فضحت تحقيقات تقنية مؤامرة دولة الإمارات في محاولة الوقيعة وضرب العلاقات بين المملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان من خلال استخدام الهارب إلى العاصمة البريطانية لندن سعيد جداد بن علوي.
وأكد مختصون تقنيون حللوا التسجيل المسرب لمقابلة بين وزير الخارجية العُماني يوسف بن علوي والرئيس الليبي السابق معمر القذافي وجود عدة طبقات صوتية مختلفة تم دمجها في مقطعين رئيسيين.
وذكر المختصون أنه تم استخدام فلاتر لتنقية الصوت وإزالة بعض التداخلات وبعض الجزئيات بحيث تصبح إنسيابية وذات دقة وضوح منخفضة غير قابلة للتمييز في محاولة لتمرير الفيديو على الرأي العام.
وأوضح المختصون أن عدد الأصوات البشرية المختلفة في المقطعين الرئيسيين بلغت (٧) أصوات لأشخاص مختلفين وبضوضاء خلفية غير متشابهة تعود لعدد أربعة أماكن وتوقيتات مختلفة.
وأشار الفريق إلى أن حديث بن علوي يعود للعام 2016 وفي مناسبات مختلفة أي أن الحديث تم تسجيله في نقاشات لا علاقة لها بالمحتوى المطروح كما يبدو عليه، وقد جرى تركيبها لتبدو متزامنة.
وتفجرت في الأيام الأخيرة فضيحة محاولة النظام الحاكم في دولة الإمارات إشعال فتنة جديدة بين دول الخليج العربي هذه المرة لضرب علاقات السعودية وسلطنة عُمان.
وكشفت مصادر حقوقية معارضة في أبو ظبي عن تنسيق ودعم رسمي من النظام الإماراتي للناشط العُماني الهارب إلى بريطانيا سعيد جداد مقابل قيامه بنشر تسجيل مفبرك لوزير الخارجية العُماني يوسف بن علوي مع الرئيس الراحل السابق معمر القذافي.
وذكرت المصادر أن نشر الفيديو المفبرك استهدف تأزيم العلاقات بين سلطنة عُمان والسعودية ضمن مساعي أبو ظبي لعزل الرياض عن محيطها الخليجي بإنشاء عداوات مدبرة بينها وبين دول الخليج.
في الوقت ذاته استهدفت فتنة الإمارات ضرب وساطة متقدمة تولتها سلطنة عُمان خلال الأيام الأخيرة بشكل غير معلن لحل الأزمة الخليجية وإنهاء حصار دولة قطر الذي كانت أبو ظبي المدبر الرئيسي له.
وأوضحت المصادر الحقوقية أن الناشط العماني الهارب والشهير باسم سعيد جداد قد حصل على دعم من قبل الحكومة الإماراتية ليقوم بنشر تسجيل صوتي مفبرك لبن علوي والقذافي يسيء للسعودية
وأشارت المصادر إلى جداد قام مسبقا بنشر فيديو تطبيل لولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد عبر قناته في اليوتيوب، قبل أن تأتيه الأوامر بإثارة الفتنة وضرب العلاقات بين السعودية والسلطنة وهو ما يثبت تلقيه التعليمات من ابوظبي في هذا الشأن.
كما لفتت إلى أن عبد الخالق عبدالله مستشار بن زايد كان زار لندن في شباط/فبراير واجتمع مع جداد من أجل استمالته للعمل لصالح النظام الإماراتي مقابل مبالغ مالية كبيرة ومن ثم تحريكه وقت الحاجة له وهو ما حدث في اليومين الماضيين.
وقد نشرت صحيفة المرصد السعودية الفيديو المفبرك لبن علوي، والذي لم يظهر فيه بوضوح أي تفاصيل للإساءة للسعودية سوى الحديث عن الشأن السياسي للبلدين والتطرق إلى عدد من القضايا الثانوية المتعلقة بالدول العربية، خاصة وأن وزير الخارجية العُماني ظهر يسمع من القذافي أكثر مما يتكلم معه.
وفور نشر الفيديو عمل الذباب الالكتروني على وضع الحطب في نار الفتنة من خلال الزعم أن بن علوي قال للقذافي إن “زمن السعودية انتهى ووجه لها انتقادات حادة طالت أمنها واستقرارها”. وأطلق الذباب الالكتروني الإماراتي هاشتاج #بن_علوي_يتامر_ضد_السعوديه لإثارة المزيد من الفتنة.
في المقابل رد نشطاء عمانيون بأن ما جرى تسريب يكشف فشل جهاز الامن الاماراتي في تركيب المقطع، ودشنوا هاشتاج اسموه #تسجيلات_بن_علوي_مفبركه، مؤكدين أن أبوظبي استخدمت برنامج لتركيب الصوت وقامت بإرساله لهارب عماني جندته السفارة الإماراتية وتم فضحه سابقا.
وأثارت الحملة التي أطلقتها سلطنة عُمان لرأب الصدع الخليجي، غضب أبوظبي يد الشر في المنطقة، إذ تقود السلطنة مبادرة يدعمها بشدة السلطان هيثم بن طارق لحل النزاع الخليجي وعودة العلاقات بين دول الخليج لسابق عهدها.
ومنذ بدء الأزمة الخليجية منتصف عام 2017 بتدبير ودفع إماراتي بشكل رئيسي، عملت أبو ظبي على إفشال كل المبادرات الرامية إلى رأب الصدع وإعادة الوحدة للبيت الخليجي خدمة لمؤامراتها في المنطقة وتعزيزا لدورها التخريبي المشبوه.