موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

الإمارات توجه رسالة إضعاف متعمدة للمجلس الرئاسي اليمني من قلب الأمم المتحدة

226

حرص النظام الإماراتي على توجيه رسالة إضعاف متعمدة للمجلس الرئاسي اليمني من قلب مقر الأمم المتحدة في نيويورك والتعبير عن مضي أبوظبي في مؤامرة دعم حالة الانقسام والتشظي في اليمن.

جاء ذلك خلال لقاء عبدالله بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، مع عيدروس الزبيدي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رئيس الانتقالي الجنوبي الموالي لأبوظبي في اليمن، وذلك على هامش أعمال الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

وبرز خلال اللقاء، انفراد عبدالله بن زايد بلقاء عضو مجلس الرئاسة اليمني، دون وجود رئيس المجلس ذاته الممثل الرئيس الأول لليمن، حيث خلا اللقاء من الوفد المرافق لرئيس المجلس وانحصاره بأعضاء ومرافقين الزبيدي الذي يتلقى الدعم والتمويل من أبوظبي ويطالب بانفصال جنوب اليمن عن شماله.

صورة اللقاء بالزبيدي، دفعت الكثير من المغردين الأمنيين لأبوظبي على الاستدلال بها، ونشرها من باب الافتخار أن أبوظبي تواصل دعم حلفائها في المنطقة، حتى عبر بوابة الأمم المتحدة، وتحت الأعلام الوطنية الرسمية لهذه الدول.

ورغم أن اللقاء جرى داخل أروقة الأمم المتحدة، وتحت الراية الوطنية لليمن، المخالفة لتوجهات الزبيدي وسياسة أبوظبي الداعمة للانفصال في اليمن.

إلا أن ذلك يشير بحسب مراقبين إلى إصرار حكومة أبوظبي على تدعيم حالة الانقسام والتشظي داخل المجلس الرئاسي اليمني، وإضعاف الجبهة الداخلية لليمن المناهضة للحوثيين، وهو ما يعزز من حالة اللا حرب واللا سلم في البلد المنهك اقتصاديا وعسكريا وأمنيا.

والشهر الماضي حدد باحث فرنسي ثلاثة عوامل رئيسية في استراتيجية الإمارات في الشرق الأوسط تقوم على التحالف مع إسرائيل ونشر التطبيع معها، ودعم الاستبداد عبر الأنظمة الديكتاتورية، إلى جانب دفع تقسيم اليمن.

وقال الباحث ستيفان لاكروا في مقابلة مع مجلة (أوريان 21) إن السياسة التي تتبعها الإمارات لا تساهم في استقرار المنطقة بل عامل زعزعة وبث للفوضى والتخريب.

وأكد لاكروا أنه في نظر الإماراتيين ما من استقرار إن لم يكن سلطويا فالنموذج الذي يؤمنون به هو مضاد للربيع العربي، يحكمه قادة ديكتاتوريون، رجال أقوياء أمثال عبد الفتاح السيسي، الذي يساندوه بالجهد الجهيد.

وأضاف أن هذا النموذج المدعوم إماراتيا ينطوي على الليبرالية الاقتصادية وحرية السوق لتسهيل التجارة كما يشمل الانفتاح على اسرائيل. فما من مشكلة برأيهم في إدخال تل أبيب في هذه الديناميكية بما أن التطبيع مع إسرائيل سوف يُتَرجَم الى فوائد اقتصادية يأملون بتحقيقها.

وأبرز لاكروا أن الملحوظ أن بلوغ مثل هذه النتيجة المرجوة ينطوي على خوض الحروب بوتيرة مكثفة. فالإماراتيون يشاركون في الحرب في ليبيا وفي اليمن وفي السودان وغيرها.

ونبه لاكروا إلى أن حكام الإمارات يساهمون في مساندة أنظمة سياسية ترتكب انتهاكات حقوقية فادحة كما هو حاصل في مصر حيث تمت في نهار واحد فقط في آب 2013 بعد انقلاب السيسي تصفية ألف شخص من أنصار الإخوان المسلمين على أيدي الشرطة المصرية.

وعلاوة على ذلك فإن هذا النموذج الإماراتي يفترض سلفاً أن إحلال وضع من الاستبدادية المصحوبة بالليبرالية الاقتصادية أمر قابل للاستمرارية.

وقال لاكروا “لا أتصور أن هذا الوضع يمكن أن ينسحب على المنطقة بأسرها، سيما أنها معقدة ومتشرذمة، وإن كان هناك عبرة واحدة لا بد من استنتاجها من الربيع العربي فهي أن فرض مثل هذا النموذج قد يؤدي على المدى البعيد الى مزيد من زعزعة الاستقرار بدلاً من الاستقرار”.

ولفت الباحث الفرنسي إلى أن الإمارات منذ 2011، شرعت في نوع من الحملة الإقليمية بمطاردة حركات الإسلام السياسي في الخارج، وقد بدأ التدخل في مصر حيث لعبت أبو ظبي دوراً مهماً في إطاحة الجيش المصري بالرئيس المنتخب في حينه محمد مرسي بداية تموز 2013.

واستمر التدخل في ليبيا حيث انحازت الإمارات الى جانب الجنرال خليفة حفتر وساندته في حربه على الإخوان المسلمين، ذاهبة الى حد القصف الجوي.

وفِي تونس عملت الإمارات على مناهضة الحزب الإخواني، النهضة، التابع لراشد الغنوشي الذي وصل الى الحكم عام 2011، وساندت حزب نداء تونس التابع للباجي قائد السبسي، وذلك قبل أن توجه له اللوم عام 2017 لأنه لم يتخذ موقفاً موالياً للإمارات.

كما أن الإمارات دخلت طرفاً في اليمن، هذه القضية التي أصبحت رهاناً غاية في الأهمية، حتى لو لم تكن الدوافع هي نفسها التي تحركها وتحرك السعودية. فكل من النظامين الملكيين يتابع هدفاً مختلفاً الى حد ما. على الصعيد الرسمي، يحاربان جنباً الى جنب الحوثيين ويسعيان لفرض هيبة الحكومة الشرعية.

أما في حقيقة الأمر فهدف الإمارات الأساسي هو جعل اليمن منطقة خالية من الإسلام السياسي، وبالتالي فهي تساند بشكل عازم أي قوى مناهضة للإخوان حتى لو اضطرها الأمر أحياناً الى مساندة ميليشيات ذات انتماءات سلفية تكن لها الكراهية الشديدة، بحسب لاكروا.

وأكد أن استراتيجية الإمارات تختلف بالتالي عن حليفتها السعودية، بحيث تدفع أبوظبي إلى تقسيم اليمن عبر إعلان دولة في الجنوب لأنه يسمح لها بوضع هذه المنطقة الجنوبية الخاضعة لحركة انفصالية تمدها بالدعم، يسمح بوضعها كلها تحت السيطرة الإماراتية.

وختم أن الفكرة التي تستحوذ على كل تفكير أبو ظبي هي أن الانفصاليين هم أعداء حركات الإسلام السياسي وبالتالي فهم يلعبون لمصلحة الإمارات، وأن انفصال جنوب اليمن سيسمح لها بتكوين محمية إماراتية خاصة بها.