موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

الإمارات تستعجل تبادل الزيارات الرفيعة مع إسرائيل لتكريس التطبيع

134

قال مصدر إماراتي إن النظام الإماراتي يستعجل تبادل الزيارات الرفيعة مع إسرائيل لتكريس واقع التطبيع بعد تشكيل حكومة جديدة في تل أبيب.

وذكر المصدر ل”إمارات ليكس”، أن أبوظبي تستهدف تبديد أي شكوك تحيط باتفاقيات التطبيع مع إسرائيل عبر تبادل الزيارات الرفيعة.

وأوضح أن النظام الإماراتي وجه عدة دعوات لرئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد نفتالي بينيت وأركان حكومته لزيارة الإمارات في أقرب فرصة.

وأضاف أن أبوظبي تريد كذلك ترتيب زيارات لكبار مسئوليها إلى تل أبيب لتأكيد اندفاعها نحو تكريس تفاهمات التطبيع وتعزيزها في ضوء أي تغيرات داخل إسرائيل.

زيارة قريبة لوزير الخارجية الإسرائيلي الجديد

يأتي ذلك فيما قالت وسائل إعلام عبرية إنه من المقرر أن يجري وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد، زيارة لدولة الإمارات، في وقت قريب.

وذكر موقع “واللا” العبري أن هذه ستكون أول زيارة للابيد للإمارات منذ توليه منصبه، حيث سيلتقي خلالها بنظيره عبد الله بن زايد.

وأشار الموقع كذلك إلى أنّ الزيارة، ستكون الأولى من نوعها لوزير إسرائيلي إلى الإمارات، حيث منع رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو، أي وزير من زيارة أبوظبي، قبل زيارته لها بنفسه.

ولم يقم نتنياهو بأي زيارة علنية للإمارات، رغم أنه زارها سرًا عدة مرات، حسب وسائل إعلام عبرية.

وأشار الموقع إلى أنه “ما يزال غير واضح ما إذا كان لابيد سيلتقي ولي عهد أبو ظبي والحاكم الفعلي لدولة الإمارات العربية المتحدة الأمير محمد بن زايد”.

وفي حال حدث ذلك، سيكون أول لقاء علني بين شخصية إسرائيلية وحاكم الإمارات.

وأدى لابيد اليمين الدستورية، قبل أكثر من أسبوع، كرئيس للوزراء بالتناوب، ووزير للخارجية حاليا.

فيما يتولى نفتالي بينيت رئاسة الوزراء حاليًا، ضمن اتفاق لتشكيل ائتلاف حكومي أطاح بنتنياهو بعد 12 عامًا على رأس الحكومة في تل أبيب.

تأثيرات رحيل نتنياهو

وقبل يومين نشرت صحيفة The Jerusalem Post العبرية تقريرا جاء عنوانه “هل تصمد اتفاقات أبراهام (إشهار التطبيع) على الرغم من رحيل (رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين) نتنياهو عن الحكم؟”.

ولعب نتنياهو والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد دور البطولة المطلقة في مسيرة إشهار التطبيع مع إسرائيل.

ومع اختفاء ضلعين من المعادلة، تثار تساؤلات حول كيف ستتأثر تلك مسيرة التطبيع التي دشنها النظام الحاكم في الإمارات.

وكان ترامب أول من أعلن عن التوصل لاتفاق تطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل يوم 13 أغسطس/آب 2020.

وكانت تلك التغريدة تمثل ضربة البداية لما عرف لاحقاً باسم “اتفاقيات أبراهام” التي تم توقيعها منتصف سبتمبر/أيلول العام الماضي في البيت الأبيض بين إسرائيل والإمارات والبحرين.

واختفى ترامب من المشهد السياسي بعد خسارته الانتخابات أمام الرئيس الحالي جو بايدن.

ولاحقا تم الإطاحة بنتنياهو من رأس الهرم الحاكم في إسرائيل بعد أن تصدره دون منازع لأكثر من 12 عاماً متتالية.

تطبيع الإمارات مع إسرائيل

شهد منتدى الاستثمار العالمي 2021، الذي أقيم في دبي في 2 يونيو/حزيران برعاية من صحيفة The Jerusalem Post الإسرائيلية وصحيفة Khaleej Times الإماراتية، عدداً من المحادثات بين دبلوماسيين ونشطاء ورجال أعمال من جميع أنحاء المنطقة، وخلالها ثارت أسئلة كثيرة حول الوضع السياسي المربك في إسرائيل.

وكان أحد أبرز المخاوف المُثارة حالياً يتعلق بما سيطرأ على العلاقات بين إسرائيل والإمارات والدول الأخرى التي انضمت إلى اتفاقات أبراهام بعد غياب نتنياهو وهو الذي شارك شخصياً وعلى نحو مكثف في العمل على إبرام هذه الاتفاقات في أثناء توليه منصبه.

