موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

الإمارات بمحادثات متقدمة مع إسرائيل لدعم ميليشياتها في اليمن وليبيا

217

كشفت مصادر خاصة ل”إمارات ليكس” أن النظام الحاكم في دولة الإمارات في محادثات متقدمة مع إسرائيل من أجل دعم الميليشيات الموالية لأبو ظبي في كل من اليمن وليبيا.

وذكرت المصادر أن وفدا يضم مسئولين عسكريين إماراتيين وصل إسرائيل يوم الثلاثاء الماضي تحت غطاء نقل مساعدات للفلسطينيين من أجل لقاء مسئولين إسرائيليين كبار وبحث دفع صفقات جاري التفاوض عليها بين الجانبين.

وأوضحت المصادر أن الصفقات تتعلق بمعدات وتقنيات عسكرية ستشتريها الإمارات من إسرائيل ويتم التفاوض بوتيرة متقدمة عليها حاليا، مشيرة إلى أن تفاصيل الصفقات لا تزال طي الكتمان الشديد.

ولوحظ أمام الطائرة الإماراتية التي وصلت إسرائيل قبل ثلاثة أيام –بزعم نقل مساعدات لفلسطين رغم تأكيد السلطة الفلسطينية بأنها ليس لديها أي علم بوصولها- ظهور سيارتين دبلوماسيتين اسرائيليتين بانتظار الوفود الإماراتي.

وفي 25 أيار/مايو الماضي كشفت مصادر مطلعة ل”إمارات ليكس” عن صفقة عسكرية سرية أبرمت حديثا بين دولة الإمارات وإسرائيل بغرض دعم حليف أبو ظبي في ليبيا خليفة حفتر ومحاولة تعويض ما تكبده من هزائم متتالية في الفترة الأخيرة.

وقالت المصادر إن الصفقة العسكرية تضمنت شراء الإمارات طائرات (الدرونز) من دون طيار مزودة بقنابل وصواريخ لتعزيز ميليشيات حفتر بها. ولم يعرف على الفور قيمة الصفقة لكنها تقدر بمئات ملايين الدولارات.

وبحسب المصادر فإن الإمارات لجأت على عجل لإبرام الصفقة المذكورة مع إسرائيل بعد مفاوضات مكثفة من أجل معالجة العجز والضعف لديها في هذا المضمار لاسيما في ظل التفوق الكاسح لتركيا ودعم أنقرة لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا.

وأضافت المصادر ذاتها أن مباحثات جارية عبر قنوات سرية بين الإمارات وإسرائيل لإبرام المزيد من الصفقات العسكرية لصالح ميليشيات حفتر وأن أبو ظبي على استعداد لدفع الملايين مقابل ذلك.

وبهذا الصدد كشف المصادر أن طائرة المساعدات التي سيرتها الإمارات إلى مطار (بن غوريون) الإسرائيلية الأسبوع الماضي نقلت وفدا إماراتيا للتفاوض على إبرام المزيد من الصفقات مع تل أبيب.

وانتشرت تقارير إعلامية خلال الأيام الأخيرة عن بدء ميليشيات حفتر في ليبيا استخدام طائرات (الدرونز) من دون طيار في شن هجماتها التي غالبا ما تستهدف المدنيين في العاصمة طرابلس ومناطق أخرى من البلاد.

ومؤخرا أعلنت حكومة الوفاق عن رصدها وصول عدة طائرات شحن عسكرية قادمة من الإمارات، إلى إحدى القواعد بمدينة المرج الخاضعة لسيطرة ميليشيات حفتر.

وذكر المركز الإعلامي لعملية “بركان الغضب”، التي أطلقتها حكومة الوفاق؛ أن برنامجا لتتبُّع حركة الملاحة الجوية رصد رحلات لطائرات شحن عسكرية انطلقت من قاعدة سويحان العسكرية الجوية في أبو ظبي إلى قاعدة الخادم الجوية الإماراتية الواقعة بمنطقة الخروبة جنوب مدينة المرج (شرقي ليبيا).

