موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

تحقيق: الإمارات.. بلد التجسس والقرصنة حول العالم

867

أكدت صحيفة نيويورك تايمز أن شركة Matter Dark الإماراتية تنافس بقوة مع NSO الإسرائيلية في انتشار ظاهرة “خصخصة التجسس” حول العالم، مشيرة إلى مشروع تستهدف به اعتراض الاتصالات الخلوية بدولة قطر.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية، في تحقيق موسع لها أن الشركة الإماراتية تدفع بسخاء لجذب أفضل المواهب التكنولوجية من (إسرائيل) والولايات المتحدة ودول أخرى، بهدف استخدامها في أنشطة التجسس الإلكتروني وأدوات المراقبة.

واستند التحقيق إلى مقابلات مع قراصنة إلكترونيين، حاليين وسابقين، لحكومات وشركات خاصة ووثائق، ويشير إلى عصر جديد من الحرب الإلكترونية غير المحكومة بالقوانين.

وبحسب المقابلات، فإن قراصنة تابعين للشركة الإماراتية تمكنوا من تحويل جهاز منزلي عادي لمراقبة الأطفال إلى أداة تجسس، مشيرة إلى أن أنشطة الحرب الإلكترونية، التي تقودها الشركة بالوكالة عن الإمارات، تعتمد على قراصنة تلقوا تدريبهم بوكالات تجسس أمريكية.

وطالت أنشطة شبكة  Matter Dark التجسسية رجال أعمال وحقوقيين أمريكيين، ولذا يحقق مكتب التحقيقات الفيدرالي بالولايات المتحدة (FBI) مع موظفين حاليين وسابقين بالشركة الإماراتية بشأن ارتكابهم جرائم إلكترونية محتملة.

ونقلت نيويورك تايمز عن موظف سابق بالشركة أن حالات التجسس على أمريكيين تتعلق بناشطين عملوا في منظمات أجنبية، بما في ذلك جماعات حقوق الإنسان، التي تنتقد سجل الحكومة الإماراتية.

وبحسب المصدر ذاته، فإن عملاء Matter Dark يجمعون معلومات جواز السفر أو الطلبات أو السير الذاتية الخاصة بالأمريكيين الذين تقدموا للعمل في هذه المنظمات.

ونوهت الصحيفة الأمريكية إلى أن الشركة الإماراتية استأجرت إسرائيليين عملوا سابقا في NSO لتطوير تكنولوجيا تستهدف عمليات إلكترونية ضد أعداء الدولة المتصورين في الداخل والخارج.

ومن بين التكنولوجيا التي طورتها NSO واستفادت منها  Matter Dark أداة برمجية متنقلة يمكنها جمع كميات هائلة من بيانات الهواتف الذكية دون ترك أي أثر، بما في ذلك المكالمات الهاتفية والنصوص ورسائل البريد الإلكتروني وجهات الاتصال والموقع وأي بيانات مرسلة عبر تطبيقات مثل فيسبوك وواتساب وسكايب.

وفي إحدى عملياتها التجسسية، في أواخر عام 2015، بذلت الشركة جهدًا موسعًا لاعتراض الاتصالات الخلوية في قطر، بحسب الصحيفة الأمريكية.

ولفتت “نيويورك تايمز” إلى أن أصول  Matter Dark تعود إلى شركة أمريكية أخرى تدعى (سايبر بوينت (Cyber Point) التي فازت قبل سنوات بعقود للمساعدة في حماية الإمارات من هجمات الحواسب.

حصلت Cyber Point على ترخيص من الحكومة الأمريكية للعمل لدى أبوظبي، وهي خطوة ضرورية بالولايات المتحدة تهدف إلى تنظيم تصدير الخدمات الاستخبارية، لكن الإماراتيين كان لديهم طموحات كبيرة ودفعوا موظفي الشركة مرارًا إلى تجاوز حدود هذا الترخيص.

ورفضت الشركة الأمريكية طلبات لعملاء المخابرات الإماراتيين لمحاولة كسر رموز التشفير واختراق مواقع إلكترونية على خوادم أمريكية، وهي عمليات كان من شأنها أن تتعارض مع القانون الأمريكي.

ولذلك أسس الإماراتيون Matter Dark في عام 2015، بوصفها شركة لا تلتزم بقانون الولايات المتحدة، وجذبوا عددا من الموظفين الأمريكيين في Cyber Point للانضمام إليها.

وكانت الصحيفة الأمريكية قد أكدت في تحقيقها، أن المستشار السابق بالديوان الملكي السعودي “سعود القحطاني” تواصل مع NSO الإسرائيلية، أواخر عام 2017، بهدف القيام بأنشطة تجسس مماثلة في كل من قطر وتركيا وفرنسا، استهدفت أشخاص تعتبرهم السلطة الحاكمة بالمملكة تهديدا لها، وكانت جزءا من جهود المراقبة المكثفة التي أدت في النهاية إلى اغتيال الكاتب الصحفي “جمال خاشقجي”.

وأشارت إلى أن خصخصة تكنولوجيا التجسس مكنت أصغر البلدان من الحصول عليها بعد أن كانت ذات يوم،  حكرا على القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا.