موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

قراءة في التحول اللافت للنظام الإماراتي تجاه إيران

135

يشهد موقف النظام الإماراتي تحولا لافتا إزاء النظام الإيراني في تكريس لسياسة العداء الإعلامي فقط وتصعيد لغدر أبو ظبي بحليفتها السعودية.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن قائد خفر السواحل الإماراتي العميد مصباح الأحبابي قوله إن التنسيق المتواصل بين إيران والإمارات ضروري لضمان سلامة الملاحة في المنطقة. جاء ذلك لدى استئناف البلدين اجتماعات التنسيق بين قادة خفر السواحل فيهما لأول مرة منذ ست سنوات.

وأضاف العميد الأحبابي عقب اجتماع أمس الثلاثاء في طهران مع مسؤولين عسكريين إيرانيين، أن العلاقات الجيدة بين البلدين ستمكن من ضمان أمن مياه الخليج وبحر عمان.

وقال قائد حرس الحدود الإيراني العميد قاسم رضائي إن الاجتماع مع المسؤول العسكري الإماراتي محطة مهمة لتحقيق التعاون الأمني المطلوب بين البلدين.

وقد ترأس العميد الأحبابي وفدا عسكريا إلى طهران للمشاركة في الاجتماع المشترك السادس بين خفر السواحل في البلدين. وبحث العسكريون الإماراتيون ملفات منها التعاون الحدودي، وتسهيل تبادل المعلومات. كما جرى الحديث عن عقد ملتقيين سنويا في طهران وأبو ظبي، فضلا عن لقاءات ميدانية في المناطق الحدودية.

وقال قائد خفر السواحل الإماراتي إن “إيران رائدة في مكافحة تهريب المخدرات، ونحن بوصفنا خفر السواحل الإماراتي نثمن إجراءات الجمهورية الإسلامية في هذا الخصوص”.

وامتدح العميد الأحبابي سياسة إيران في إدارة المسألة الحدودية، قائلا “إن الأمن الذي تنعم به الجمهورية الإسلامية الإيرانية في ضوء حدودها المشتركة والممتدة بمساحة 8755 كلم، يدل على أسلوبها الصحيح في إدارة مناطقها الحدودية”.

وأكد الأحبابي -وفقا لما نقلته عنه وسائل الإعلام الإيرانية- أن تدخل بعض الدول -دون أن يحددها- في الخطوط الملاحية الأولى، يثير المشاكل في المنطقة، وهو ما يستدعي تحسين العلاقات لإرساء الأمن في الخليج وبحر عمان.

بدوره رحب قائد قوات حرس الحدود الإيراني بالوفد الإماراتي قائلاً: “سبق لنا أن أقمنا علاقات تاريخية عريقة وفي مختلف الأصعدة والمجالات مع الإمارات، وهذه العلاقات اليوم متواصلة بين المستثمرين والصيادين”.

وقال رضائي إن بلاده “تواجه على المناطق الحدودية الإيرانية الجماعات الإرهابية”، مؤكداً أن “ظاهرة التهريب تشكل معضلة كبيرة للقوات الحدودية في كلا البلدين”.

وأشار إلى أنه “من شأن هذا اللقاء أن يشكل انطلاقة لبلوغ مستوى أمني جيد في هذا الخصوص، وأن النهوض بمستوى العلاقات الثنائية يسهم في توفير الأمن المستدام لشعبي البلدين”.

وشدّد القائد الأمني الإيراني على أن “منطقة الخليج الاستراتيجية وبحر عمان ينبغي أن تعود لشعوبها، وألا نسمح لسائر الدول أن تمسّ أمننا الإقليمي”.

وأضاف: “نستطيع من خلال النهوض بمستوى التعاون الثنائي أن نقيم ملتقيين سنوياً في طهران وأبوظبي، فضلاً عن لقاءات ميدانية في المناطق الحدودية بين قادة البلدين لاحتواء المشاكل الحدودية والعمل على حلها”.

وأصدر الطرفان بيانا مشتركا بعد لقاء بين المسؤوليْن العسكريين الإيراني والإماراتي، نشرته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، مع إبراز صورة لهما وهما يتصافحان.

