موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

إمارات ليكس ترصد.. وثائق تفضح الإمارات في سعيها للتأثير على إدارة ترامب

240

فضحت وثائق نشرها موقع (الجزيرة نت)، دولة الإمارات في سعيها للتأثير على إدارة الرئيس الأمريكية دونالد ترامب لتشويه خصوها خصوصا دولة قطر.

وتتعلق الوثائق بتحقيقات مع رجل الأعمال آليوت برودي على خلفية اتهامات فدرالية له بانتهاك القوانين المنظمة لعمل مؤسسات اللوبي لحساب دول أجنبية، تفاصيل تخطيط دولة الإمارات لحملة منظمة داخل واشنطن للإضرار بدولة قطر.

وتظهر الوثائق أن برودي وبالتعاون مع جورج نادر مستشار ولي عهد الإمارات محمد بن زايد، قد خططا للتأثير على إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب فور وصولها للحكم عن طريق استخدام علاقات برودي القوية داخل مؤسسات الحزب الجمهوري، والتي سمحت له بلعب دور ضمن فريق الحملة الانتخابية لترامب.

وتبحث محكمة فدرالية بولاية نيويورك ما إذا كان برودي قد استغل منصبه في فريق إدارة وتنظيم حفل تنصيب ترامب لعقد صفقات وعقود له ولشركته مع جهات أجنبية.

وتحظر القوانين الأميركية على المواطنين والمؤسسات الأميركية القيام بخدمات ومهام اللوبي لصالح دول أجنبية إلا بعد استيفاء شروط عدة، من أهمها نشر نصوص التعاقد بشقيه الفني والمالي، وتسجيل كل ما تقوم به الشركة أو الشخص من أنشطة تتعلق بالخدمات وتقديمها دوريا لوزارة العدل ضمانا للشفافية، ويتم نشرها وإتاحتها للرأي العام.

ولا يبدو أن آليوت برودي وشركته المعروفة باسم “سيرسينيوس” قد التزما بهذه القواعد.

وقد استغلت الإمارات رغبة ترامب في انتهاج سياسة مختلفة في التعامل مع منطقة الشرق الأوسط للترويج لنفسها كحليف يعتمد عليه.

من ناحيته، عرض برودي خدمات شركته “سيرسينوس” على حكام الإمارات والسعودية، وهو ما أدى لحصوله على تعاقدات أمنية واستخباراتية فاقت قيمتها مئات الملايين من الدولارات.

في المقابل، تبنى برودي وجهة نظر الإماراتيين داخل دوائر واشنطن المختلفة، وروّج لها وصولا للرئيس ترامب شخصيا.

وسعت الإمارات لتبني سياسة مزدوجة للتأثير على إدارة ترامب من خلال قناة آليوت برودي تسعى إلى تحقيق هدفين:

أولا: إغراء الرئيس ترامب بتأسيس أبو ظبي والرياض قوة مسلحة قومها فرقتان (ما يزيد عن خمسة آلاف مقاتل) من دول عربية وإسلامية لمكافحة إرهاب تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية وحركة طالبان.

وكان ترامب طالب خلال حملته الانتخابية وأثناء قمة الرياض في مايو/أيار 2017 الدول العربية والإسلامية بضرورة تحمل مسؤولياتها وعدم ترك مهمة المواجهة العسكرية عبئا على الولايات المتحدة وحدها.

ويشير بريد إلكتروني أرسله برودي لجورج نادر إلى أنه قضى بالبيت الأبيض يوم 6 أكتوبر/تشرين الأول 2017 ساعتين ونصف الساعة منها لقاء بمستشار ترامب وصهره جاريد كوشنر، أعقبه بلقاء بالرئيس ترامب شخصيا ولقاء بمستشاره للأمن القومي الجنرال أتش أر ماكمستر.

وعرض برودي تصوّر الإمارات للقوة الإسلامية المشتركة لمكافحة الإرهاب، وهي الفكرة التي راقت للرئيس ترامب ولم يرحب بها مستشاروه العسكريون.

ثانيا: إطلاق حملة ضخمة ومركّبة ضد قطر داخل واشنطن.

تلقى برودي مبلغ 2.4 مليون دولار على ثلاث دفعات، وذلك لتمويل حملة علاقات عامة معادية لقطر داخل واشنطن.

وشرح برودي لنادر أن الحملة ستتضمن عقد مؤتمرات وإنتاج أفلام وثائقية ونشر مقالات رأي وكتابة قصص إخبارية، إضافة لحملة معادية موازية من خلال وسائط التواصل الاجتماعي.

وارتبطت الحملة، كما أظهرتها مراسلات برودي، بربط دولة قطر بتمويل الإرهاب، وبنشر الأيديولوجيا المتشددة، وبتحالفها مع جماعة الإخوان المسلمين وتقربها من النظام الإيراني.

وفي هذا السياق تم القيام بثلاث خطوات هامة:

1- دفع رئيس لجنة العلاقات الخارجية السابق النائب إد رويس بمشروع قرار يفرض عقوبات على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ومن يدعمها ماليا، في إشارة إلى مزاعم بهذا الشأن ضد قطر وإيران، وطالب برودي وزارة الخزانة بفرض عقوبات على أشخاص ومؤسسات قطرية.

2- الضغط على الرئيس ترامب لتأييد مشروع القرار المتعلق بحماس والذي يستهدف قطر.

3- أن يتضمن مشروع موازنة وزارة الدفاع بندا ينص على ضرورة نقل القاعدة الأميركية في العديد بقطر إلى دول أخرى حليفة مثل السعودية والإمارات.

