موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

الكشف عن سعي الإمارات لتسلّيح ميليشيات حفتر بمنظومة دفاع جوي

110

كشفت تسريبات متطابقة عن سعي دولة الإمارات إلى تسليح ميليشيات حفتر بمنظومة دفاع جوي حدمة لمؤامراتها في نشر الفوضى والتخريب في البلاد وذلك مع مرور عام على هجوم مدعوم من أبو ظبي للانقلاب على حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا.
ونقلت صحيفة “العربي الجديد” الصادرة من لندن عن مصادر مصرية عن وصول معدات جديدة مخصصة لمنظومة دفاع جوي إلى مصر من الإمارات، تمهيداً لنقلها إلى مليشيات حفتر في محاولة لوقف طيران حكومة الوفاق، الذي أوقع الكثير من الخسائر على محاور سرت والوشكة.
وأضافت المصادر أن مصر تلقت مطالبات ملحّة من الإمارات، بشأن ضرورة الإسراع في تقديم كل دعم ممكن لمليشيات حفتر، التي تتعرض لخسائر متتالية، خوفاً من تزايد الضغوط الدولية من أجل تطبيق أكثر حسماً لوقف تصدير السلاح إلى الأراضي الليبية؛ خصوصاً أن فرض الحظر لا يزال يواجه صعوبات بالنسبة إلى الحدود البرية.
وأشارت مصادر ميدانية ليبية إلى أن الأردن بدأ منذ نهاية شهر مارس/ آذار الماضي بتسليم مليشيات حفتر ست طائرات مسيَّرة، وفقاً لعقد وقّعه الطرفان في شهر فبراير/ شباط الماضي بتمويل من الإمارات.
وأوضحت المصادر نفسها أن الطائرات الست من طراز “سي أتش ـ 4” الصينية اشترتها عمّان من بكين سابقاً من أجل القوات الجوية الملكية الأردنية أساساً، قبل إعادة بيعها لحفتر، بتدخل من أبوظبي، بعد الحصول على إذن من بكين.
وأشارت المصادر إلى أن العقد المبرم بين الجانبين تضمن تدريب عدد من المهندسين الجويين في أكاديمية الطيران الملكية الأردنية، ليكونوا متخصصين في صيانة الطائرات المقاتلة التابعة لمليشيات شرق ليبيا، بالإضافة إلى تدريب عدد من المتخصصين في مجال تسيير الطائرات من دون طيار (الدرون).
وأضافت أن هناك خططاً لدى مليشيات شرق ليبيا للتوسع في معارك الجو والضربات الجوية، نظراً لتأثيرها السريع وقدرتها على إلحاق أكبر قدر ممكن من الخسائر في صفوف القوات التابعة لحكومة الوفاق، بالإضافة إلى كونها تجنّب قوات المشاة والفرق الأخرى الخسائر في الأرواح والعتاد.
في هذه الأثناء، أعلن الجيش الليبي مقتل عدد من مسلحي حفتر بينهم قائد ميداني، في قصف جوي طاول عدة مواقع غربي سرت، أول من أمس الجمعة.
وكانت مصادر ميدانية ليبية ذكرت أنّ مليشيات حفتر كُبِّدَت خسائر جديدة في صفوف المقاتلين والعتاد العسكري، مساء الخميس الماضي، بعد ضربات جوية مكثفة من طيران حكومة الوفاق الوطني، على مواقع تابعة للمليشيات، ما أدى إلى مقتل نحو 20 عنصراً منها في محور الوشكة.
من جهته أكد مجلسا الأعلى للدولة والنواب الليبيان في طرابلس استمرار صدّ هجوم قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر على العاصمة طرابلس وضواحيها، في ذكرى مرر عام على بدايته، واتهم المجلسان -في بيان مشترك- قوات حفتر بارتكاب كل أنواع جرائم الحرب من القتل والتهجير وهدم البنى التحتية والمؤسسات.
