موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

بفعل عدوان الإمارات والسعودية.. اليمن مهدد بموجة كبيرة من حالات كوليرا

130

أعلنت منظمة الصحة العالمية أن اليمن الذي يتعرض لعدوان إماراتي وسعودي مستمر قد يتعرض ل”موجة جديدة كبيرة” من حالات الكوليرا ودعت إلى هدنة في المعارك لثلاثة أيام لإفساح المجال امام حملات التلقيح.

ويأتي التحذير غداة غارة جوية دامية استهدفت أكبر مستشفى في اليمن في ميناء الحديدة الاستراتيجي الذي يسيطر عليه المتمردون الحوثيون في حين كانت فرق منظمة الصحة تحضر لحملة تلقيح.

وقال مساعد المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ في المنظمة بيتر سلامة خلال مؤتمر صحافي في جنيف “لقد واجهنا موجتين كبيرتين من تفشي الكوليرا في السنوات الأخيرة وللأسف الظاهرة التي نلاحظها منذ أيام وأسابيع تفيد بأننا قد نواجه قريبا موجة ثالثة كبرى”.

وأضاف “ندعو كافة أطراف النزاع إلى احترام القانون الإنساني الدولي وتلبية طلب المجتمع الدولي بتهدئة لثلاثة أيام لإلقاء السلاح والسماح لنا بتلقيح المدنيين”.

وسجلت في اليمن الذي يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم بحسب الأمم المتحدة، أكثر من مليون حالة اشتباه بالكوليرا – بينها 2200 وفاة – منذ اندلاع النزاع بين المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران والقوات الحكومية المدعومة من تحالف بقيادة سعودية.

وأوضح سلامة أن الحملة لتلقيح أكثر من 500 ألف شخص ستبدأ السبت وتنتهي الاثنين.

من جهة أخرى اعتبرت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن أن الهجمات التي شهدتها مدينة الحديدة اليمنية وراح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى “أمر مروع” ولا يمكن تبريرها، مطالبة بإنهاء الصراع في البلد الفقير.

وصدرت الدعوة هذه بالتزامن مع إعلان المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث أنّ الامم المتحدة تعتزم دعوة الأطراف المتحاربين إلى جنيف في 6 أيلول/سبتمبر، للبحث في إطار عمل لمفاوضات السلام المتوقفة منذ 2016.

وقتل عشرون شخصا على الاقل وأصيب 60 بجروح الخميس في مدينة الحديدة الخاضعة لسيطرة المتمردين الحوثيين في غارة جوية أمام مستشفى الثورة وفي قصف استهدف سوق السمك، وفق أطباء وشهود عيان.

لكن المتمردين تحدثوا عن غارتين جويتين على المستشفى وسوق السمك، وقالوا عبر قناة “المسيرة” المتحدثة باسمهم إنهما أديتا الى مقتل 55 شخصا وإصابة 124 بجروح، متهمين التحالف العسكري بقيادة السعودية بتنفيذهما.

وقالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ليزا غراندي في بيان إن أعمال العنف هذه “أمٌر مروع”، مضيفة ان “المستشفيات محمية بموجب القانون الدولي الانساني. وليس من الممكن أبداً تبرير هذه الخسائر في الأرواح”.

وأضافت ان مستشفى الثورة الذي تعرض للغارة “هو الأكبر في اليمن وأحد المرافق الطبية القليلة العاملة في المنطقة. ويوجد به واحد من أفضل مراكز علاج الكوليرا في المدينة”.

وتابعت “يعتمد مئات الآلاف على هذا المستشفى من أجل بقائهم على قيد الحياة”.

وتضم مدينة الحديدة ميناء رئيسيا تدخل منه غالبية المساعدات والمواد التجارية والغذائية الموجّهة إلى ملايين السكان. لكن التحالف العسكري يعتبر الميناء ممرا لتهريب الأسلحة ولمهاجمة سفن في البحر الأحمر.

وكان التحالف بدأ في 13 حزيران/يونيو هجوما على المدينة الساحلية على البحر الاحمر، بقيادة الإمارات الشريك الرئيسي في التحالف، وبمشاركة قوات موالية للرئيس المعترف به عبد ربه منصور هادي.

