أدانت وثائق صادرة عن النيابة العامة الأمريكية دولة الإمارات رسميا بالتدخل في الانتخابات الأمريكية في عدة مناسبات غير إنفاق ملايين الدولارات في مساهمات غير قانونية.
وأظهرت الوثائق اعتراف جورج نادر مستشار ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد بمساعدة الإمارات على تهريب وضخ ملايين الدولارات في مساهمات غير قانونية في حملة الديمقراطية هيلاري كلينتون في انتخابات ٢٠١٦ واخفاء مصدرها.
وفي أول اتهام رسمي أميركي للإمارات في محاولة التأثير على الانتخابات الأميركية، قالت النيابة العامة الأمريكية إن جورج نادر تأمر لإخفاء الأموال من منطلق الرغبة في الضغط نيابة عن حكومة الإمارات وتعزيز مصالح موكله.
وجاء في الوثائق أن جورج نادر ورجل الأعمال في لوس أنجلوس أحمد خواجة قاما بالسعي أيضًا إلى تنمية علاقاتهما مع الشخصيات الرئيسية في حملة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب الانتخابية.
وأضافت أن خواجة تبرع بمبلغ مليون دولار للجنة تنصيب ترمب مقدمة من الإمارات.
وأشار الوثائق إلى أن جورج نادر أخذ تعليماته من ولي عهد ابوظبي الشيخ وكان يقدم له تحديثات بشأن مدى تقدمه في الاقتراب من هيلاري كلينتون.
وفي مرحلة من المراحل اشتكى خواجة من عدم وصول الأموال من جورج نادر والإمارات لحفل كان ينظمه لجمع التبرعات.
كما أظهرت الوثائق أن جورج نادر أبلغ مسؤولا إماراتيا عبر الرسائل النصية أنه سيلتقي “الأخت الكبيرة وزوجها” في إشارة إلى هيلاري كلينتون.
وأضاف نادر “أحب أن اراك للاستماع إلى توجيهاتك وتعليماتك والحصول على بركاتك” في إشارة إلى محمد بن زايد.
وفي 26 حزيران/يونيو 2020 قضت محكمة أميركية نادر بتهم متعلقة بجنس الأطفال واستغلالهم جنسيا، وأصدرت حكما بسجنه عشر سنوات.
وجورج نادر هو شاهد رئيسي في تحقيق المستشار الخاص روبرت مولر بشأن التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية لعام 2016.
وأمضى جورج نادر، الذي زار بشكل متكرر في الآونة الأخيرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، عقودًا من العمل في الدبلوماسية الدولية، وتمّ توصيفه في تقرير مولر باعتباره وسيطًا قويًّا لربط أشخاص مرتبطين بإدارة ترامب بمصالح في الشرق الأوسط وروسيا بمن فيهم المستشار الخاص للرئيس الممسك بملف صفقة القرن جاريد كوشنر.
وكان نادر من بين الشخصيات التي خضعت لاستجواب المحقق مولر بسبب علاقته بدولة الإمارات.
وخلال التحقيق مع نادر، قام عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالية بتفتيش هواتفه ووجدوا ما يبدو أنها صور إباحية للأطفال في رسائل واتساب المرسلة إليه بحسب ما كشفت صحف أمريكية.
وفيما يؤكد نادر أنه في حين أظهرت الصور أطفالًا عراة، كان من المفترض أن تكون مضحكة بدلاً من جنسية ولم يدرك أنها كانوا على هاتفه. اعترف بتلقي بريد إلكتروني يحتوي على صور إباحية للأطفال في عام 2012 وإحضار طفل إلى البلاد لأغراض جنسية في عام 2000.
واعترف جورج نادر بالذنب، وأقرّ بإحضار صبي يبلغ من العمر 14 عاما من جمهورية التشيك إلى الولايات المتحدة قبل 20 عاما للانخراط في نشاط جنسي. كما اعترف بحيازة مواد إباحية عن الأطفال.
وبحسب التقارير، وافق جورج نادر على دفع 150 ألف دولار كتعويض للصبي التشيكي الذي أساء معاملته والذي أصبح الآن بالغا وشهد في جلسة النطق بالحكم، في المحكمة الأمريكية عبر الهاتف. وقال من خلال مترجم “جورج دمر عمليا حياتي كلها، وأنا أحاول إعادة تجميعها قطعة قطعة”.
وجورج نادر رجل أعمال أميركي لبناني تحول فجأة إلى محط أنظار وسائل الإعلام الأميركية والمحقق الخاص روبرت مولر الذي أجرى فريقه جلسات استجواب معه بعد أن تجاوز البحث الدور الروسي بالانتخابات الأميركية ليبدأ النظر في دور الإمارات العربية المتحدة المحتمل في شراء النفوذ السياسي بأميركا.