أدان تقرير حقوقي تم تقديمه إلى الأمم المتحدة، دولة الإمارات بممارسة انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان بما في ذلك التعذيب الوحشي.
وأعلن “مركز مناصرة معتقلي الإمارات” ومجموعة “منا” لحقوق الإنسان في بيان مشترك تلقت “إمارات ليكس” نسخة منه، عن تقديمهما تقريراً إلى لجنة الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب.
وذلك في سياق المراجعة الأولية التي تجريها اللجنة لمدى التزام السلطات الإماراتية بنصوص اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة (UNCAT).
وكشف التقرير الذي جاء في أكثر من 30 صفحة أن أبوظبي لم تلتزم ببنود اتفاقية مناهضة التعذيب، وأن ممارسته ظلت منتشرة على نطاق واسع في الإمارات وغالبًا ما تمر دون عقاب أو أي محاسبة من السلطات.
وعرض التقرير الإطار القانوني ذات الصلة المتعلق بتطبيق اتفاقية مناهضة التعذيب في الإمارات، مشيراً إلى أنه رغم وجود بعض الضمانات في القوانين الإماراتية والتي تحظر التعذيب، إلا أن عناصر الأمن مارسوه بشكل ممنهج وعلى نطاق واسع لانتزاع اعترافات من المعتقلين أو الانتقام منهم.
كما تضمن التقرير ملحقاً مفصلاً عن 16 حالة تعذيب تم توثيقها في السنوات الماضية، وذلك بعد مصادقة السلطات الإماراتية على الاتفاقية الأممية.
وتطرق التقرير إلى مواضيع أخرى ذات صلة بالتعذيب، تكشف انتهاك السلطات لنصوص الاتفاقية مثل مبدأ عدم الإعادة القسري، وتوفر مزيد من المعلومات حول انتشار ممارسة التعذيب في الإمارات.
وإضافة لذلك، تناول التقرير انتهاكات الضمانات القانونية المتعلقة بالحرمان من الحرية مثل الاختفاء القسري والاحتجاز التعسفي وحرمان المعتقل من حقه بالمساعدة القانونية والرعاية الطبية والاتصال بالعالم الخارجي، وما يرافق ذلك من سوء معاملة.
وانتقد التقرير إفلات مرتكبي جرائم التعذيب من العقاب وعدم وجود آلية واضحة للشكاوى، وذلك في انتهاك لنص المادة 12 من اتفاقية مناهضة التعذيب التي تنص على أنه “يجب على الدولة الطرف ضمان أن تشرع سلطاتها المختصة في تحقيق سريع ونزيه، متى كان هناك سبب معقول للاعتقاد بأن عملاً من أعمال التعذيب قد ارتُكب في أي إقليم يخضع لولايتها القضائية”.
وأكد التقرير أنه من الناحية العملية، لا يتم التحقيق في مزاعم التعذيب في الإمارات، ولا يُحاسب الجناة، مشيراً إلى ما ورد على لسان المقررة الخاصة السابقة المعنية باستقلال القضاة والمحامين، غابرييلا كنول، التي “قيل لها إنه خلال السنوات القليلة الماضية، تم عرض أكثر من 200 شكوى تتعلق بالتعذيب و/أو سوء المعاملة أمام القضاة و/ أو المدعين العامين، لكن هذه الشكاوى لم يتم تلقيها أو تسجيلها، وبالتالي لم تؤخذ في الاعتبار بالإجراءات القضائية. علاوة على ذلك، لم يُجر أي تحقيق مستقل في هذه الشكاوى”.
وتطرق التقرير أيضاً إلى قانون مكافحة الجرائم الإرهابية الإماراتي، ووصف إطاره القانون بأنه “معيب”، ويسمح للسلطات باحتجاز المعتقلين لأجل غير مسمى دون توفير أي ضمانات قانونية تسمح لهم بالطعن على قرار احتجازهم.
ووفقاً للتقرير تحتجز السلطات الإماراتية 9 أفراد من مجموعة “الإمارات94” لأجل غير مسمى رغم انقضاء أحكامهم القضائية في نفس السجون التي كانوا فيها تحت ذريعة إعادة تأهليهم في مراكز المناصحة، وقد قضى ما لا يقل عن 3 محتجزين أكثر من 3 سنوات فيها.
وأوضح التقرير، أن هذا النوع من الاحتجاز يعد في القانون الدولي شكلاً من أشكال التعذيب، ويشكل انتهاكاً للمادة 16 من اتفاقية مناهضة التعذيب، لأنه يؤدي بشكل تراكمي إلى ضرر نفسي خطير قد يرقى إلى حد التعذيب أو سوء المعاملة الأخرى.
وهذا التقرير الذي تم تقديمه إلى لجنة مناهضة التعذيب في الأمم المتحدة يسمى “التقرير البديل” أو “تقرير الظل”، وهي تقارير عادة ما يتم كتابتها من قبل ائتلافات المنظمات غير الحكومية ويتم تقديمها إلى هيئات المراقبة بشأن المعاهدات الدولية لحقوق الإنسان.
وتصف هذه التقارير التقدم أو النكسات في إعمال الحقوق المنصوص عليها في المعاهدة الدولية ذات الصلة، كما أنه تأتي على التقارير التي تقدمها الدول التي صادقت على معاهدات معينة، إذ يجب على الدول المصادقة على المعاهدات والاتفاقيات الأممية أن تقدم تقارير منتظمة عن التقدم المحرَز في تنفيذ المعاهدة.
والتقارير البديلة، هي نقد من المجتمع المدني لتقارير الحكومة، وتسلط الضوء على القضايا التي ربما تم تجاهلها أو تحريفها.
وفي الحالات التي تفشل فيها الحكومة بتقديم تقرير أو يكون تقريرها متاحًا للمنظمات غير الحكومية في الوقت المناسب للنقد، يمكن تقديم تقارير بديلة (من قبل المنظمات غير الحكومية) كمصدر رئيسي للمعلومات حول القضايا المهمة للقضية.