موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

المعتقلون في سجون الإمارات.. الملف الغائب في مشاورات السلام في اليمن

232

على مدى أسبوع في مشاورات السويد بين طرفي النزاع في اليمن، كان ملف الأسرى والمعتقلين هو الملف الأبرز، والذي أعطي أولوية قصوى في جلسات إجراءات الثقة نتيجة تعلقه بالجانب الإنساني.

لكن الحديث اقتصر على ملف الأسرى ممن يقبعون في سجون الحوثيين أو أسرى جماعة الحوثي لدى الحكومة اليمنية، فيما الجميع بما فيهم الأمم المتحدة تجاهل الحديث عن المعتقلين في السجون السرية في جنوب اليمن، والتي تحت إدارة وإشراف دولة الإمارات.

ولم تكن قضية المعتقلين في السجون السرية في كل من عدن والمكلا وسقطرى قضية غامضة لا يعرفها الجميع، بل إن أصوات المعتقلين وأمهاتهم كانت حاضرة قبل يوم من مشاورات السويد، عندما نفذت رابطة أمهات المختطفين وقفات احتجاجيه في المكلا وعدن للمطالبة بمعرفة مصير أبنائهن المخفيين قسرياً في سجون الإمارات السرية، ومع هذه الأصوات واحتجاجات المعتقلين في السجن المركزي في المكلا، تجاهل المبعوث الأممي والشرعية الحديث عن مأساة المعتقلين في الجنوب، وكأنهم خارج نطاق الدولة اليمنية!

لطالما تحدثت المنظمات الدولية عن جرائم التعذيب في السجون السرية التي تشرف عليها دولة الإمارات، ولكن المجتمع الدولي تجاهل الحقائق التي أشارت إليها المنظمات، إضافة إلى تجاهل المعتقلين من قبل الشرعية، التي حاولت تخرج من ضغط الشارع على ملف التعذيب الوحشي في سجون الجنوب، فشكلت لجنة للتحقيق في حوادث التعذيب في سجون الجنوب قبل عام، ولكن تلك اللجنة لم تعلن عن أي نتائج للتحقيقات.

والواقع أن تلك اللجنة لم تستطع الدخول إلى مناطق جنوب اليمن نتيجة لما تمارسه الإمارات عبر أذرعها العسكرية من تحفظ عن أي عمل يكشف ممارساتها في الجنوب، حيث تمنع المنظمات الحقوقية من أداء واجباتها الإنسانية.

كل هذه المآسي وقصص التعذيب وأعداد المعتقلين والسجون السرية، يتم تجاهلها في مفاوضات يقال أنها لبحث السلام في اليمن، ولإطلاق سراح المعتقلين، فأين دور الشرعية وكذلك الأمم المتحدة في الحديث عن هؤلاء؟

على الأطراف التي تبحث ملف المعتقلين ألا تنسى أن مئات اليمنيين يعانون صنوف الأذى في معتلق خور مكسر، ومعتقل معسكر العشرين ومعتقل معسكر الحزام الأمني في منطقة البريقة، ومعتقل بير أحمد ومعتقل معسكر الإنشاءات، ومعتقل قرية الظلمات وهي منطقة خلف البريقة، إضافة إلى المعتقل سيء الصيت في مطار الريان، ومعتقل ميناء الضبة، ومعتقل ربوة في مديرية المكلا، ومعتقل القصر الجمهوري، ومعتقل غيل بن يمين، ومعتقل جزيرة سقطرى، وهو سجن أنشئ حديثا من قبل قوات الإمارات في جزيرة سقطرى. بحسب منظمة سام للحقوق والحريات.

في مطار الريان يتلقى المحتجزين تعسفا سيل الشتائم والضرب العنيف والتهديد والوعيد عند وصولهم إلى المعتقل غير القانوني ويتم تقييد الأيدي والأرجل بقيود بلاستيكية ثم يوضعون في حاوية حديدية غير معزولة بها حوالي 40 سجين مغلقة الأبواب تصل درجة حرارتها في الظهر إلى 53 درجة مئوية رغم بها مكيفين بسعة 2.5 طن يسمح لك بالذهاب للحمام مرة واحدة في اليوم. بحسب تقرير حقوقي لمنظمة سام.

كل من في هذه السجون السرية والتي تشرف عليها الإمارات يقبع داخلها مئات اليمنيين من أبناء الجنوب، مات بعضهم من شدة التعذيب وعلى المبعوث الأممي أن يستمع لشهادة عضو المجلس العسكري لمقاومة أبين “عادل الحسني” والذي خرج من سجون الإمارات بعد عام وتسعة أشهر في المعتقل، وقد خرج ليتحدث عن انتهاكات السجون السرية.

ففي المكلا وحدها، اختفى أكثر من 400 شخص بعد اعتقالهم، حسب محامين. وفي عدن، أُلقي القبض على قرابة 1500 شخص، ويعتقد نشطاء حقوقيون أن أغلبية هؤلاء لا يزالون في المعتقلات.

إذا كل هذه المآسي وقصص التعذيب وأعداد المعتقلين والسجون السرية، يتم تجاهلها في مفاوضات يقال أنها لبحث السلام في اليمن، ولإطلاق سراح المعتقلين، فأين دور الشرعية وكذلك الأمم المتحدة في الحديث عن هؤلاء؟ هذا السؤال تعرف الشرعية وحدها الجواب عليه! وأما أهالي المعتقلين فإن عليهم استغلال الفرصة والخروج بمظاهرات في عدن والمكلا ومعهم الكثير من شرفاء الجنوب لتذكير الأطراف بالسويد بمأساة المعتقلين في السجون السرية في جنوب اليمن.