وقال سفير إسرائيل لدى الإمارات إيتان نائيه، للصحيفة العبرية إنه “بصرف النظر عن هوية رئيس الوزراء أو وزير الخارجية. أعتقد أن الاتفاقيات صدرت حقاً عن مصالح لكلا البلدين”.

وأضاف “أن اتفاقات أبراهام تتمتع بدعم قائم على الرؤية المحلية والوسائل الاستراتيجية”.

وذكر أن الإسرائيليين “يؤيدون بحاضرهم وغائبهم” توثيق العلاقات مع الإمارات، مشيراً إلى أن نحو 85 ألف إسرائيلي زاروا دبي في شهر ديسمبر/كانون الأول وحده.

وترى الصحيفة أنه بشكل إجمالي أن تقييم السفير صحيح: العلاقات الإسرائيلية الإماراتية تعتبر مكسباً للطرفين.

وقد أشارت نتائج استطلاعات الرأي العام المختلفة في إسرائيل على مدى ما يقرب من 9 أشهر، منذ إعلان التطبيع، إلى أن الإسرائيليين متحمسون للتحول الذي يرونه تاريخياً.

ولا شك في أن ذلك يرجح استمرار العلاقات التجارية التي تأتي في القلب من العلاقات الناشئة بين إسرائيل والإمارات ودول اتفاقات أبراهام الأخرى.

لكن لا توجد استطلاعات رأي عام توضح نفس الصورة من الجانب الإماراتي بل أن الرأي الشعبي في مجمله رافض للتطبيع.

كما أن أغلب المحللين والمراقبين يرون أن مكاسب التطبيع بين الإمارات وإسرائيل تصب بالأساس في صالح تل أبيب.

بينما لا يبدو أن هناك مكتسبات سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية حققتها الإمارات من التطبيع، وهو ما يظل علامة استفهام معلقة تبحث عن إجابة.

الائتلاف الجديد في إسرائيل وموقفه من التطبيع

يرصد تقرير الصحيفة الإسرائيلية موقف الشخصيات الرئيسية في الحكومة الإسرائيلية التي بصدد التشكُّل.

فهم أيضاً داعمون متحمسون لاتفاقات أبراهام، إذ وصف  يائير لابيد هذه الاتفاقات بأنها “خطوة مهمة” و”دليل ساطع على أن المفاوضات والاتفاقيات.. هي الطريق للمضي قدماً”.

كما أشاد رئيس الوزراء الجديد نفتالي بينيت، بالاتفاقات وبقيادة محمد بن زايد، قائلاً: “من الجيد أن العلاقات بين الدول لم تعد رهينة لعناد الفلسطينيين”.

لكن من جهة أخرى، يشير آخرون إلى أن نتنياهو بشخصه كان له دور رئيسي في تنمية العلاقات بين إسرائيل والإمارات والبحرين، على وجه التحديد، إلى جانب العلاقات غير الرسمية مع السعودية.

علاوة على أن زعماء تلك الدول يعرفون نتنياهو ويثقون به ثقة كافية للتحدث معه حول القضايا الأمنية الرئيسية.

كما أنهم يعرفون رئيس الموساد يوسي كوهين ومستشار نتنياهو السري “ماعوز”، وكلاهما ترك منصبه بالفعل.

أما الآن، ومع بدء “حكومة التغيير” في الاستعانة بآخرين، فسيتعيَّن على هذه الدول التعامل مع شخصيات جديدة غير معروفة لديها.

غير أن ذلك لا يقتصر على بلدان اتفاقية أبراهام، لأن نتنياهو طال بقاؤه في السلطة إلى درجة كفلت له إقامة علاقات وثيقة مع عديد من القادة في جميع أنحاء العالم، مثل بايدن أو المستشار النمساوي سيباستيان كورتس، وآخرين غيرهم.

أما العلاقات التي ستنشأ مع إزاحة نتنياهو عن السلطة، فستكون جديدة وتحتاج إلى عناية إضافية.

هنا تبرز انتقادات بأن هذا الاهتمام الإضافي قد تعجز عنه الحكومة الإسرائيلية القادمة، فقد بذلت إدارة ترامب جهداً كبيراً في جمع هذه البلدان معاً، وقدمت امتيازات جمة لأولئك الذين احتاجوا إلى مزيد من التشجيع، والحديث هنا عن السودان والمغرب.

أما إدارة بايدن، فهي، وإن قالت مراراً وتكراراً إنها تؤيد التطبيع- فهي لا تستخدم عبارة “اتفاقات أبراهام”، فإن لديها أولويات أخرى ولا يبدو أنها ستفعل الكثير على هذه الجبهة.

وقد تتصرف الحكومة الإسرائيلية الجديدة على النحو نفسه، خاصة إذا لم يكن هناك دفعة من واشنطن، ومن ثم قد يجري التعامل مع الإمارات والبحرين والمغرب والسودان مثل غيرها من الدول التي لديها علاقات مع إسرائيل.