علمت “إمارات ليكس” أن الولايات المتحدة الأمريكية وجهت تحذيرا صريحا للإمارات بعدم ارتكاب المزيد من الجرائم والمجازر بحق المدنيين في اليمن ضمن حربها العدوانية في إطار التحالف المستمرة منذ أكثر من ثلاثة أعوام.
وتم توجيه التحذير خلال اجتماع محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي أمس الاثنين، مع الفريق أول جوزيف فوتيل قائد القيادة المركزية الأميركية في أبو ظبي.
وحسب بيان إماراتي رسمي بحث الجانبان خلال اللقاء، العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها، كما استعراضا التنسيق والتعاون بين البلدين في المجالات الدفاعية والعسكرية، إضافة إلى عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
والأسبوع الماضي قال وزير الدفاع الأمريكي، “جيمس ماتيس”، إن بلاده “تراجع الدعم” الذي تقدمه لـ”التحالف العربي”، الذي تقوده السعودية والإمارات في اليمن، وذلك بعد ساعات من صدور تقرير أعده خبراء مستقلون لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وتضمن اتهامات لقوات “التحالف العربي”، وخاصة السعودية والإمارات، بارتكاب “جرائم حرب” في اليمن، والتسبب في سقوط غالبية الضحايا المدنيين.
ولا تشارك الولايات المتحدة في الضربات الجوية في اليمن، إلا أنها منذ اندلاع الحرب في 2015، قدمت الدعم والمساندة للقوات الجوية السعودية من خلال تزويدها بالوقود في الجو، وتقديم المعلومات الاستخباراتية والمشورة العسكرية.
كما تبيع الولايات المتحدة صواريخ وأسلحة للسعودية والإمارات؛ حيث تم الكشف مؤخرا أن الصاروخ الذي استهدف حافلة الأطفال في صعدة، الشهر الجاري، أمريكي الصنع.
وحث قائد القوات الجوية الأمريكية في الشرق الأوسط، الجنرال “جيفري إل هاريغيان” “التحالف العربي” على أن يكون أكثر استعدادا للتحقيق في غارة صعدة.
في هذه الأثناء قالت مجلة “نيو ستيتسمان” البريطانية، إنه من المقرر أن يلتقي أعضاء البرلمان البريطاني مع وزير الخارجية الإماراتي “عبدالله بن زايد آل نهيان” وعدد من المسؤولين الإماراتيين بشكل خاص بعد أيام من انتقاد “الأمم المتحدة” لسجل الإمارات في اليمن ووسط اتهامات بانتهاكات حقوق الإنسان في بلاده.
وحسب المجلة البريطانية، دعا سفير الإمارات “سليمان المزروعي” النواب لحضور اجتماع خاص مع وزير الخارجية الإماراتي، حيث سيعود البرلمان للعمل الأسبوع المقبل من خلال جلسة تحضيرية قبل بدء الموسم الجديد.
وأوضحت أن الاجتماع مع الزعماء الأجانب ليس بالأمر غير العادي، ولكن هذا اللقاء يأتي بعد تقرير دامغ أصدرته “الأمم المتحدة”، الأسبوع الماضي، يتهم الإمارات والسعودية بالتورط في انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب الناتجة عن عملياتهم العسكرية في اليمن.
ويأتي هذا الاجتماع برعاية عضو البرلمان “دافيد جونز”، وهو مفتوح للبرلمانيين فقط، كما كتب السفير في دعوة البريد الإلكتروني التي عرضت على المجلة البريطانية.
ووفقاً لسجل المصالح العامة لمجلس العموم، سافر “جونز” إلى دبي وأبوظبي على حساب وزارة الخارجية الإماراتية في فبراير/شباط.
وبعد رحلته المجانية، كتب “جونز” مقالا في صحيفة “ذا ناشيونال”، وهي صحيفة يملكها نائب رئيس الوزراء الإماراتي، أكد أنه “لا يوجد شريك أكثر أهمية بالنسبة لبريطانيا من الإمارات”، حسب ما ذكرته المجلة البريطانية.
واستنتجت المجلة البريطانية أنه على ضوء المعطيات الأخيرة من غير المحتمل أن يجد “عبدالله بن زايد”، الأسبوع المقبل، في مجلس العموم استجوابا مرهقا بشكل خاص حول الاتهامات الموجهة لبلده بجرائم الحرب في اليمن.
والأسبوع الماضي اتهمت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، المعنية بحقوق الإنسان، قوات التحالف التي تقودها السعودية والإمارات بالفشل في إجراء تحقيقات مناسبة حول الاتهامات الموجهة لها بارتكاب جرائم حرب في اليمن.
كما كانت الأمم المتحدة اتهمت الأسبوع الماضي تحالف السعودية بارتكاب “جرائم حرب”، من خلال الضربات الجوية التي يشنها والتي تسببت في خسائر شديدة بالأرواح بين المدنيين.