احتجت الولايات المتحدة الأمريكية رسميا على دعم دولة الإمارات الحرب الأهلية في السودان وزعزعة استقرار البلاد عبر دعم ميليشيات قوات الدعم السريع.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن الإمارات حولت مستشفى تابعا للهلال الأحمر إلى قاعدة عسكرية لدعم قوات الدعم السريع في الحرب الأهلية في السودان.
وحولت الإمارات مطارا تقول إنه يدعم عمل المستشفى في أمجراس بتشاد إلى قاعدة لإطلاق طائرات بدون طيار مسلحة صينية الصنع تستخدمها قوات الدعم السريع لمراقبة وتحديد أهداف العدو.
وذكر التقرير أن الإمارات العربية المتحدة أنشأت أيضا نظاما للتحكم في الطائرات بدون طيار وحظائر للطائرات بدون طيار حول المستشفى.
وفي العام الماضي، علم المسؤولون الأميركيون أن المستشفى الذي شيدته الإمارات العربية المتحدة في تشاد المجاورة بتكلفة 20 مليون دولار كان يستخدم لنقل الأسلحة إلى قوات الدعم السريع في السودان.
ومنذ ذلك الحين، أبدوا مخاوفهم من ذلك الأمر مع الإمارات، لكن تأثيرهم في تغيير سلوكها كان محدودا، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز.
وفي مايو/أيار الماضي، استشهد مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي جو بايدن، جيك سوليفان، بمعلومات استخباراتية أمريكية حول أنشطة دولة الإمارات العربية المتحدة في مكالمة مع نظيره الإماراتي.
وجاءت دعوة سوليفان بعد أن قالت نائبة الرئيس الأمريكي هاريس إن الولايات المتحدة اعترضت على تهريب الأسلحة من جانب دولة الإمارات العربية المتحدة إلى السودان، وذلك في اجتماع عقدته في ديسمبر/كانون الأول مع رئيس الإمارات محمد بن زايد آل نهيان.
وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، قدم الزعيم الإماراتي ما بدا أنه “اعتراف ضمني”، قائلاً إن الإمارات مدينة لقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي، لتوفيره المرتزقة الذين قاتلوا إلى جانب الإمارات في اليمن. كما أخبر هاريس أنه يعتقد أن دقلو كان حصنًا ضد الإسلاميين في المنطقة.
تخوض قوات الدعم السريع بقيادة دقلو حربًا بالوكالة مع الجيش السوداني، والتي اجتذبت شركاء الولايات المتحدة وأعدائها.
وعلى النقيض من الصراعات السابقة التي هزت المنطقة بعد الربيع العربي عام 2011، فإن ساحة المعركة في السودان أكثر فوضوية، ويقف شركاء الولايات المتحدة المقربون ضد بعضهم البعض.
وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، أرسل الحوثيون في اليمن شحنات من الأسلحة إلى الجيش السوداني بناء على طلب إيران، في حين أرسلت قطر الغنية بالغاز ست طائرات حربية صينية. كما دعمت مصر الجيش الذي يقوده رئيس أركان الجيش عبد الفتاح البرهان.
كما أصبحت السودان ساحة لحرب بالوكالة بين المملكة العربية السعودية والإمارات. ووفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، فإن الرياض تقدم لجيش البرهان أموالًا لشراء طائرات بدون طيار إيرانية. ودعمت روسيا قوات الدعم السريع في البداية، ولكن وفقًا لمسؤولين، فقد غيرت الآن موقفها لدعم الجيش السوداني.
ومع ذلك، يبدو أن دعم الإمارات للسودان كان له الأثر الأكبر على ساحة المعركة، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز.
ونقل التقرير عن مذكرة دبلوماسية أرسلها سفير الاتحاد الأوروبي لدى السودان أشار فيها إلى أن “تسليم الإمارات العربية المتحدة للطائرات بدون طيار ومدافع الهاوتزر وقاذفات الصواريخ المتعددة وأنظمة الدفاع الجوي المحمولة… ساعد [قوات الدعم السريع] في تحييد التفوق الجوي للجيش السوداني”، كما كتب إيدان أوهارا في فبراير/شباط في مذكرة سرية حصلت عليها صحيفة نيويورك تايمز.
وفي بيان مشترك صدر يوم الاثنين، أكد بايدن ومحمد بن زايد عقب اجتماعهما في البيت الأبيض، أنه لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري للصراع في السودان وأكدا على “موقفهما الثابت والثابت” لتحقيق “وقف دائم للأعمال العدائية” في الحرب، حسبما ذكر البيت الأبيض في بيان.