موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

تداعيات اغتيال سليماني على الإمارات.. خسائر اقتصادية ومخاوف أمنية

325

تترقب دولة الإمارات كباقي دول الخليج والمنطقة تداعيات العملية الأمريكية باغتيال قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني يوم الجمعة الماضية في غارة استهدفته قرب مطار بغداد الدولي.

وكبد تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران عقب عملية الاغتيال دولة الإمارات خسائر اقتصادية وسط مخاوف من تأثيرات أمنية واسعة لها قد تشمل استهداف قواعد عسكرية في الدولة.

ومع عودة أجواء الحرب والمخاطر الجيوسياسية إلى المنطقة يعود التوتر مجدداً إلى أسواق واقتصاديات واستثمارات وصادرات الدول المعنية بالأزمة الحالية، وفي المقدمة إيران والعراق ودول الخليج، وربما تمتد التداعيات لاحقاً إلى دول أخرى منها لبنان وسوريا واليمن.

وفي حال طول أمد الأزمة الحالية، فإن التأثيرات السلبية لها قد تمتد لأسواق العالم، خاصة سوق النفط والطاقة، وكذا البورصات وأسواق المال، إذا ما أقدمت إيران على غلق مضيق هرمز الاستراتيجي، أهم شريان نفطي في العالم، أمام السفن النفطية الخليجية والعالمية، أو حتى مجرد التلويح بإغلاق المضيق الذي يمر من خلاله نحو 30% من الامدادات النفطية إلى أسواق العالم، أو في حال وقوع عمليات تخريبية من قبل إيران للناقلات والمنشآت النفطية في المضيق الاستراتيجي أو على طول الممر المائي في الخليج.

ومع تصاعد التهديدات الموجهة للولايات المتحدة عقب مقتل قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي في بغداد، خاصة من قبل إيران والميلشيات الداعمة لها في العراق ولبنان، تعيش اقتصاديات دول المنطقة مرحلة حرجة ربما ترجمتها بسرعة التراجعات الحادة التي شهدتها البورصات الخليجية.

وخسرت بورصة دبي 3.06% من قيمتها السوقية، فيما خسرت بورصة أبوظبي 1.4%، في وقت بات المستثمرون في المنطقة أكثر توتراً من أي وقت مضى، في ظل سيناريوهات شديدة القتامة يرسمونها للمرحلة المقبلة، فإذا ما نفذت إيران تهديداتها وضربت مصالح أميركية في المنطقة، فإن أميركا قد ترد بضرب منشآت حيوية واستراتيجية داخل إيران.

وإذا ضربت القوات الأميركية 52 هدفاً داخل إيران كما هدد ترامب فإن الأخيرة ستوجه صواريخها وطياراتها المُسيّرة ومدافعها نحو القوات والمنشآت الأميركية المتمركزة في الخليج، وربما في العراق وسوريا.

وفي سياق التداعيات الأمنية، نشرت صحيفة ديلي ميل البريطانية تقريراً عن تداعيات مقتل سليماني ونقلت عن خبراء قولهم من أنه يجب على السياح الغربيين مغادرة الإمارات خشية الانتقام الإيراني.

وعلى عكس ما ذكرته الصحيفة لم تدعو أي دولة غربية إلى مغادرة مواطنيها دولة الإمارات. لكن الخارجية الأمريكية شددت على ضرورة مغادرة كل المواطنين الأمريكيين للعراق. وتملك واشنطن قاعدة عسكرية ضخمة في أبوظبي.

وقال المحلل الإيراني محمد مراندي إن الولايات المتحدة “أعلنت الحرب من الأفضل للغربيين إجلاء رعاياها من دول مثل الإمارات والعراق على الفور”.

وأضاف “من الأفضل لجميع المواطنين الأمريكيين مغادرة المنطقة على الفور”-حسب الصحيفة البريطانية.

كما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي عن مرندي قوله: لو كان هناك مواطنون غربيون فسيغادرون الإمارات على الفور، لأن الانتقام الإيراني قادم، وسينتقم القادة العراقيون أيضا لمقتل سليماني والمهندس”.

يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه طهران الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام لمقتل الجنرال سليماني. وتوعد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي ب”الانتقام من المجرمين” الذين قتلوا “سليماني”.

وشدد المجلس الأعلى للأمن القومي (أعلى هيئة أمنية) بإيران في بيان، أن “الهجوم على سليماني أكبر خطأ استراتيجي ترتكبه أمريكا وسيكون وبالا عليها”، مضيفا أن هناك “انتقاما قاسيا ينتظر المجرمين الذين يقفون وراء اغتيال سليماني”.

وقال مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي في تغريدة على تويتر: تحدثت مع الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي حول قرار الرئيس ترامب باتخاذ إجراءات دفاعية حاسمة لحماية الأفراد الأمريكيين في الخارج.”

وأضاف بومبيو أن الإمارات “تشعر بالقلق إزاء استمرار الاستفزازات العسكرية للنظام الإيراني”.

ويعيش معظم الأجانب في إمارة دبي التي تأثر اقتصادها كثيراً بسبب التوتر في المنطقة منذ أكثر من عامين.

كما دعا وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش إلى تغليب الحلول السياسية على المواجهة والتصعيد، لحل مشاكل المنطقة، التي وصفها بـ “المعقدة والمتراكمة”.

وتعليقاً على تصريحات قرقاش قال عريب الرنتاوي الخبير والمحلل السياسي الأردني، إنها “تعود لانتهاج الإمارات خط تهدئة مع إيران، ومخاوف الإمارات من أن أي تصعيد مفتوح في منطقة الخليج ربما يجعل الإمارات ساحة حرب”​​​.

وذكر الرنتاوي أن هناك سببان للموقف الإماراتي من اغتيال سليماني “الأول أن الإمارات منذ فترة تنتهج خط تهدئة حيال إيران وبدأت القصة في اليمن، الانسحاب الإماراتي في اليمن وتوقيع اتفاقية التعاون الأمني في الملاحة بين إيران وبين الإمارات ورسائل عديدة وجهتها الإمارات عن رغبتها بالتهدئة والابتعاد عن التصعيد من جهة أخرى”.

والسبب الثاني حسب الرنتاوي: “الإمارات قرأت الرسالة الإيرانية جيداً، ومفادها أن أي تصعيد مفتوح في منطقة الخليج ربما يجعل الإمارات ساحة من ساحات تصفية الحساب وبالتالي هي تريد النأي بنفسها عن دائرة الفعل ورد الفعل الإيراني في هذا المجال”.

وقالت صحيفة الغارديان: لا يمكن لأحد التنبؤ بما سيحدث تالياً، وبالأخص الخصمين الأساسيين. ولا توحي أي من تحركات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الشرق الأوسط إلى الآن بأنَّ اغتيال قاسم سليماني بضربة جوية نفذتها طائرة بدون طيار على مطار بغداد الدولي هو جزء من خطة مدروسة.

وعبر مراقبون عن خشيتهم من شن جولة جديدة من الهجمات الإيرانية على البنية التحتية للطاقة في أعقاب اغتيال سليماني، وأن أي صراع تصاعدي متبادل في المنطقة الثرية بالنفط يهدد بارتفاع أسعار النفط في العالم بأسره.