عززت دولة الإمارات تحالفها مع إسرائيل في تقنيات التجسس والقرصنة بالإعلان عن مشروع مشترك غير مسبوق تحت شعار إنشاء “قبة حديدية سيبرانية”.
وصرح غابي بورتنوي المدير العام لمديرية الإنترنت الوطنية الإسرائيلية، عزم إسرائيل إنشاء “قبة حديدية سيبرانية” بشراكة مع الإمارات والمغرب.
جاء ذلك خلال حدث “الأسبوع السيبراني” الذي أقيم في جامعة تل أبيب وسط ترويج أن “القبة الحديدية السيبرانية” تهدف إلى حماية البنية التحتية السيبرانية للدول المنخرطة في الشراكة من الهجمات الإلكترونية.
وتعتمد القبة الحديدية السيبرانية على تقنيات الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة، وتهدف إلى توفير “نهج شامل للدفاع الاستباقي في مجال الأمن السيبراني”، والذي يتعاون فيه خبراء إسرائيليون مع شركاء متعددين لتصميم وبناء وتوسيع هذا النظام.
وحسب ذات المتحدث، فانه بالإضافة إلى ذلك، فإن إسرائيل تعمل على بناء مراكز عمليات سحابية قطاعية على السحابة مع شركة غوغل، وتقوم بإنشاء بوابة لتعزيز التواصل مع المؤسسات الحكومية والخاصة.
وسبق أن وصف موقع “إنتليجنس أونلاين” الاستخباري الفرنسي، دولة الإمارات بأنها مركزا إقليميا لتقنيات الأمن السيبراني والتجسس والمراقبة الإليكتروني وتستقطب في سبيل ذلك كبرى الشركات الضخمة حول العالم.
ودلل الموقع في تقرير له نشره المجهر الأوروبي لقضايا الشرق الأوسط، على ذلك بصعود تكتل صغير من الشركات السيبرانية في سنغافورة وإسبانيا وقبرص، بعد زرع تقنياتهما في الإمارات ليصبح قريبا من شركات القطاع السيبراني الرئيسية في البلد الخليجي عبر شركة فاريستون.
ويترأس الائتلاف الثنائي رالف فيجنر ورامانان جيارامان، وتشير بيانات مجموعة تحليل التهديدات (TAG)، التابعة لشركة جوجل، في 29 مارس/آذار، إلى أن فاريستون نجحت في إيجاد موطئ قدم لها الإمارات خلال الأشهر الأخيرة.
وذلك من خلال الاقتراب تدريجيًا من “بيكون ريد”، وهي شركة سيبرانية تابعة لشركة الدفاع “إيدج”، المملوكة للدولة، وشركة “سي بي إكس” للهجوم السيبراني.
وتخضع كل من “بيكون ريد” و”إيدج” لإشراف مستشار الأمن القومي الإماراتي طحنون بن زايد آل نهيان.
ويأتي وصول فاريستون إلى الإمارات بعد البناء البطيء والمستمر للمجموعة من قبل رالف فيجنر ورامانان جيارامان.
ففي نهاية عام 2018، وبعد فترة وجيزة من تأسيسها، استحوذت فاريستون على شركة “ترول آي تي”، بقيادة الباحث الإيطالي فيليبو رونكاري، الذي يشغل الآن منصب رئيس أبحاث فاريستون.
وإلى جانب الباحثين الذين انتقلوا للعمل إليها من “ترول”، استضافت فاريستون كبار الباحثين في شركات أخرى مثل “أومانج راغوفانشي”، الذي كان يعمل سابقًا مع شركة “سيكفنس” الهندية للهجوم السيبراني، والإسرائيلي “حاييم تسوك”.
وفاريستون تمثل الجزء الأكثر وضوحًا من إمبراطورية إلكترونية يشترك في ملكيتها فيجنر وجيارامان.
ويمتلك الاثنان أيضًا شركة “بريكسي” الناشئة، ومقرها قبرص، والتي تطور حلول الكشف عن الحوادث والاستجابة لها بالإضافة إلى أدوات الحصول على البيانات وتحليلها، وشركة “نانوستري” لتحليل البيانات والصور، ومقرها سنغافورة.
فضلا عن ذلك تتخذ شركات إسرائيلية للأمن السيبراني تتخذ من الإمارات مقرا لها لتنشط بعد ذلك في المشاركة في العدوان على الفلسطينيين.
ووضعت شركة “XM Cyber” الإسرائيلية التي يقودها رئيس الموساد السابق “تامير باردو”، موطؤ قدم لها بقوة في الإمارات، عبر شراكتها مع شركة “Spire Solutions” التي تعد أكبر شركة للأمن السيبراني في تلك الدولة الخليجية ومقرها دبي.
وكشف موقع “إنتليجنس أون لاين” أن شركة “Spire Solutions” للأمن السيبراني ومقرها الإمارات، أبرمت صفقة شراكة مع شركة “XM Cyber” الإسرائيلية التي تعمل في نفس المجال ويرأسها “تامير باردو”.
وذكر الموقع أن إبرام الصفقة جرى في 10 مايو/أيار الجاري، وهي خطوة تظهر شعبية “Spire” المتزايدة بين الشركات الإلكترونية الأجنبية التي تحرص على الحصول على موطئ قدم في الإمارات.
ووفق الموقع فإنه “في غضون بضعة أشهر، أبرمت Spire صفقات مماثلة مع شركة FortiSOAR التابعة لشركة Fortinet الأمريكية والمعروفة سابقًا باسم CyberSponse ، والتي تعمل في مجال الأمن الإلكتروني أو السيبراني ولها عدة تخصصات سواء أمن الأفراد أو أمن الشركات والمؤسسات، ولها علاقات مع شركات ألمانية وأجنبية أخرى”.
وأضاف الموقع “يبدو أن سباير، التي يرأسها المهندس الهندي سانجيف واليا وتوظف عددًا كبيرًا من المهندسين الهنود، قريبة من سلطات دبي”.
وبحسب الموقع، فإنه “بالإضافة إلى ما تحظى به سباير من زيارات منتظمة ودعم من أمثال رئيس وكالة الأمن السيبراني المحلي بالإمارات محمد حمد الكويتي، ترعى الشركة الأحداث الإلكترونية في دبي”.
وشراكة رئيس الموساد السابق “باردو” لشركة “سباير” ليس العمل الأول الذي يقوم به في الإمارات، ولكنه يقدم أيضا الاستشارات لشركة رأس المال الاستثماري “Synaptech Capital” ومقرها الإمارات العربية المتحدة.