تواجه ليبيا معضلة المرتزقة الأجانب الممولين من الإمارات في ظل سعي البلاد للاستقرار وإنهاء واقع الصراع الداخلي المستمر منذ سنوات طويلة.
وعمدت الإمارات في إطار تدخلها العدواني في ليبيا على إغلاق البلاد بمرتزقة أجانب لدعم حليفها مجرم الحرب خليفة حفتر.
وصرح رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة بأن حكومته تسعى لبناء دولة مدنية بجيش حقيقي وقوي ومنظم للخروج من أزمة البلاد.
غير أن هذا المسعى يواجه معضلة المرتزقة الأجانب وفي مقدمتهم مرتزقة شركة فاغنر الروسية الذين مولت أبوظبي جلبهم إلى ليبيا لدعم نفوذها.
وصرح رئيس الأركان الليبي الأسبق اللواء يوسف المنقوش أن مرتزقة فاغنر أصبحوا عبارة عن وجود روسي رسمي في الأراضي الليبية وحتى خليفة حفتر لا يستطيع أن يخرجهم.
وقال المنقوش إن القوات الأجنبية في ليبيا نوعين، الأول أتت إلى ليبيا بناء على اتفاقيات رسمية ما بين حكومتين شرعيتين وهي القوات التركية، وللعلم لا توجد قوات مقاتلة تركية في ليبيا إنما هي عبارة عن أطقم تدريب وأطقم استشارات فنية.
وأضاف أن “القوات الأخرى هي قوات المرتزقة التي جاءت من دون استئذان من الدولة وجاء بها طرف معين، استأجرها في البداية ثم أصبح هو نفسه لا يستطيع أن يمارس سيطرته عليها” في إشارة إلى حفتر المدعوم إماراتيا.
وتابع “يمكن تصنيف المرتزقة أيضًا إلى صنفين: أحدهما مرتزقة شركة فاغنر الروسية الذين أصبحوا عبارة عن وجود روسي رسمي في الأراضي الليبية، وهناك المرتزقة الأفارقة الذين جاء بهم حفتر ويزدادون نموًا ويستفيدون من الإمكانيات التي تمنح لهم ويؤثرون حتى على دولهم”.
وأكد المنقوش إن “القوات الأجنبية التي جاءت بناء على اتفاقات رسمية، خروجها تحكمه القوانين والاتفاقيات واللوائح”.
وتابع “أما القوات الأخرى وأعني بها القوات الروسية فقد أصبحت عملية خروجها من الصعوبة بمكان لأن الطرف الذي أدخلها وهو خليفة حفتر لا يستطيع أن يخرجها، ولن تخرج القوات الروسية من ليبيا إلا بتوافق دولي تحصل فيه الدولة الروسية على ثمن لخروجها”.
وأشار إلى أن المرتزقة الأفارقة هم الحلقة الأضعف، ويمكن إخراجهم بالتعاون مع دولهم وهي تشاد والسودان، لأنهم قوات معارضة لهذه الدول وحتى إخراجهم بالقوة ليس من الصعوبة بمكان.
وفي أيار/مايو الماضي كشف تقرير سري للأمم المتحدة أن دولة الإمارات تغرق ليبيا بعشرات آلاف المرتزقة خدمة لمؤامراتها في نشر الفوضى والتخريب.
واعتبر التقرير الذي تم تقديمه إلى مجلس الأمن الدولي وحصلت “إمارات ليكس” على نسخة منه، النظام الإماراتي بأنه عقبة رئيسية أمام إحلال السلام والاستقرار في ليبيا.
وأبرز التقرير الأممي استمرار دعم الإمارات ماليا وعسكريا لميليشيات خليفة حفتر بما في ذلك تمويل عمليات حشدة مرتزقة من عدة جنسيات إفريقية.
ولدى تقديمه التقرير، أعرب مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا يان كوبيش عن أسفه أمام مجلس الأمن لكون جهود إعادة فتح الطريق الساحلي بين سرت ومصراتة وانسحاب القوات الأجنبية من ليبيا “تراوح مكانها”.
وقال كوبيش خلال اجتماع عبر الفيديو للمجلس أمس الجمعة إن “التقدم في قضايا رئيسية مثل إعادة فتح الطريق الساحلي بين سرت ومصراتة وبدء انسحاب المرتزقة الأجانب والمقاتلين والقوات الأجنبية يراوح مكانه”.
وأضاف أن “التأخير أكثر في إعادة فتح الطريق يصب ضد الجهود المبذولة لبناء الثقة بين الجانبين ويمكن أن يقوض الجهود المبذولة للمضي قدما في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار ودفع عملية الانتقال السياسي”.