ومن ثم بدأ ظهور مقالات رأي تستهدف السياسات القطرية كتبها أصدقاء أو محسوبون على آليوت برودي، ومن هؤلاء المسؤول السابق دينيس روس ورئيس المعهد اليهودي للأمن القومي مايكل ماكوفسكس، الذي دعا في مقال له لضرورة نقل قاعدة العديد إلى خارج قطر. وربطت مقالات أخرى بصورة غير مباشرة بين تمويل الإرهاب وقطر.

وبتخطيط واسع مع السفير الإماراتي لدى واشنطن يوسف العتيبة، تبرع برودي لمركزيْ أبحاث كي ينظما مؤتمرات مناهضة لقطر ويشوها سمعتها.

ونظم معهد هادسون بالتعاون مع مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات مؤتمرا في مايو/أيار 2017 قبل أيام من بدء الحصار، وأعقب ذلك مؤتمر ثان كبير في نوفمبر/تشرين الثاني 2017.

من جهته قال بروس فاين مساعد نائب وزير العدل الأميركي السابق إن اختيار الإمارات للمستشار إليوت برويدي يأتي انسجاما مع التصور الإماراتي بأنه يمكنه الوصول إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب واستخدامه متحدثا عنهم في مسألة حصار قطر، كما أن بإمكانه أيضا ترويج بيع أسلحة للسعودية والإمارات.

وأضاف فاين أن برويدي كان يعتقد أن بإمكانه الحصول على امتياز بأنه عنصر داعم للحكومة الأميركية، من خلال صفقات الأسلحة التي ستتم عبره للسعودية والإمارات.

ولم يستبعد فاين أن تدخل برويدي لو استمر كان سيغير نظرة الإدارة الأميركية تجاه قطر بعيدا عن رؤية وزارة الخارجية الأميركية، بالرغم من وجود أكبر قاعدة عسكرية جوية أميركية في قطر.

وأكد أن ما قام به برويدي من عمل قبل أن يسجل نفسه ممثلا لدولة أجنبية ليتلقى منها الأموال يعدّ “جناية”، ويعتبر القضاء الأميركي المراسلات بينه وبين مستشار أبو ظبي جورج نادر إثباتا لتلقيه أموالا من دولة أجنبية وهو ما يدينه، وقد يحصل على حكم مخفف بشرط التعاون مع القضاء في تحقيقات متعلقة بالإمارات.

ويرى الكاتب والمحلل السياسي محمد المنشاوي أن للإمارات وضعا خاصا في أميركا بسبب قيامها بمحاولة تغيير قرارات الإدارة الأميركية تجاه بعض القضايا، وإمكانية اختراق هذه الإدارة، وهو ما يعتبر في أميركا خطا أحمر ستدفع أبو ظبي ثمنه. وكانت للإمارات نظرة في أميركا بأنها دولة داعمة لإرهاب، خصوصا أن اثنين من منفذي هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 كانا يحملان الجنسية الإماراتية.

وأضاف أن الإمارات تعتقد أنها دولة عظمى ولذلك بدأت التعامل مع أميركا بندية لكن هذا فشل، وكان أول مخططاتها هو السعي نقل قاعدة العديد العسكرية من قطر إلى الإمارات أو السعودية وفشلت في ذلك أيضا، خصوصا مع موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن سحب القوات الأميركية من الشرق الأوسط.

وأكد المنشاوي أن السعودية جنت الكثير من الفشل بسبب الإمارات في العديد من الملفات المشتركة بين البلدين، واستمر الفشل حتى في الملفات السعودية الداخلية كما حدث في قضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي، رغم أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان استفاد سابقا من الإمارات في تحسين صورته والترويج له في أميركا.

كما كشف المنشاوي عن خسارة الإمارات والسعودية للكونغرس الأميركي والمشرعين الديمقراطيين والجمهوريين، مذكرا بأن ترامب لن يبقى في البيت الأبيض إلى الأبد، كما لن يبقى الفيتو المستخدم لإيقاف قرارات المشرعين.

ويعتقد المحلل والكاتب الأميركي بيتر روف أن الإماراتيين لم يخطئوا ولكنهم كانت لديهم توقعات خاطئة بفوز هيلاري كلينتون في الانتخابات، أما عن برويدي فلم يتضح حتى اللحظة من الذي سعى للآخر؛ فهل برويدي هو من سعى للإمارات أم حصل العكس؟ وعن إلغاء زيارة ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد زيارته لواشنطن أكد أنه لم تكن هناك أي دعوة رسمية له لزيارة البيت الأبيض.

وأضاف أن ترامب حتى اللحظة لم يستمع لأصوات عديدة داخل الحزب الديمقراطي ومقترحاتهم، خصوصا أنهم من أدخل الولايات المتحدة في حربين لا علاقة لها بها كما يعتقد الرئيس؛ الأولى في أفغانستان والأخرى في العراق، وكانت سياسة الرئيس واضحة بأنه لا يريد مزيدا من الحروب.

ويرى روف أن شراء الإمارات لجماعات الضغط لا يعني بالضرورة أن تتبنى هذه الجماعات كل ما تريده الإمارات، لافتا إلى أن أولوية الحكومة الأميركية في الوقت الحالي هي إيقاف أنشطة إيران بالمنطقة بأي طريقة، وأهم حلفاء أميركا في المنطقة لتحقيق ذلك هي الإمارات والسعودية، وهو ما يعني أن أي إدارة أميركية كانت ستقوم بذات الشيء وليس فقط إدارة ترامب.