ويرى مراقبون أن عودة اجتماعات التنسيق بين قيادات خفر السواحل الإماراتية والإيرانية مؤشر على تحول في سياسات أبو ظبي حيال قضايا المنطقة. وقد عبر عنها مسؤولون وقادة إقليميون، بينهم الأمين العام لحزب الله اللبناني.

وبدأت الإمارات تنهج هذا النهج لأنها لم تعد تتحمل التكلفة العالية لانخراطها في النزاع اليمني. وبدت زيارة وفد عسكري إماراتي لطهران أمرا قد يكون أمرا طبيعيا في الظروف العادية، ولكنه ليس كذلك في ظروف استثنائية كالتي تمر بها المنطقة حاليا.

إذ أن الاجتماعات المشتركة لخفر السواحل بين البلدين بدأت عام 2009، وانتظمت بشكل سنوي، ثم توقفت عام 2013 بشكل كامل، قبل أن تعود بشكل مفاجئ في الظروف الحالية المشحونة بالتوتر.

وهذا الوفد الأمني الإماراتي هو الثاني الذي يزور طهران في غضون أسبوعين، فقبله عقد وفد أمني إماراتي لقاءات مع مسؤولين إيرانيين في طهران، وكانت الرسائل الإيرانية واضحة وصريحة للجانب الإماراتي، وتضمنت تذكيرا بحالات تشير إلى أن الإمارات أصبحت مركزا ومقرا لاستهداف الأمن القومي الإيراني، ومنها أن شبكة التجسس التي أعلنت طهران كشفها كانت تعمل من الإمارات، وأن الطائرة الأميركية المسيرة التي أسقطتها إيران انطلقت هي الأخرى من الأراضي الإماراتية.

وتشهد العلاقات الإماراتية الإيرانية توترا مستمرا بسبب الجزر الثلاث: طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى المتنازع عليها بين أبو ظبي وطهران، إذ تقول الأولى إنها محتلة من قبل الثانية.

وتفاقم التوتر بين البلدين على خلفية الصراع المحتدم في اليمن منذ نحو خمسة أعوام بين القوات الحكومية المدعومة من التحالف السعودي الإماراتي، وبين المسلحين الحوثيين الذين تُتهم إيران بدعمهم.

كما زاد التوتر على خلفية اتهام إيران باستهداف أو تحريض جماعات أخرى لاستهداف ناقلات نفطية في الخليج العربي، وهو ما نفته طهران.

وفي مايو/أيار الماضي، أعلنت الإمارات تعرض أربع سفن شحن تجارية لعمليات تخريبية قبالة ميناء الفجيرة، ونفت إيران اتهامات أميركية بمسؤوليتها عن هذا الهجوم.

ومؤخرا كشفت مصادر موثوقة ل”إمارات ليكس” عن خطة وضعها ولي عهد أبو ظبي الحاكم الفعلي لدولة الإمارات بما يشكل تحول إجباري في سياساته تجاه إيران.

يأتي ذلك ليحمل طعنة غادرة وجهها بن زايد إلى حلفائه في السعودية التي تريد دائما التصعيد ضد إيران، فضلا عن غضب الرياض من قرار أبو ظبي إعلان سحب قواتها في اليمن والاكتفاء بإدارة حرب بالوكالة عبر الميليشيات.

وتأتي خطة بن زايد الجديد على وقع تتالي هجمات جماعة الحوثيين عبر استهداف منشآت النفط والكهرباء والماء وكل منشآت إمارة ابوظبي الحيوية دون التعرض للإمارات الأخرى.

دفع ذلك بن زايد لإرسال على عجاله عدة وفود إلى إيران لعلمه أنه في حال استغل محمد بن راشد حاكم دبي الدعم الإيراني، فأن ما يضمره بن زايد تجاه دبي سيفشل حيث دبي هي شريان إيران الاقتصادي وليست أبوظبي.

وتثير زيارات وفود أبو ظبي المتكررة إلى طهران تساؤلات حول أسباب الزيارات، وما إذا كانت لها صلة بموضوع سحب القوات من اليمن، أم أنها تتجاوز ذلك إلى سعي إماراتي لتهدئة الأمور مع طهران.