موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

بالفيديو: تحقيق أمريكي يكشف استئجار الإمارات لجنود أمريكيين لتنفيذ عمليات اغتيالات في اليمن

573

كشف تحقيق استقصائي أجراه موقع (BuzzFeed) الأمريكي تورط دولة الإمارات في استئجار جنود أمريكيين لتنفيذ عمليات اغتيالات لشخصيات اعتبارية ضمن حربهما الإجرامية على اليمن.

وكشف الموقع الأمريكي المتخصص في التحقيقات الصحافية معلومات لأول مرة أن جنود أمريكيين سابقين في الجيش الأمريكي يعملون حاليا في شركة أمنية خاصة أسستها الإمارات لتنفيذ عميات اغتيال ضد خصومها السياسيين في مدينة عدن جنوب اليمن.

وذكر الموقع أن الجنود المرتزقة للإمارات من نخبة المقاتلين الأمريكيين خاضوا سنوات من التدريب المتخصص من قبل الجيش الأمريكي لحماية أمريكا، لكنهم عملوا بعد ذلك كشركة أمريكية خاصة استأجرتها الإمارات لتنفيذ عمليات الاغتيالات.

وكشف التحقيق معلومات هامة ومحددة لعدد من عينات الاغتيال التي طالت دعاة وأئمة مساجد وقيادات في حزب الإصلاح بمدينة عدن على يد مجموعة من أولئك الجنود الذين كانت تحميهم مدرعات أمريكية بيد القوات الإماراتية في عدن.

كما نشر الموقع مقطعا من تلك الحوادث لمحاولة اغتيال القيادي في حزب الإصلاح في عدن إنصاف علي مايو وتفجير سيارته أمام منزله في مديرية المنصورة خلال اقتحام مقر الحزب.

ويظهر في الشريط الموثق بتصوير علوي للجنود الأمريكان خلال عمليات الاقتحام ووضع عبوات التفجير في سيارة مايو إضافة إلى اقتحام مقر الحزب في المديرية.

تفاصيل صادمة

ليس وجود المرتزقة، والأميركيون منهم، في اليمن، وتحديداً في الحرب التي تشنها السعودية والإمارات على هذا البلد، بخبر جديد. لكن التفاصيل التي تخرج كل يوم، تضيف المزيد إلى كيفية إدارة هذه الحرب، وهي إدارة، أصبح من الممكن وصفها بـ”القذرة”، لاسيما جراء عدد الضحايا المدنيين الذين سقطوا فيها، وكيفية استخدام المرتزقة من أجل عمليات تصفية الخصوم.

وسلط تحقيق الموقع الأمريكي الضوء على شركة مرتزقة خاصة، استخدمت مقاتلين سابقين في القوات الخاصة الأميركية، تدعى “سبير أوبرايشن غروب”، ومقرها ولاية ديلاوير الأميركية.

أما مؤسسها فهو أبراهام جولان، وهو متعاقد أمني هنغاري – إسرائيلي، مقيم في مدينة بيتسبرغ (بنسيلفانيا)، وهو قاد إحدى أوائل عمليات التصفية التي أمرت بها الإمارات في اليمن، في ديسمبر/كانون الثاني 2015، وكان المستهدف بها مسؤول محلي لحزب “الإصلاح” الإسلامي في عدن، إنصاف علي مايو. وفي التقرير، يصف مشاركان في العملية تفاصيلها، وكيف منيت بالفشل.

هكذا، بدأت أولى عمليات المرتزقة الأميركيين بتمويل إماراتي في اليمن. ولأشهر، عمل جنود أميركيون مدربون عالياً على مهمة يشوب مدى قانونيتها الكثير من الضبابية، وهي قتل رجال دين بارزين وشخصيات تنتمي لأحزاب إسلامية، وأهمها حزب “الإصلاح” الذي تعتبره الإمارات فرع “الإخوان المسلمين” في اليمن   (يتحدث تقرير آخر لـ”بازفيد”، اليوم أيضاً، عن ديفيد كوربيت مثلاً، المحتجز في صربيا اليوم، والذي كان عمل في اليمن، بعدما شارك في القوات الخاصة الأميركية SEAL، في العراق وأفغانستان، وعمل كذلك في إطار الفرقة التي شاركت في قتل أسامة بن لادن).

وبحسب التحقيق فإن العملية ضد إنصاف مايو، شكلت نقطة تحول في الحرب على اليمن، وهي الأولى ضمن سلسلة عمليات اغتيال، استهدفت قياديين في الحزب الإسلامي، وبقي منفذوها “مجهولين”.

ويقول أبراهام جولان، للموقع، “كان هناك برنامج اغتيالات في اليمن، كنت أديره. كان مصادقاً عليه من الإمارات في إطار التحالف”.

وبحسب “بازفيد”، فإن هذه التصريحات حول تعاقد الإمارات مع أميركيين لتنفيذ اغتيالات، تأتي في وقت أثارت فيه قضية مقتل الصحافي السعودي المعارض جمال خاشقجي، على الأرجح، لدى زيارته قنصلية بلاده في اسطنبول، والتي توجه فيها أصابع الاتهام إلى نظام حكم محمد بن سلمان في السعودية، وهو الحليف للإمارات، والتي يشن معها الحرب المستمرة منذ 2015 على اليمن.

وقال جولان، إنه خلال عمل شركته الذي استمر أشهراً طويلة في اليمن، كان فريقه مسؤولاً عن عدد من عمليات التصفية لوجوه وشخصيات بارزة، من دون أن يذكر أسماء المستهدفين. وأضاف حتى، أن الولايات المتحدة تحتاج إلى برنامج اغتيالات مثل البرنامج الذي يديره بتمويل إماراتي. وقال: “ربما أنا وحش. ربما يجب أن أكون في السجن. ربما أنا شخص سيء. ولكني على حق”.

وتشكل مهمة “سبير” في اليمن، التقاء لتوجهات عدة، بدأت تتسم بها الحروب الحديثة، منها تحول لجوء الحروب إلى الاغتيالات، وكذلك الخصخصة، لتؤسس لـ”القتل بالتعاقد العسكري”، والذي ينفذه “مقاتلون أميركيون محترفون”.

ويؤكد الخبراء، بأنه من غير الوارد أن تكون واشنطن أخذت علماً أن الإمارات استقدمت شركة أميركية مؤلفة من مقاتلين أميركيين سابقين، لتنفيذ برنامج اغتيالات في حرب تساعد فيه الولايات المتحدة أصلاً، حليفتيها، الرياض والإمارات.

وبحسب “بازفيد”، فإن وكالة الـ”سي آي إيه”، قالت إنها لا علم لديها ببرنامج الاغتيالات هذا. لكن مسؤولاً سابقاً فيها عمل في الإمارات، أكد للموقع وجودها وعملها، واصفاً أعضائها بـ”فريق اغتيالات”.

ويروي الموقع كذلك، كيف تمت الصفقة التي جاءت بالمرتزقة الأميركيين إلى عدن خلا غذاء في أبوظبي، داخل مطعم إيطالي في ناد للضباط في قاعدة عسكرية إماراتية، بحضور جولان، وإسحاق غيلمور الذي عمل سابقاً في القوات الخاصة في البحرية الأميركية، وكان مضيفهم محمد دحلان، القيادي الأمني الفلسطيني المطرود من “فتح”.

ويسرد الموقع أيضاً جزءاً مهماً من مسيرة أبراهام جولان، وعلاقاته الجيدة مع الإسرائيليين، علماً أنه عاش في الأراضي المحتلة لسنوات.