وأضاف البيان أن بيانات تسجيل الطائرات تعود لثلاث رحلات من طراز اليوشن. وسبق أن أعلنت القوات الحكومية رصد رحلات طيران شحن عسكرية أجنبية عديدة، دخلت المجال الجوي الليبي، وهبطت في قواعد عسكرية تحت سيطرة مليشيات حفتر.

ويشار إلى أن إسرائيل تصنع نوعين من الطائرات الكبيرة بدون طيار، والنوع الأول هو من طراز ‘إيتان’ الذي يبلغ طول جناحيه 26 مترا والنوع الثاني هو من طراز ‘هرمس 450′ القادر على حمل ذخيرة ويستخدمه الجيش الإسرائيلي في عمليات الاغتيال.

وخلال السنوات الأخيرة ظهرت إسرائيل على خريطة الدول المتميزة في صناعة الطائرات بدون طيار المقاتلة وغير المقاتلة على السواء، وعملت على تصدير طائرات الدرونز لأساطيل جوية مهمة لدول مثل ألمانيا والهند.

وسبق أن أظهر تقرير جديد أن إسرائيل هي أكبر مصدر للطائرات من دون طيار في العالم وأن حجم هذه الصادرات يشكل 10 بالمئة من الصادرات الأمنية الإسرائيلية.

وذكر موقع صحيفة ‘هآرتس′ العبرية أن بحثا أجرته شركة الاستشارات ‘بروست أند ساليفان’ أظهر أن إسرائيل صدرت خلال السنوات الثماني الأخيرة طائرات منها إلى عدة دول في العالم بمبلغ إجمالي وصل إلى 4.6 مليارات دولار.

ويشكل تصدير هذه الطائرات نسبة 10 بالمئة من الصادرات الأمنية الإسرائيلية، ومعظم هذه الطائرات استخدمت لأغراض عسكرية وقسم صغير منها لأغراض أمنية مثل وزارات أمن داخلي ولأغراض الحراسة داخل المدن.

ومطلع عام 2011، سلمت شركة الصناعات الجوية والفضائية الإسرائيلية (IAI) 12 طائرة بدون طيار إلى روسيا بموجب عقد تم توقيعه سابقا بين الطرفين بقيمة 400 مليون دولار يمنح الروس حق تصنيع الطائرة على أراضيهم.

وقد استخدمت موسكو هذا النوع من الطائرات في دعم نظام بشار الأسد في سوريا لاحقا لقمع ثورة الاحتجاجات الشعبية وتمكينه من البقاء في الحكم.

وفي 19 أيار/مايو الجاري دشن النظام الإماراتي مرحلة جديدة من التطبيع العلني مع إسرائيل بعد أن هبطت لأول مرة طائرة شحن تابعة لشركة طيران الاتحاد الإماراتية، في رحلة مباشرة من أبو ظبي في دولة الاحتلال.

وقالت صفحة “إسرائيل تتكلم العربية” التابعة لوزارة الخارجية الإسرائيلية إن الطائرة تحمل على متنها مساعدات إنسانية للتعاطي مع وباء كورونا بعثت بها دولة الإمارات للسلطة الفلسطينية وقطاع غزة من خلال منظمة الأمم المتحدة وبالتنسيق مع إسرائيل”.

وذكرت الصفحة أن وزارة الخارجية الإسرائيلية نسقت عملية هبوط الطائرة في إسرائيل، متأملة أن تكون هذه الرحلة “فاتحة خير مبشرة بتدشين رحلات تجارية تحمل سياحا إلى إسرائيل”.

وخلال السنوات الأخيرة رصدت تسريبات وصحف ودوريات متخصصة تعاظماً بالتعاون الإماراتي الإسرائيلي، ذهبت أبوظبي في الشق العسكري منه إلى حد المشاركة في مناورات كان سلاح الجو الإسرائيلي طرفاً فيها.

وفي السياق ذاته فإن صحيفة “معاريف” العبرية كشفت في 8 يونيو 2019، تفاصيل العلاقات الخاصة والتعاون الاستخباري والأمني العميق بين “إسرائيل” وإمارة أبوظبي.

