الإمارات تتستر على أبرز المتهمين بقتل الصحفي خاشجقي
ضمن جرائمها بحق الصحافة والصحفيين تتستر الإمارات على أحد أبرز المتهمين بقتل الصحفي السعودي البارز جمال خاشقجي الذي قضى اغتيالا داخل قنصلية بلاده في اسطنبول التركية مطلع أكتوبر الماضي.
وأكد مسؤول سعودي أن سعود القحطاني المتهم بالضلوع في جريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي شوهد في أبو ظبي رغم حظر السفر المفروض عليه.
وقد أثار الكشف عن ظهوره في أبو ظبي تساؤلات جدية بشأن حقيقة الادعاءات السعودية بوجوده قيد التحقيق وربما رهن الاعتقال في بلاده، وعن دور الإمارات في التستر على أحد أبرز وأهم المتهمين في ملف اغتيال خاشقجي على الرغم من العقوبات المفروضة عليه أميركيا والمطالب التركية المستمرة بتسلمه.
ويرتبط القائدان الفعليان للبلدين، ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد بعلاقات وثيقة، ويقودان منذ سنوات حربا مدمرة في اليمن، كما يشتركان أيضا في قيادة وتوجيه ما تعرف بالثورات المضادة، وفي مساعي التقارب مع تل أبيب عبر ما تعرف بصفقة القرن، وفقا لمصادر متعددة.
ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مسؤولين أمريكيين وسعوديين قولهم إن الولايات المتحدة تضغط على الرياض من وراء الكواليس، لمحاسبة سعود القحطاني المتهم بالضلوع في جريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
وكانت الرياض اعترفت بالدور الرئيس الذي أدّاه القحطاني في جريمة قتل خاشقجي، بقنصلية بلاده في إسطنبول، بالثاني من أكتوبر الماضي، وهو ما بيّنه أيضاً محققون سعوديون ومسؤولون أمريكيون.
وقال المسؤولون للصحيفة الأمريكية، إن القحطاني ما زال يمارس مهامه بصفته مستشاراً في الديوان الملكي ولكن بصيغة غير رسمية، وإن ولي العهد محمد بن سلمان يحصل منه على المشورة.
وأكد مسؤول رفيع بوزارة الخارجية الأمريكية أن القحطاني “لا يبدو مقيَّداً للغاية في أنشطته”.
ونقلت “وول ستريت جورنال” عن مصدر مطلع، قوله إن القحطاني بالنسبة إلى بن سلمان هو العمود الفقري للديوان الملكي، وإن الأمير أكد له أنه لن يمسه أحد وأنه سوف يعود لمهامه عندما تنتهي القضية.
وقالت الصحيفة إن واحداً من خمسة يواجهون الإعدام في قضية قتل خاشقجي هو أحمد عسيري، نائب رئيس جهاز الاستخبارت الذي أُقيل من منصبه بعد تطور فصول القضية.
كما تورط القحطاني في حالات تعذيب بالسجون السعودية، أغلبها لسجينات انتقدن سياسات المملكة تجاه المرأة.
وأفادت كثير من التقارير سابقاً، بتمسك بن سلمان بالقحطاني واعتباره يده اليمنى وعدم سجنه حتى الآن، إذ تمت رؤيته في البلاط الملكي حراً ومرضيّاً عنه.
وكان العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، أقال القحطاني من منصبه في أكتوبر الماضي، بعد ثبوت إدارته وقائع الجريمة وفق تقارير استخباراتية دولية، كما فرضت الولايات المتحدة عقوبات عليه.
واغتيل خاشقجي بقنصلية بلاده في إسطنبول يوم الثاني من أكتوبر 2018، وتشير جميع الأدلة في مسرح الجريمة والتحقيقات التركية، وعدد من أجهزة الاستخبارات الدولية، ومن ضمنها الأمريكية، إلى تورط محمد بن سلمان ومسؤولين كبار في الدولة بالجريمة.
من جهتها، نقلت وكالة رويترز في وقت سابق عن ثلاثة من المصادر أن القحطاني لا يزال يملي النهج الرسمي للديوان على كتاب الأعمدة وكبار الصحفيين الذين يرى أنهم قادرون على التأثير في الرأي العام، وذلك على الرغم من تركه مجموعة كان يديرها لهذا الغرض على تطبيق واتساب.
وأوضحت المصادر الثلاثة أن القحطاني يوجه الرسائل إلى الأفراد مباشرة بدل التواصل عن طريق واتساب، ويتضمن هذا التوجيه التعليمات بشأن ما تنبغي كتابته وما لا تنبغي.
وذكرت الوكالة أن مصدرا مطلعا على تقارير وتحليلات الوكالات الحكومية في الولايات المتحدة قال إن الأخيرة تعتقد أن تعليمات صدرت إلى القحطاني للتواري عن الأنظار لبعض الوقت، وأن من المستبعد أن يتخلى عنه ولي العهد.
وتقول مصادر رويترز إن الحصانة التي يتمتع بها القحطاني على ما يبدو تثير مخاطر تقويض التعهدات السعودية بمحاسبة المسؤولين عن جريمة خاشقجي، كما نقلت الوكالة عن خمسة مصادر أن القحطاني واصل الظهور بشكل متكرر في الديوان الملكي، وأنه لا يزال حاضرا وحرا ومرضيا عنه، وأن الأمير محمد بن سلمان لا يزال متمسكا به ولا يبدو مستعدا للتضحية به.
وفي نوفمبر الماضي كشفت صحيفة (يني شفق) التركية، أن فريقا متربطا بالقيادي الفلسطيني المفصول من حركة فتح محمد دحلان مستشار ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد وصل إلى تركيا قادما من لبنان قبل يوم واحد من جريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
وأوضحت أن الفريق المكون من أربعة أشخاص دخل القنصلية في يوم مقتل خاشقجي، مشيرة إلى أن الاستخبارات التركية تمتلك صورا تظهرهم في موقع الحادث.
ولفتت الصحيفة بحسب مصادر مطلعة، إلى أن الفريق كانت مهمته مسح الأدلة والدلائل المتعلقة بجريمة القتل، وبقي ثلاثة أيام في تركيا.
وذكرت أن وحدات الأمن التركي توصلت إلى أسماء الفريق وتفاصيل متعلقة بأنشطته، مشيرة إلى أن الفريق وصل إلى تركيا في الأول من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بجوازات سفر مزورة، وجلبوا إلى القنصلية معدات تقنية ومستلزمات كيميائية، واقتصرت مهمتهم أيضا على مسح الأدلة وإزالتها، ومن ثم غادروا في الرابع من الشهر ذاته.
وقالت الصحيفة، إنه يعتقد أن ولي عهد أبو ظبي مول فريق التنظيف بإشراف من دحلان.