موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

مع تصاعد أزمتها الاقتصادية.. دبي تفقد أكبر معدل للوظائف الرفيعة

131

سجلت إمارة دبي الإماراتية في 2018 أكبر معدل فقدان في الوظائف، خاصةً بين فئة الرواتب المرتفعة، وذلك لأسباب عديدة، أهمها المنافسة التي تواجهها من قطر، رغم مشاركة الإمارات في حصار جارتها الذي تسبب بفقدانها شركاء تجاريين هامين من الدوحة.

وأظهر تقرير نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، أن دبي فقدت أكثر من 20 ألف وظيفة في القطاعات التي تزخر بوظائف المهن المكتبية، مثل قطاع الخدمات وقطاع الاتصالات، وفق مصرف الإمارات المركزي.

وأرجعت الصحيفة أسباب هذا التدهور إلى الحصار الذي تشارك فيه الإمارات على قطر، والذي قطع عن الإمارة شركاء تجاريين هامين، إضافة إلى تأثير العقوبات الأمريكية على إيران.

وحددت الصحيفة أحد الأسباب وراء التراجع في دبي إلى الضغوط الاقتصادية التي تتعرض لها البلاد، وتحديداً في قطاع العقارات والخدمات المالية والسياحة.

ووصفت الصحيفة الأمريكية هذه الحالة بـ “كساد الياقات البيضاء”، وهي ظاهرة لم تحدث منذ الأزمة المالية العالمية قبل نحو عقد من الزمن.

وكشفت الصحيفة أن أبرز الشركات التي سرحت موظفيها هي شركة الخطوط الإماراتية المملوكة للحكومة، ومجموعة “أبراج” الاستثمارية، وشبكة “أو إس إن” التلفزيونية، وشركة العلاقات العامة “إيدلمان”، بالإضافة إلى عدد من البنوك المحلية.

وخلال الأشهر الـ 12 الماضية فإن دولة الإمارات أضافت ما يزيد على 63 ألف وظيفة في قطاع البناء، في حين فقدت أكثر من 20 ألفاً في القطاعات التي تزخر بوظائف الياقات البيضاء؛ مثل قطاع الخدمات وقطاع الاتصالات، معظمها في دبي، حسبما كشف مصرف الإمارات المركزي.

وتقول الصحيفة: إن “معظم الوافدين الجدد والعمال في دبي هم من أصحاب الوظائف منخفضة الرواتب نسبياً، في قطاع البناء، ويتحدرون غالباً من جنوب آسيا بفضل دفعة الإنفاق الحكومية في مجال البناء قبيل انطلاق معرض إكسبو 2020 الذي تستضيفه دبي في سابقة لمنطقة الشرق الأوسط”.

وحسب “وول ستريت جورنال” فإن عدداً من العوامل أثرت على حالة التوظيف بدبي؛ منها المنافسة التي تواجهها من قطر التي بدأت تصبح أكثر انفتاحاً، وكذلك السعودية.

ويخشى البعض من تكرار الوضع الاقتصادي إبان الأزمة المالية عندما انتشلت فيها أبوظبي دبي في 2009 بحزمة إنقاذ قدرها 20 مليار دولار.

ويقول جون بول بيغا، كبير الباحثين بشركة “لايتهاوس ريسيرش” الإماراتية المختصة بالاقتصاد في الشرق الأوسط: إن “ما يحدث بدبي هو كساد في الياقات البيضاء”.

وأوضح بيغا أن “الاقتصاد بشكل عام لا يزال يتمدد، لكن كثيراً من الناس في المجالات المتعلقة أكثر بالخدمات يشعرون بأن المناخ الاقتصادي أصبح ضعيفاً”.

وحسب الصحيفة فإن بعض أصحاب الأعمال في دبي يرون أن الإمارة تعاني أعراض أحد أهم منتجاتها؛ وهو الإفراط.

ويوضح نعيم معدد، الرئيس التنفيذي لشركة “غيتس هوسبيتاليتي”، التي تنشط في مجال المطاعم والضيافة، قائلاً إن “كل شيء هنا يجب أن يكون الأطول والأكثر إبهاراً وبهرجة، لكن لا يمكنك دائماً أن ترغب بالإبهار”، ويضيف: “هذا المجتمع بدأ بالتغير”.