تقرير: الإمارات متورطة بدفع الملايين لوسائل إعلام عالمية لتحسين صورتها ومهاجمة خصومها
تتورط الإمارات في إنفاق مبالغ مالية هائلة على وسائل إعلام عالمية ومراكز الدراسات الندوات والفعاليات لا سيما على لوبيات الضغط في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا بغرض تحسين صورتها السوداء ومهاجمة خصومها خاصة قطر وتركيا
وتظهر إحصائية نشرتها صحف عالمية أن الإمارات تدفع من خلال سفارتها في واشنطن نحو 14 مليون دولار سنوياً لشركات علاقات عامة ومنظمات ضغط وشخصيات سياسية.
ويضطلع السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة بدور مركزي في إدارة لوبي أبوظبي ونسج العلاقات مع صناع القرار في البيت الأبيض والكونغرس.
وأكدت صحيفة “واشنطن بوست” أن الإمارات تدفع أموالا طائلة في حربها الإعلامية بحيث تعاقدت مع شركة The Harbour Group، وهي شركة علاقات عامة وشؤون عامة، تصل قيمة خدماتها إلى 5 ملايين دولار سنوياً.
كما يعتمد سفير الإمارات في الولايات المتحدة بشدة على المدير السابق للشؤون التشريعية هاجر العواد وهي الآن عضوة ضغط تحصل على 25000 دولار أمريكي شهريًا كمسؤولة اتصال رئيسي بين السفارة ومبنى الكابيتول هيل.
وأفادت واشنطن بوست أنّ مستشار محمد بن زايد اللبناني الأصل جورج نادر قام بتوصيل مبلغ 2.5 مليون دولار لحملة التأثير التي كان “برودي” يقوم بتنسيقها في واشنطن لاتهام قطر بكونها دولة راعية للإرهاب.
ويعتبر نادر مستشارا سياسيا لدولة الإمارات، وهو الآن شاهد في التحقيق الخاص في الولايات المتحدة حول التدخل الأجنبي في السياسة الأمريكية.
كما كشفت شبكة إن بي سي الإخبارية الأمريكية أن شركة تحليل البيانات الإلكترونية كامبريدج أناليتيكا، التي عملت مع حملة دونالد ترامب، استأجرتها الإمارات لنشر معلومات مفبركة بغرض تشويه سمعة قطر ودول أخرى.
وأوردت الشبكة في تقرير خاص أن وثائق كامبريدج أناليتيكا، المودعة لدى وحدة تسجيل وكلاء الأجانب بوزارة العدل الأمريكية، تكشف أن الإمارات دفعت لها 333 ألف دولار لتنظيم حملة على وسائل التواصل الاجتماعي خلال العام 2017 من أجل تشويه سمعة قطر، وربطها بـالإرهاب.
وأشار التقرير إلى أن العقد المبرم بين شركة إس سي إل سوشيال ليميتد التابعة لـكامبريدج أناليتيكا والمجلس الوطني للإعلام في الإمارات وهو مركز حكومي، تضمن طرح العديد من الإعلانات على فيسبوك وتويتر ويوتيوب وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي، لفبركة إشاعات عن قطر وربطها بـالإرهاب.
كما تولت شركة إس سي إل سوشيال ليميتد نشر إعلانات سلبية عن قطر، خلال الفترة التي شهدت اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي، والعلاقات بين حملة ترامب وكامبريدج أناليتيكا تم الحديث عنها على نطاق واسع في تقارير حول التواطؤ المحتمل بين حملة ترامب، وروسيا خلال انتخابات 2016.
وعلى مدار الأشهر الماضية، كشف الكثير من التقارير الغربية عن تمويل رباعي الحصار (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) الكثير من الحملات الإعلانية والدعائية في الدول الغربية، وخاصة في أمريكا، لتشويه صورة قطر، على خلفية الأزمة الخليجية التي بدأت في يونيو 2017.
ومؤخرا كشفت جماعات ضغط أن العديد من الشركات الأمريكية لتحليل البيانات باتت تقوم بأعمال تجارية لصالح حكومات أجنبية وأحزاب سياسية، مثل أنشطة اللوبي، وتنظيم فعاليات لتعريف قادة ومسؤولين أجانب على نظرائهم الأمريكيين؛ ما يعد انتهاكا لقانون تسجيل الوكلاء الأجانب في وزارة العدل الأمريكية الصادر في 1966.
وقالت فورين بوليسي أنه في سنة 2017، وقع بعث معهد الجزيرة العربية، وهو خلية تفكير موالية للحكومة السعودية. فضلا عن ذلك، تم تأسيس منظمة مماثلة، تحت مسمى معهد دول الخليج العربية في واشنطن، التي تعرف بصلتها الوثيقة بالحكومة الإماراتية، وذلك في سنة 2015.
وبعد أن شنت دول الخليج حملتها ضد قطر وضعت دول الحصار يدها على سبع شركات ضغط في الولايات المتحدة ووظفت ما يقارب من خمسة ملايين دولار ضمن حملات العلاقات العامة المتعلقة بأزمة الخليج، وذلك وفقا للسجلات المودعة بموجب قانون تسجيل الوكلاء الأجانب.
وفي السياق أكدت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن الإمارات أنفقت مليارات الدولارات لتحقيق أدوار خبيثة في العالم العربي، حيث وظفت أبوظبي شركة استشارات أمريكية، وهي مجموعة “كامستول” وتظهر سجلات هذه الشركة وجود محادثات بينها وبين الصحفيين الذين كتبوا بشكل متكرر مقالات تنتقد دور قطر في جمع الأموال لصالح الإرهاب.
وقدمت الإمارات الملايين من الدولارات لهذه الشركة، وأنفقت وقتًا طويلًا في إقناع أصدقائها من الصحفيين بنشر القصص المعادية لقطر وخصوم أبو ظبي، ونجحت في ذلك إلى حد كبير.
وحسب الصحيفة الأمريكية، قامت الإمارات بدفع ملايين الدولارات للصحفيين في أهم الإصدارات الغربية، ومنهم صحفيون بارزون في مجلة ديلي بيست، ومجلة فري بياكون، علاوة على صحفيين من الواشنطن بوست، ومعهد إنتربرايس الأمريكي.
من جهتها بينت صحيفة الجارديان البريطانية أن أبوظبي شنت حملات إعلامية ضد قطر في الغرب مقابل دفع ملايين الدولارات للمؤسسات الصحفية.
ويجمع مراقبون أن الإمارات تتبني سياسة تقديم الرشاوي المالية لوسائل الإعلام العالمية لمهاجمة خصومها فضلا عن سعيها الحثيث لتحسين صورتها السوداء بسبب سجلها الحقوقي الأسود وتورطها بحروب اليمن ونشر الفوضى في ليبيا ودول أخرى إلى جانب تورطها بالاتجار بالبشر وانتهاكاتها الداخلية لحقوق الإنسان.