قانونية شرسة من موقعها أمّاً تسعى إلى حماية طفليها مما لا تستبعده من أهوال، وتواجه بصمت نبيل حملة إعلانية ممولة بمال أسود ملوّث، يقوم عليها متكسبون عرب وأجانب، باعوا ضمائرهم بحفنة ريالات، جعلتهم يلجأون إلى أبشع الوسائل الرخيصة للنّيْل من سمعة وكرامة واحدةٍ من أشرف النساء، وأكثرهن عزة نفس.

لجأت هيا بسبب ما يبدو أنه ظرف عصيب عاشته، إلى بريطانيا، حمايةً لطفلَيها وحرصاً على حياتها المهدّدة، على ما أوحى بذلك ما أعلنته المحكمة المختصة في لندن بعد أولى جلساتها. وحاولت الأميرة تجنيب بلادها حرج الاعتبارات السياسية، وارتضت الغربة بعيداً عن الأهل والعزوة ومحبيها الكثر في الأردن، مواجهة مخاطر كثيرة، بشجاعةٍ عزّ نظيرُها، إذ تتم محاربتها بأدواتٍ مبتذلة، وإشاعاتٍ سخيفة، وقصائد ساذجة رديئة ركيكة. تخوض هيا معركة العمر، دفاعاً عن صغيريْها، مضحية بكل المغريات التي قد تخطر على البال من أجلهما.

ولعل صورتها التي التقطت لحظة خروجها من باب المحكمة، بتلك النظرة الصلبة المتحدّية، فإنما تؤكّد أننا بصدد امرأة استثنائية ذات شكيمة، وأمّ تعرف الأصول تماماً، وضعت روحَها على كفها، وسوف تدافع بأظافرها، لو اقتضى الأمر، عن كل من تسول له نفسُه مسّ ما تعتبره حقّ صغيريها في حياة حرة كريمة.