وفي مطلع تموز/يوليو، أعلنت الإمارات تعليق الهجوم على مدينة الحديدة نفسها لإفساح المجال أمام وساطة للأمم المتحدة، مطالبة بانسحاب الحوثيين من المدينة والميناء.

ويندر أن شنت طائرات التحالف ضربات جوية ضد مواقع داخل مدينة الحديدة.

وبعيد هجمات الخميس، كتبت الممثلة المقيمة لمنظمة الامم المتحدة للطفولة “يونيسف” ميريتشل ريلانيو في حسابها بتويتر “دمر قصفٌ آخر في الحديدة العائلات والأحلام والآمال بمستقبل أفضل.”

وتقدّمت من جهتها منظمة الصحة العالمية “بالتعازي لأهالي الضحايا” بعد الهجوم على مستشفى الثورة الذي قالت إنه “أحد أكبر المستشفيات التي نقدم لها الدعم في اليمن”.

كما قالت جوليان فيلدويجك، نائبة مدير منظمة “كير” العالمية في اليمن في بيان “نخشى من تدهور محتمل (…) بعد ان منحت التهدئة السكان الفرصة لالتقاط أنفاسهم”.

وأظهرت صور التقطها مصور فرانس برس سيارات محترقة وبقع دماء وجثث ضحايا ومصابين يتلقون العلاج.

وأوقعت الحرب في اليمن اكثر من عشرة آلاف قتيل منذ تدخل التحالف العسكري في 2015 في النزاع بين المتمردين الحوثيين الشيعة والقوات الموالية للحكومة المستمر منذ 2014. ويسيطر المتمردون على مناطق واسعة بينها العاصمة صنعاء.

وتقول الأمم المتحدة ان 9500 من بين مجموع قتلى النزاع مدنيون، ومن بينهم أكثر من 2200 طفل، مشيرة الى ان الغارات الجوية “هي المتسببة في غالبية الضحايا المدنيين”.

وتسببت الحرب بأسوأ أزمة إنسانية في العالم حيث تهدد المجاعة أكثر من ثمانية ملايين من سكان البلد الأفقر في شبه الجزيرة العربية.

وقالت غراندي في بيانها “لقد فقد الكثير من الناس حياتهم في اليمن، ويجب أن يتوقف هذا الصراع”.

وجاءت الدعوة بعدما اعلن غريفيث أمام مجلس الامن عن دعوة الأطراف المتحاربين إلى جنيف في 6 أيلول/سبتمبر للبحث في إطار عمل لمفاوضات سلام.

وقال غريفيث أمام مجلس الأمن الدولي ان “هذه المشاورات ستوفّر الفرصة للأطراف، بين أمور أخرى، لمناقشة إطار عمل للتفاوض، والإجراءات المتصلة ببناء الثقة وخطط محددة لتحريك العملية قدماً”.

وتوقفّت المحادثات السياسية التي رعتها الأمم المتحدة حول اليمن في العام 2016.

وذكر غريفيث الذي عُيّن العام الماضي لقيادة جهود السلام، إنه “لا يزال يحاول” التفاوض توصّلاً إلى اتفاق لتفادي اندلاع معركة واسعة داخل مدينة الحديدة، لكنه أشار إلى أنّ الحل في المدينة يجب أن يكون جزءاً من “حل سياسي شامل”.

وعبّر غريفيث عن قلقه لأنّ الحديدة قد تكون “نقطة ساخنة” تُقوّض جهود عقد محادثات في أيلول/سبتمبر، ودعا المجلس إلى دعم جهود خفض التوتر في المدينة.

وأضاف أنه تم تسجيل تقدّم في المحادثات المتصلة بنقل السيطرة على الميناء من الحوثيين إلى الأمم المتحدة “لكنّ الهوة لم يتم ردمها” بين الأطراف.

من جهتها أعربت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هالي عن دعمها لجهود الأمم المتحدة لدفع الطرفين للمجيء إلى جنيف والجلوس الى طاولة المفاوضات.

ودعمت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا التحالف بقيادة السعودية في حملته العسكرية في اليمن، لكنها أعربت عن قلقها إزاء الخسائر الفادحة في صفوف المدنيين.

وقالت هالي “المدنيون في خطر، البنية التحتية في خطر، وعلينا بصفتنا مجتمعًا دوليًا المطالبة بأن يجتمع الطرفان سويًا وأن يفهما خطورة ذلك”.