أبرزت وكالة رويترز العالمية للأنباء ما تشهده دولة الإمارات من حالة سخط شعبي إزاء ارتفاع تكاليف المعيشة والتقصير الحكومي في حماية الخدمات الأساسية.
وذكرت الوكالة أن المقيمين في الإمارات، بمن فيهم المواطنون والوافدون، أبدوا قلقهم في الأشهر الأخيرة من ارتفاع تكاليف المعيشة مع زيادة أسعار الوقود وحدها بنحو 80 بالمئة حتى الآن هذا العام.
ونبهت الوكالة إلى أنه في وقت سابق من العام الحالي بدأ سائقو الشاحنات الأجانب ذوو الدخل المحدود إضرابا نادرا من نوعه بسبب الأجور مشيرين إلى ارتفاع تكلفة الوقود.
جاء ذلك تعليقا من الوكالة على إصدار محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات توجيها بمضاعفة الدعم المالي المقدم للأسر ذات الدخل المحدود لتبلغ قيمته 28 مليار درهم (7.6 مليار دولار) لمساعدتها على تحمل ارتفاع تكاليف المعيشة.
وتشمل توسعة مخصصات الدعم التي نشرتها وكالة أنباء الإمارات (وام) زيادة المزايا القائمة واستحداث مزايا جديدة تهدف إلى التخفيف من أثر تضخم أسعار المواد الغذائية وارتفاع تكاليف الوقود والطاقة للأسر.
ولم يتضح على الفور كيف ستمول الدولة توسعة مخصصات الدعم. والإمارات منتج رئيسي للنفط.
ومن بين المزايا الجديدة تقديم الدعم المالي للطلاب الجامعيين والعاطلين عن العمل الذين تزيد أعمارهم عن 45 عاما.
ويمثل الإماراتيون نحو عشرة بالمئة من سكان الإمارات وأغلبهم من العاملين الوافدين وأسرهم.
وعدد كبير من هؤلاء من العمال محدودي الدخل وجميعهم عمليا من الأجانب ما يعني أنهم لن يستفيدوا بشكل مباشر من توسعة المزايا.
وبدأت أصوات مواطنين إماراتيين بالارتفاع بشكل نادر وغير مسبوق، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، اعتراضا على الأوضاع الاقتصادية التي تعيشها البلاد، علما بأن معدل التضخم للعام 2021، بلغ 2.5 بالمئة.
وبدأت الانتقادات مع الأسابيع التي سبقت وصول محمد بن زايد إلى رئاسة البلاد منتصف أيار/ مايو الماضي.
وظهر ذلك جليا عندما تجمهر مئات المواطنين في مدينة الذيد التابعة لإمارة الشارقة، تزامنا مع زيارة ابن زايد لها مطلع حزيران/ يونيو الماضي، وحاولوا تسليمه أو الفريق المرافق له معاريض (طلبات وشكاوى) حول أوضاعهم المعيشية.
وتقر الإمارات بوجود أسر لا تتوفر لها متطلبات العيش، وبالتالي فإنه يتم صرف مساعدات دورية لها، إذ قالت جمعية الشارقة الخيرية، إنها قدمت خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجديد 2022، مساعدات شهرية بقيمة 5 ملايين درهم (1.3 مليون دولار) لأكثر من 3 آلاف مستفيد، مع وجود جمعيات مماثلة في دبي وأبو ظبي وبقية الإمارات.
ورفعت الحكومة الإماراتية أسعار المحروقات عدة مرات هذا العام، كان آخرها الخميس الماضي، ليصبح ليتر البنزين الواحد عند 1.1 دولار، أي ضعف سعره في السعودية، وعمان، وقطر، والبحرين، ونحو ثلاثة أضعاف سعره في الكويت.
وخرج إماراتيون عن صمتهم بعد قرار رفع البنزين، ولجأوا إلى الاعتراض المباشر على القرار، أو التعبير عن رفضهم له بأساليب فكاهية وساخرة.