في وقت تتجه فيه أنظار العالم نحو الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا، أبرز مركز مناصرة معتقلي الإمارات، رواد العمل الخيري المعتقلين في دولة الإمارات.
وتتعالى أصوات الجمعيات الخيرية والإغاثية الإقليمية والدولية، داعية إلى التبرع ومساعدة المتضررين في هذه المناطق المنكوبة، فيما يغدو التذكير واجباً بأن السلطات الإماراتية تحتجز ثلة من أبرز أعمدة العمل الخيري والإنساني في الإمارات، إذ كرس العديد منهم حياته في العمل بالمؤسسات الإغاثية والخيرية.
أحد أبرز هؤلاء الأعمدة، هو الشيخ سلطان بن كايد القاسمي، رئيس جمعية الإصلاح والتوجيه الاجتماعي، التي كانت تتبع لها العديد من المؤسسات الخيرية في الإمارات، والتي تم إغلاقها أو مصادرتها بعد حل الجمعية، واعتقاله.
ولعل ما يميز القاسمي، الذي يعد من رواد العمل الخيري والإغاثي، أن عمله في هذا المجال امتد إلى خارج الإمارات، إذ أشرف على العديد من المشاريع الخيرية في أوروبا والعالم، وكان عضواً في مجلس أمناء جمعية الإغاثة الإنسانية في المملكة المتحدة، وهي منظمة إغاثية تستجيب لحالات الطوارئ من خلال تأمين المساعدات للمناطق المتضررة في أجزاء مختلفة من العالم.
وقد كانت هذه الجمعية إحدى المؤسسات الخيرية في المملكة المتحدة، وشاركت بجمع تبرعات كاستجابة على الزلزال الذي ضرب سيرلانكا عام 2004، كما أنها قدمت مساعدات إلى اللاجئين الفلسطينيين في كل من لبنان والأردن.
وفي مقدمة رواد العمل الخيري معتقلي الرأي في الإمارات، يأتي أيضاً الدكتور عيسى السويدي، الذي يملك مسيرة كبيرة في العمل الخيري، إذ كان تولى منصب أمين عام هيئة أبوظبي الخيرية، وكان أميناً عاماً لجمعية الهلال الأحمر في الإمارات بين عامي 1996-1998م.
أما معتقل الرأي عبدالرحيم نقي، فله دور بارز في العمل الخيري والإغاثي داخل الإمارات، حيث كان رئيساً لجمعية الرحمة للأعمال الخيرية، والمرخصة في إمارة رأس الخيمة، وهي إحدى أهم الجمعيات في الإمارات، وتقدم المساعدات المالية إلى المساكين والفقراء، كما أنها تشرف على مشاريع خيرية تتضمن حفر آبار وبناء مدارس في المناطق الفقيرة.
ولا بد أيضاً من استذكار، معتقل الرأي خالد الشيبة صاحب البصمة المميزة في الأعمال الخيرية والتطوعية، إذ كان أحد مؤسسي هيئة الأعمال الخيرية في إمارة عجمان، وهي مؤسسة خيرية بارزة تم تأسيسها في 1987 بسبب الفيضانات التي ضربت السودان.
ففي عام 1987، خلفت الفيضانات كوارث طبيعية عمت العاصمة الخرطوم وانتشرت المجاعة والأوبئة، وهو ما دفع الشيبة، وهو عضو في جمعية الإرشاد والتوجيه الاجتماعي بإمارة عجمان، إلى المبادرة لتأسيس هيئة الأعمال الخيرية، وقد كانت هذه الهيئة تابعة لجمعية الإرشاد والتوجيه الاجتماعي.
وقد استقلت الهيئة لاحقاً عن جمعية الإرشاد وحصلت على اعتماد دولي من جانب الأمم المتحدة، وعقدت العديد من اتفاقيات الشراكة الدولية مع منظمات الأمم المتحدة الإغاثية مثل اليونسكو ومفوضية اللاجئين، وتملك الهيئة حالياً 14 فرعاً حول العالم.
لم يكن دور هؤلاء المعتقلين مقتصراً على رئاسة الجمعية وتأسيسها فقط، بل كانت لها جهود كبيرة في ميادين العمل الخيري والأعمال التطوعية.
فعلى سبيل المثال، كان معتقل الرأي سيف العطر يعمل مدرباً في مجال العمل الخيري والتطوعي، كما أنه عمل متطوعاً في إحدى اللجان الخيرية لمدة 6 سنوات، مؤكداً بذلك على الرسالة السامية والنبيلة التي يحملها العمل الخيري، إضافة إلى أنه كان أميناً عاماً مساعداً في لجنة الإمارات الخيرية.
التطوع في الأعمال الخيرية وإغاثة الملهوف، كان ديدن أغلب المعتقلين، إذ تكاد لا تخلو سيرة أي معتقل من معتقلي الرأي الإماراتيين من الأعمال التطوعية، لكن المجال لا يسمح بذكر مساهماتهم، حيث يزيد عددهم عن الـ60 معتقلاً.
وعلى سبيل المثال فقد اشتهر معتقل الرأي إبراهيم المرزوقي بكثرة أعماله التطوعية لعل أبرزها تطوعه في هيئة أبوظبي الخيرية، وكذلك فإن المعتقل نجيب الأميري شارك في العديد من الجمعيات واللجان الاجتماعية والخيرية، وكان يعمل متعاوناً مع هيئة الأعمال الخيرية في عجمان.
ومن بين المعتقلين البارزة أسماؤهم في مجال العمل الخيري، طارق القطان الذي كان له العديد من الأعمال الخيرية والتطوعية من بينها إدارة مكتب هيئة الأعمال الخيرية في عجمان.
وأخيراً وليس آخراً، لا بد أن نذكر المعتقل محمد العبدولي، الذي كان عضواً في مجلس إدارة جمعية الفجيرة الخيرية، ورئيس لجنة الزكاة والصدقات، وهو أيضاً رئيس لجنة إعداد أول مؤتمر للزكاة في دولة الإمارات.