وطالب المجلسان الأطراف المسؤولة عن إغلاق إنتاج وتصدير النفط بضرورة فتحه بشكل عاجل، وتحمل كامل المسؤولية القانونية عن أي تداعيات قد تواجهها الدولة في ظل أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد.
ودعا البيان المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني ومصرف ليبيا المركزي إلى فتح منظومة الاعتمادات، على أن تكون الأولوية لاستيراد السلع الغذائية والأدوية والمستلزمات الطبية ومواد التنظيف والمستلزمات الزراعية.
من جانبه، انتقد عضو المجلس الرئاسي في ليبيا محمد عماري زايد دور جامعة الدول العربية في الأزمة الليبية، وارتهان قرارها بيد دول محدودة ومنحازة ومتورطة في سفك الدم الليبي، وفق تعبيره.
وقال عماري -في منشور بصفحته بفيسبوك، تزامنا مع مرور عام على بدء الهجوم على طرابلس- إن قوات حكومة الوفاق تتصدى لمشروع إقليمي دولي يتخذ من حفتر أداة له، في حين تجني القاهرة وأبو ظبي وموسكو وباريس ثماره.
وأكد عماري زايد أن حكومة الوفاق لها الحق في الاستعانة بحلفائها وفق ما تقتضيه مصلحة البلاد وحفاظا على السيادة الوطنية، مضيفا أن الشعب الليبي لن ينسى الدماء التي سالت، وأن ذاكرته ستسجل جرائم مصر والإمارات وفرنسا وروسيا في البلاد.
وكانت حكومة الوفاق الوطني الليبية طالبت المجتمع الدولي بملاحقة الدول الداعمة لحفتر ومليشياته الإرهابية، والكف عن تجاهل خروقاته للقوانين وحقوق الإنسان، والكف عن التعامل مع هذا المجرم على أنه طرف شرعي في صراع سياسي.
وفي السياق، قالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إن هجوم قوات حفتر على طرابلس نجم عنه نزاع لا طائل منه، وبدد آمال كثير من الليبيين في تحقيق انتقال سياسي سلمي.
وأشارت البعثة -في بيان لها- إلى تصاعد حدة النزاع، ليأخذ شكل حرب بالوكالة خطيرة قد لا تنتهي، تغذيها قوى خارجية مغرضة، وفق تعبيرها. كما انتقدت ما وصفته بتعنت بعض الدول في إعادة إمداد أطراف النزاع بالسلاح، معتبرة ذلك استخفافا صارخا بقرار حظر التسليح.
ودعت البعثة أطراف النزاع والجهات الخارجية الداعمة لها للاستجابة لدعوات الأمين العام للأمم المتحدة لوقف الحرب على الفور، مناشدة الأطراف المعنية تفعيل الهدنة الإنسانية، ووقف جميع العمليات العسكرية، بهدف إتاحة المجال للسلطات الليبية للتصدي لخطر وباء كورونا.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش صرح الجمعة بأنه يجب أن تكون هناك معركة واحدة فقط في العالم اليوم ضد فيروس كورونا، محملا حفتر مسؤولية بدء الحرب في طرابلس.
وسجلت ليبيا حتى السبت 17 حالة إصابة بوباء كورونا، تعافت واحدة منها، كما توفيت حالة واحدة الخميس.
ووافق أمس السبت مرور سنة على بدء قوات حفتر هجومَها على مدينة طرابلس، الذي أعاد المشهد الليبي إلى دائرة الصراع العسكري بين القوى الإقليمية على الأرض الليبية، لكن المعادلة العسكرية بدأت في الآونة الأخيرة تتغير وتميل إلى كفة حكومة الوفاق، بعد تقهقر قوات حفتر في مناطق عدة تتمركز فيها شرق مصراتة وقاعدة الوطية (غربي ليبيا)، بالإضافة إلى محاور القتال جنوب طرابلس.
ويجمع مراقبون أن حفتر يقود حربا بالوكالة لصالح دولة الإمارات وأن ما يحدث مؤامرة لا تستهدف ليبيا فقط بل كل البلدان العربية وتعيق نجاح أي تجربة ديمقراطية.