يجرى محمد بن سلمان ولي العهد السعودي اليوم زيارة رسمية إلى دولة الإمارات لترميم العلاقات المتعثرة بين البلدين وتنسيق المواقف بينهما.
وسيلتقي بن سلمان حليفه ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد لإجراء مباحثات بينهما وسط شواهد عن تعثر التحالف بين البلدين.
إذ تشعر المملكة بالغضب من تقارب الإمارات المستمر مع إيران التي تعتبرها الرياض العدو الأول لها في المنطقة.
ومنذ أشهر صعد النظام الإماراتي خطواته القائمة على الغدر بحلفائه في السعودية عبر التمرد على التحالف في الحرب على اليمن بقيادة الرياض والتودد لإيران.
ويبرز مراقبون عدم قدرة الإمارات على الاستمرار في التحالف السعودي وتحمل تكاليفه الكبيرة التي تهدد أمنها ووحدتها هي نفسها، كونها تجد نفسها في حالة انهزام وتراجع.
ويمكن الإمعان في ذلك عبر تتبع الأحداث المتلاحقة التي حدثت في الأشهر الأخيرة نتيجة لقرار أبو ظبي الانسحاب ظاهريا من وجودها في اليمن، بينما تتقدم تجاه تحسين علاقاتها مع إيران.
وتتعجل أبوظبي الانسحاب من المشهد اليمني ظاهريا، وقد تضطر للانسحاب ضمنيا لأنها تخشى أن يكبدها ذلك خسائر أكبر، في ظل تخلي الولايات المتحدة عن حماية حلفائها.
وتقود السعودية ومعها الإمارات حربا عدوانية على اليمن منذ مارس عام 2015 راح ضحيته آلاف النساء والأطفال والمدنيين اليمنيين.
وتأتي زيارة بن سلمان إلى الإمارات في ظل إجراء الرياض مفاوضات غير مباشرة مع الحوثيين منذ أسابيع سعيا للتوصل إلى اتفاق تهدئة وإيجاد مدخل سياسي لإنهاء حرب اليمن.
كما تأتي في ظل تواتر تقارير عن تقدم في وساطات لإنهاء الأزمة الخليجية بين السعودية وقطر ومحاولات النظام الإماراتي تخريب ذلك خدمة لمؤامراته.
ومن المتوقع أن يحضر الأمير محمد بن سلمان فعاليات جائزة الاتحاد الكبرى للفورمولا 1، في أبوظبي، والتي حضرها العام الماضي.
وتعد زيارة محمد بن سلمان إلى دولة الإمارات الثانية خلال نحو عام؛ حيث زار الأمير محمد بن سلمان الإمارات يوم 22 نوفمبر/تشرين الأول من العام الماضي.
وعقد آنذاك جلسة محادثات مع بن زايد “تناولت سبل تعزيز العلاقات الأخوية، وعددا من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك”.