يثير فشل مشاريع كبرى في دولة الإمارات بشكل غامض الجدل في ظل ثبوت زيف الدعاية الحكومية عن السعي لتحقيق أكبر وأضخم المشاريع دون جدوى عملية لها على الأرض.
أحدث الأمثلة على ذلك عين دبي التي تعتبر الأعلى في العالم ويقترب ارتفاعها من ضعف عين لندن، تواجه مصيرا غامضا منذ توقفها عن الدوران منذ أكثر من عام على الرغم من الإعلان أن هذا الإجراء سيكون مؤقت ولمدة شهر.
وتوقفت عجلة عين دبي عن الدوران منذ أكثر من عام، ولكن حتى الآن لم يتم الكشف عن سبب محدد لإغلاق المعلم السياحي البارز في الإمارات وتم الترويج لها طويلا في إعلام أبوظبي.
وأبرزت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن الموقع الإلكتروني لعين دبي الذي يبلغ ارتفاعها نحو 250 مترًا وبها 48 مقصورة، وتستوعب نحو 1400 راكب، أعلن في أبريل/ نيسان الماضي أن الإغلاق سيكون حتى إشعار أخر؛ لاستكمال أعمال التطوير التي بدأت في الأشهر الماضية.
وذكرت الصحيفة أن منتقدين للوضع القائم لعين دبي يرون أن المسؤولين يرفضون الاعتراف بارتكاب أخطاء ولا يعلنون عن فشل أي مشاريع جديدة لامعة، وهو ما يترك المستثمرين في مأزق.
ونقلت الصحيفة عن المسؤول عن قسم التدريس بعد الجامعي في برنامج الهندسة بجامعة كارديف، أليد ديفيز، قوله إن “المشكلة في بناء أكبر شيء في العالم هو أنه حينما تتجاوز حدًا معين، فأنت تصطدم بالمجهول، وحينها تتحول المشكلات التي في العادة تكون ثانوية، وبشكل مفاجئ إلى كبيرة”.
وتابع: “لا توجد معلومات هنا، ربما تكون مشاكل جوهرية، أو أمور مفاجئة مثل الرياح أو الحركة الهيكلية”.
وأضافت الصحيفة أنه في غياب المعلومات الرسمية ظهرت العديد من التخمينات من بينها أن عين دبي كانت تصدر اهتزازات قوية خلال الأشهر الخمس الأولى لتشغيلها، وزعم أحد عمال المتاجر أن الاهتزازات تسببت في كسر نوافذ المباني المحيطة.
وقال أحد سكان بناية مواجهة لعين دبي، رفض الكشف عن هويته: “عشت هنا لعامين، ولم يصلني أي معلومة عما يحدث”.
وصرح ساكن آخر: “لم نسمع شيئًا من أي مسؤول”، مشيرًا إلى أن البعض يقول إن هناك شيئا تحطم في محور الدوران الرئيسي، فيما يتحدث آخرون عن أن “عين دبي” تغرق.
وأضاف الساكن الثاني أنه سمع مديري أحد الفنادق في منطقة البحر المحيطة، إنهم يقيّمون الأضرار والمخاطر التي يمكن أن تحدث حال سقوط عين دبي.
وعين دبي مملوكة لشركة دبي القابضة، وأنشأتها عدة شركات بينها هيونداي الكورية وشركة “WSP” الكندية، والمطور المحلي مِراس، بجانب شركة “Starneth” ومقرها هولندا.
وبحسب واشنطن بوست فإن القصة حول عين دبي أكبر عجلة في العالم، تستحضر “ذكريات انهيار ممتلكات سابقة”، ويصف منتقدون الوضع القائم عبارة عن تطوير معلم والترويج له بشكل كبير وسط “مبالغة في بعض الأحيان”.