انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي تسريبا جديدا لمعتقلة الرأي الإماراتية مريم سليمان البلوشي من أحد سجون أمن الدولة في أبوظبي لتكشف فيه جانبا مما تتعرض له ومعتقلات الرأي في الدولة من تعذيب وسوء معاملة يتم بأوامر من ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد.
وتحدثت في بداية التسريب عن التحقيق الذي استمر معها ثلاثة أشهر قبل أن يرغمها المحققون على التوقيع على أوراق تحقيق يومين فقط. وأكدت أن اعترافاتها جاءت تحت التهديد والضرب، وكان الاتصال يسمح به مع ذويها كل أسبوعين أو 3 فقط.
وأشارت أنها لتحصل على المزيد من حقوقها اضطرت لخوض إضراب لزيادة الاتصالات على الأقل، كما منعت من المشي لمدة 3 شهور.
وذكرت البلوشي أنها طالبت بمعالجة عينها، ولكن الطبيبة قالت إن عيني سليمة.
وأكدت البلوشي أنها قالت لأحدى المحققات إنها عندما تخرج من السجن سوف تشتكيهم لجمعيات حقوق الإنسان وللشيخ محمد بن زايد. فضحكت المحققة وأكدت أن محمد بن زايد هو من أعطى الأوامر لضرب مريم، على حد قول المحققة الذي نقلته المعتقلة البلوشي.
وعن فترة وجودها في سجن الوثبة، قالت البلوشي: إنه تم قطع الاتصال عنها طوال فترة استئناف الحكم، وإنها طالبت مرارا بنقلها من هذا السجن، حتى أن إدارة السجن قيدت يديها ورجليها لمدة 3 أيام. كما شددت على ضرورة نقلها وكتبت رسائل تطالب بإعدامها إن كان الأمن يعتبرها “خائنة للوطن”، على حد تعبيرها.
واستطرت أنها وبعد تدخل العميد إبراهيم المرزوقي تم نقلها لسجن الأحداث لمدة 6 شهور قبل أن يعيدوني مرة أخرى.
وعن مرحلة النيابة، فقد أكدت البلوشي أن التحقيق استمر معها في النيابة 9 شهور وأن رئيس النيابة حقق معها وهي مريضة ودون أن تكون نامت طوال ليلة في أحد أيام التحقيق.
وعن محاكمتها، ورغم عدم وجود أي أدلة ضدها، أكدت البلوشي أن القاضي نفى تعرضي للتعذيب دون أن يعرضني على الطب الشرعي وفوق ذلك حكم علي بالسجن 5أعوام.
وعن مرحلة الاستئناف، قالت البلوشي: أخبرت القاضي فلاح الهاجري أن المحققين يضربون النزيلات وهناك تعذيب وحالات انتحار، وما كان رد الهاجري إلا أنه قال “لا أعتقد أن كلامك صحيح”، رغم أنه لم يجر أي تحقيق فيما شكوته.
وختمت البلوشي قائلة: بسبب قطعي عن العالم الخارجي، لم تعلم عائلتي ولا المحامي بموعد الجلسة فأيد فلاح الهاجري الحكم بالسجن 5 سنين.
وسبق أن طالبت الحملة الدولية لمقاطعة الإمارات بتدخل دولي فوري لوقف انتهاكات تشهدها السجون الإماراتية بحق معتقلي الرأي والمعارضين بما في ذلك تعرية وتعذيب السجينات.
وقالت الحملة الدولية التي تتخذ من باريس مقرا لها في بيان صحفي، إن هنالك العديد من الاستغاثات التي وصلت للإعلام ولمنظمات حقوق الانسان الدولية من سجينات في سجون أبو ظبي وخاصة سجن الوثبة.
وأفادت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا بأنها حصلت على استغاثة من المعتقلة علياء عبد النور المعتقلة في سجن الوثبة الإماراتي.
وقالت المعتقلة علياء إنها تتعرض لانتهاكات جسيمة، حيث تم احتجازها مع معتقلات اخريات مقيدين اليدين، مع التفتيش بصورة مهينة من قبل شرطيات إماراتيات, كما كان يتم اجبارهن على التعري للتفتيش.
وبالرغم من أن علياء مصابة بمرض السرطان إلا أنها تعرضت للتعذيب الوحشي حيث كان يتم جلدها بالسياط والاعتداء عليها وإطفاء السجائر في جسدها، كما حدث لها كسور في أماكن مختلفة من جسدها بسبب التعذيب.
وقالت الحملة الدولية لمقاطعة الإمارات إن سلطات أبو ظبي تعتقل المئات من معتقلي الرأي والمعتقلين السياسيين في سجونها من الرجال والنساء وتعذبهم، وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها تلقي مناشدات واستغاثات من داخل السجون الإماراتية.
وطالبت حملة المقاطعة المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان التدخل الفوري لإطلاق جميع المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي من سجون الإمارات.
كما دعت المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لوقف انتهاكات حقوق الإنسان في دولة الإمارات وإلزام السلطات في أبو ظبي باحترام قوانين حقوق الإنسان.
وشددت على وجوب أن تبادر جميع الدول التي تحترم قوانين حقوق الإنسان والعالم الحر إلى مقاطعة الإمارات كونها تنتهك حقوق الإنسان يومياً، سواء في الحرب في اليمن أو مع الدول المجاورة أو مواطنيها أو المقيمين فيها.
وتم إطلاق الحملة الدولية لمقاطعة الإمارات في ضوء الانتهاكات التي اللامتناهية لحقوق الإنسان التي تمارسها الإمارات، بالإضافة إلى جرائم الحرب التي ارتكبتها في اليمن وانتهاكات حقوق العمال، فضلاً عن كون الامارات مركز العبودية الحديث.
وتعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم واحدة من الدول التي تقود الاتجار بالبشر وهي من الداعمين الرئيسيين للجماعات الإرهابية في سوريا وأجزاء أخرى في الشرق الأوسط.