منيت أسواق البورصة في دولة الإمارات العربية المتحدة بخسائر قاسية خلال أسبوع بحيث فقدت الأسهم في أبوظبي ودبي نحو 38.4 مليار درهم (10.45 مليارات دولار).
وانخفض رأس المال السوقي لسوق أبوظبي للأوراق المالية بنحو 26.667 مليار درهم ليصل إلى 486.13 مليار درهم الأسبوع الماضي، مقابل 512.799 مليار درهم بنهاية الأسبوع السابق عليه، حيث هوى المؤشر العام بنسبة 6.6 في المائة إلى مستوى 4719.26 نقطة، فاقدا 333.5 نقطة.
كما خسر سوق دبي المالي نحو 11.7 مليار درهم، ليصل رأس المال السوقي إلى 343.14 مليار درهم، مقابل 354.85 مليار درهم بنهاية الأسبوع السابق، وذلك بعد أن انخفض المؤشر العام للسوق بنسبة 3.65 في المائة، إلى مستوى 2575.01 نقطة.
يأتي ذلك فيما تصاعدت مخاوف المستثمرين، الذين هرعوا إلى عمليات بيع عشوائية وواسعة، بعد إعلان وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، الأحد، عن تعرض أربع سفن شحن تجارية من عدة جنسيات، لما وصفتها بعمليات تخريبية بالقرب من المياه الإقليمية للدولة بالقرب من إمارة الفجيرة، فيما كشف وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، عن تعرض ناقلتي نفط سعوديتين لهجوم، في المياه الإقليمية للإمارات.
وقال مراقبون إنه رغم تدخل المؤسسات الحكومية في السعودية والإمارات تحديدا لكبح هبوط الأسهم وانزلاق المؤشرات خلال أخر جلستين من تعاملات نهاية الأسبوع الماضي إلا أن المؤشرات أغلقت على هبوط بفعل الخسائر الكبيرة في الجلسات الثلاث السابقة.
وذكر المراقبون أن الخوف سيطر على المستثمرين، فنذر الحرب تدفع الكثيرين إلى تسييل محافظهم (بيع الأسهم) والخروج من الأسواق في ظل هذه الظروف العصيبة، الأمر هذه المرة أكثر إرباكا للجميع، وكشف الخسائر سيكون مفتوحا حال اندلاع حرب بين الولايات المتحدة وإيران، والكل يعلم أن السعودية والإمارات ستدفعان ثمناً باهظاً لفاتورة هذه الحرب وتداعياتها، كما أن أسواق الخليج الأخرى سيكون لها نصيب من الخسائر.
والتوترات الحالية في منطقة الخليج تحمل للمستثمرين مخاوف إضافية، بعد أن تسبب القرار الأميركي في وقت سابق من مايو/أيار الجاري بزيادة الرسوم الجمركية على المنتجات الصينية، في قلق أسواق المال العالمية، لا سيما الناشئة التي ستكون الأكثر تضرراً من تعرض النمو العالمي لأضرار من جراء الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
في هذه الأثناء هبط مؤشر سوق دبي المالي أمس الأحد، بأكبر وتيرة في أكثر من عام، بلغت نسبتها 2.16 في المائة، ليصل إلى مستوى 2519.4 نقطة. وكانت القيمة السوقية لأسهم دبي قد خسرت نحو 11.7 مليار درهم (3.2 مليارات دولار) الأسبوع الماضي، بعد أن تراجع رأس المال السوقي إلى 343.14 مليار درهم.
وأغلقت بورصة دبي على انخفاض تحت ضغط خسائر أسهم العقارات والبنوك، مع تباين أسواق الأسهم الخليجية وسط تزايد التوترات الجيوسياسية، وهو ما أثر سلباً على ثقة المستثمرين.
وهبط مؤشر سوق دبي 2.2 في المائة، مع تراجع سهم إعمار العقارية ذي الثقل في السوق 3.1 في المائة، بينما انخفض سهم بنك الإمارات دبي الوطني، أكبر مصرف في الإمارة، 2.3 في المائة. ونزل سهم بنك دبي الإسلامي 1.6 في المائة.
وانخفض سهم داماك العقارية ثلاثة في المائة، متعافياً من بعض خسائره المبكرة. وسجلت الشركة في 15 مايو/أيار أقل ربح لها منذ طرح أسهمها للتداول في السوق في 2015.
وهوى سهم أرابتك القابضة بالحد الأقصى اليومي عشرة في المائة، بعدما سجلت شركة البناء انخفاضا بمقدار النصف في ربح الربع الأول من العام الأسبوع الماضي، ورحيل رئيسها التنفيذي.