رصدت دراسة إسرائيلية فشل النظام الحاكم في دولة الإمارات العربية المتحدة بالتعاون مع حليفه في المملكة العربية السعودية في دعم الثورات المضادة للربيع العربي المستمر منذ سنوات وتجدد مؤخرا في السودان والجزائر.
ورأت الدراسة، التي صدرت اليوم عن “مركز بيغن السادات للدراسات الاستراتيجية”، التابع لجامعة “بار إيلان”، ثاني أكبر الجامعات الإسرائيلية، أن استئناف تفجر الهبّات الشعبية في العالم العربي، التي أفضت حتى الآن إلى استقالة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة والإطاحة بالرئيس السوداني عمر البشير، يدلل على فشل الجهود التي بذلتها السعودية والإمارات لمنع انفجار موجة جديدة من ثورات الربيع العربي.
وبحسب الدراسة فإن السعودية والإمارات قادتا جهوداً هدفت إلى حرمان الشعوب العربية من “الإنجازات” التي حققتها ثورات الربيع العربي، بالإضافة إلى حرص نظامي الحكم في البلدين على القيام بخطوات هدفت إلى منع تفجر ثورات مماثلة.
وأوضحت الدراسة أن السعودية والإمارات عمدتا إلى محاولة تمكين الجيش والمؤسسات الأمنية، القوى التي تشكل “الدولة العميقة”، من احتكار زمام الأمور في الجزائر بعد تنحي بوتفليقة، مشيرة إلى أن نظامي الحكم في أبو ظبي والرياض حاولا الدفاع عن نظام البشير في السودان.
ولفت معد الدراسة، الدكتور جيمس دوسري، إلى أن السعودية قادت خلال السنوات الثماني الماضية، حملة “الثورة المضادة”، مشيراً إلى أن هذه الحملة سجلت أهم نجاحاتها في مصر، التي تواجه حالياً أقسى مستويات القمع في تاريخها.
وأوضح أن العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية، التي أفضت إلى تفجر ثورات الربيع العربي، “لا تزال تعتمل تحت السطح في كل العالم العربي”.
ولاحظت الدراسة أن كل ما نجحت الثورات المضادة في إنجازه تمثل في “وضع غطاء على طنجرة تغلي ويمكن أن تنفجر في أي لحظة”، لافتة إلى أن ما يدلل على فشل الثورات المضادة حقيقة أن احتجاجات جماهيرية واسعة، على خلفيات اقتصادية وسياسية، انفجرت في كل من المغرب، الأردن، العراق، ولبنان.
وأوضحت أن انعدام مستوى الثقة في النظم السياسية والحكام الذي فجّر ثورات الربيع العربي عام 2011، لا يزال يدفع الجماهير العربية للاحتجاج في أرجاء العالم العربي.
وشددت على أن تفجر الاحتجاجات الجماهيرية في العالم العربي دلل على فشل رهان “المستبدين” فيه، القائم على محاولة تطبيق النموذج الصيني الذي يعتمد على الازدهار الاقتصادي وإيجاد فرص عمل وممارسة القمع وعدم احترام الحقوق السياسية.
ولفتت الدراسة إلى أن نظام عبد الفتاح السيسي، يسعى في محاولته منع انفجار احتجاجات ضد نظامه، إلى إعادة صياغة الإنسان المصري ومحاولة إملاء نمط السلوك الشخصي عليه، مشيرة إلى أن نظام السيسي بات يتدخل حتى في القضايا التي تعالجها المسرحيات التي تعرضها الأوبرا المصرية.
وأشارت إلى أن شركات إنتاج فني مرتبطة بالجيش المصري باتت تتولى عرض المسرحيات في الأوبرا المصرية، لافتة إلى أن المسرحيات التي تعرض هناك تمجد الجيش وتشيطن جماعة “الإخوان المسلمين”. وتابعت أن أنظمة الحكم في مصر والسعودية والإمارات تدعم اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، قائلة إن الأخير شرع في هجومه على طرابلس بعد أسبوعين من لقائه بالملك السعودي سلمان بن عبد العزيز.
من ناحية ثانية، لفتت الدراسة إلى أن التدخل السعودي-الإماراتي، منح إيران الفرصة لتعزيز نفوذها في المنطقة، عبر الاعتماد على جهات تعمل كأذرع إقليمية لها.