وأبرز معلّق الشؤون الاستخبارية في الصحيفة، يوسي ميلمان، أنّ هذه العلاقات تتعاظم بسبب طابع المصالح المشتركة التي تربط الطرفين.

وأشار إلى أن أبوظبي تبني علاقتها بإسرائيل كإمارة مستقلة لا بوصفها ممثلة لدولة “الإمارات”، وهذه العلاقة تقوم على عقد صفقات سلاح، حيث تبيع تل أبيب للإمارة عتاداً استخبارياً وتكنولوجياً.

وتقول الصحافة العبرية إن تجمع الصناعات العسكرية وشركة “إلبيت” للمنظومات المسلحة يرتبطان بعلاقة وثيقة بأبوظبي، وبحسب “معاريف” فإن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي يرتبط بعلاقات خاصة ببن زايد، يسمح لـ”إسرائيل” ببيع تقنيات عسكرية تعتمد على التكنولوجيا الأمريكية لأبوظبي.

هذه التقنيات تمثلت في بيع شركة “NSO” الإسرائيلية أبوظبي برنامج التجسس “بيغاسوس”، الذي يتيح لجهاز أمن الدولة اختراق الهواتف الشخصية لمن تعتبرهم معارضين للنظام، والحصول على معلومات منها، بالإضافة إلى شراء منتوجات شركة “فيرنت” الإسرائيلية المتخصصة في إنتاج العتاد الاستخباري، ومن ضمنه تقنيات التنصت.

وتؤكد الصحيفة أن العلاقات السرية بين أبوظبي وإسرائيل توثقت قبل 15 عاماً، لكن “المؤسستين الأمنية والاستخبارية في تل أبيب حرصتا على إحاطة هذه العلاقات بالكتمان الشديد”، وأسهم رجل الأعمال الإسرائيلي متاي كوخافي، في تدشين علاقات الطرفين، كما ذكر متفاخراً خلال محاضرة ألقاها في سنغافورة بدوره في تطوير هذه العلاقات.

وقال كوخافي إن شركته “لوجيك” (مقرها إسرائيل) زودت أبوظبي بعتاد أمني لتأمين الحدود وحقول النفط، فضلاً عن تقديمها استشارات أمنية، كما استعانت بخدمات جنرالات في الجيش والاستخبارات الإسرائيلية في إدارة أنشطتها داخل أبوظبي، مشيراً إلى أن “رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الأسبق عاموس مالكا، وقائد سلاح الجو الأسبق إيتان بن إلياهو، عملا باسم شركته داخل أبوظبي”.

وتقوم طائرة خاصة بنقل الجنرالات الإسرائيليين المتقاعدين من قبرص إلى أبوظبي، بحسب كوخافي، الذي أكد أن “العشرات من الجنرالات ورجال الاستخبارات الإسرائيليين زاروا أبوظبي ضمن أنشطة شركته في حي مكون من الفلل داخل الإمارة.

وبحسب مجلة “إنتليجنس أونلاين” الفرنسية المتخصصة في قضايا الدفاع، فإن الإسرائيليين الذين يتولون إدارة صفقات السلاح والاستشارات العسكرية مع أبوظبي في الوقت الحالي هم: دفيد ميدان، الذي تولى في السابق قيادة شعبة تجنيد العملاء في جهاز الموساد “تسوميت”، وآفي لؤومي، مؤسس شركة “أورانيتكوس”، المتخصصة في إنتاج الطائرات دون طيار.

كما يمتد تاريخ التعاون بين الإمارات وإسرائيل إلى مجالات عدة، منها العسكري والأمني والسياسي، لكن العداء لجماعة الإخوان المسلمين وحركة “حماس” الفلسطينية وتيارات الإسلام السياسي، يعتبر حجر الزاوية في هذه العلاقة الشائكة بين الطرفين، حيث سعت الدولة الخليجية لإنهاء أي نشاط داعم للمقاومة الفلسطينية على أرضها.

كما يتورط النظام الإماراتي بتعاون مشبوه مع إسرائيل في التجسس والمراقبة خاصة عبر مجموعة “إن إس أو” (NSO) وتطبيقاتها وكذا بعض الشركات الإسرائيلية التقنية الأخرى.