تلاحق الفضائح الإمارات بتدبير مؤامرات غزو عسكري وفوضى لدول عربية في ظل ممارساتها الإجرامية بالتدخل بشئون الدول الأخرى وخدمة لأطماعها التوسعية.
غزو قطر
وبثت قناة الجزيرة الفضائية مقابلة مع بول باريل –وهو زعيم جماعات مرتزقة فرنسية- كشف فيها عن تفاصيل خطة غزو عسكري لدولة قطر كان أشرف على قيادتها بدعم مباشر من الإمارات والسعودية والبحرين عام 1996، بعد فشل محاولة الانقلاب على نظام الحكم في قطر في ذلك العام.
وفي شهادته قال باريل إن الإمارات وفرت له دعما كبيرا لتنفيذ العملية، إذ استضافته سلطاتها هو وفريقه في فندق إنتركونتننتال بالعاصمة أبو ظبي حيث تم تخزين أسلحة كثيرة فيه.
كما مُنح باريل وفريقه جوازات سفر رسمية إماراتية لتسهيل تحركاتهم بعيدا عن الأنظار، مؤكدا أن ولي عهد أبو ظبي الحالي الشيخ محمد بن زايد -الذي كان يشغل حينها منصب رئيس الأركان- هو من منحهم هذه الجوازات.
وأضاف أنه اصطحب أربعين من فريقه المدربين على درجة عالية في مجالات عسكرية مختلفة للاستعداد لتنفيذ الهجوم، وأنه استفاد -في التحضير للعملية- من خبرته وعلاقاته السابقة مع المسؤولين في كل من الإمارات والسعودية، حيث قاد عام 1979 عملية القضاء على تمرد حركة جهيمان داخل الحرم المكي الشريف.
وعن خطة العمل؛ أوضح باريل أن الأسلحة الثقيلة تم جلبها من مصر، في حين تم تدريب قوات مشاركة بينهم ضباط وعسكريون قطريون هاربون إلى الإمارات. وبينما تكفلت السعودية بإعداد مليشيات قَبَلية؛ كانت البحرين محطة لبّول باريل وفريقه لإدارة الاتصال والتنصت على كل ما يجري في الدوحة.
وكشف باريل عن مهمة استطلاعية خاصة وسرية قام بها هو شخصيا بدايات عام 1996، حيث تسلل عبر البحر إلى الدوحة وقام بعمليات تصوير للمناطق التي كانت من بين الأهداف؛ مثل بيت الأمير ومبنى التلفزيون ومقرات الأمن، وتم نشر هذه الصور -التي صورها بكاميرته في الدوحة حينها- لأول مرة خلال الحلقة.
ونجح باريل -كما يقول- في جلب 3000 عسكري من تشاد تم تسريحهم من الجيش بتوافق مع الرئيس التشادي إدريس دبي، مقابل مبلغ عشرين مليون دولار للمشاركة في عملية الهجوم على قطر. وكشف أن عملية الإعداد للهجوم كلفت في مجملها حوالي مئة مليون دولار.
لكن ما أثّر على سير تنفيذ العملية -كما قال باريل- هو اتصال الرئيس الفرنسي جاك شيراك حينها به شخصيا لإبلاغه بضرورة وقف أي “حماقة”.
أما الأمر الذي حسم وقف تنفيذ عملية الغزو فهو قرار الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني بإيقافها، بعد أن أبلغه باريل أن حصيلة القتلى قد تصل إلى ألف شخص جرّاء الهجوم، فقرر الشيخ خليفة حينها الانسحاب من المشهد.
وقال باريل إن الخطة لو تم تنفيذها لحصلت “مجزرة”، مشيرا إلى أن فريقه الخاص كُلّف بمهمة تأمين الشيخ خليفة وأيضا بإلقاء القبض على أمير البلاد حينها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، والقضاء على الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني وزير الخارجية آنذاك. هذا فضلا عن عدد من رموز السلطة والعائلة الحاكمة.
شهادة أوروبية
في هذه الأثناء كشف وزير الخارجية الألماني السابق زيغمار غابرييل أن قطر كانت على وشك أن تتعرض لغزو عسكري عام 2017 عقب الحصار الذي فرضته السعودية والإمارات والبحرين أوائل يونيو/حزيران من العام نفسه.
وأوضح الوزير السابق أن وزير الخارجية الأميركي السابق ريكس تيلرسون كان له جهد واضح في منع غزو قطر، وأضاف أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان “تجاوز حدوده لأنه ظن أن لديه شيكا على بياض من البيت الأبيض”.
وسبق لغابرييل أن انتقد سياسات السعودية عندما كان وزيرا للخارجية، إذ عاب عليها في نوفمبر/تشرين الثاني 2017 تصرفاتها مع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الذي احتجزته لأيام في الرياض، وتحدث عن “روح المغامرة” لدى القيادة السعودية في حرب اليمن والصراع مع قطر.
ويتقاطع حديث غابرييل عن غزو عسكري وشيك كان يتهدد قطر في العام الماضي مع تصريح لأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح في مؤتمر صحفي بالعاصمة الأميركية واشنطن في أغسطس/آب 2017، إذ كشف فيه عن نجاح الوساطة في وقف تدخل عسكري عقب اندلاع الأزمة الخليجية.
وقد انتقدت آنذاك الدول التي حاصرت قطر تصريح أمير الكويت، وقالت في بيان مشترك إن “الخيار العسكري لحل الأزمة القطرية لم ولن يكون مطروحا بأي حال”.
وقد سارعت الإمارات إلى نفي تصريح الوزير الألماني في محاولة للتبرؤ من حدة الاتهامات التي تلاحق وفضائح ما تدبره من مؤامرات.
تصريح سيغمار غابرييل الوزير الألماني السابق في منتدى الدوحة ان المنطقة في أزمة قطر لم تكن بعيدة عن تدخل عسكري غير صحيحة وتجانب الواقع، قرار الدول الأربع اتخذ بناء على دعم قطر للتطرف والتدخل في شؤونها، آنذاك قابلت غابرييل في برلين وكان متفهما لأسباب الأزمة.
— د. أنور قرقاش (@AnwarGargash) December 16, 2018
فوضى في تونس
اتهم قيادي تونسي الإمارات بالوقوف وراء دعم حملة تظاهرات في البلاد بغرض إغراقها بالفوضى وعدم الاستقرار.
يأتي ذلك فيما تصاعدت الدعوات الرافضة لحملة “السترات الحمر” في تونس في ظل تلقيها تمويلا من الإمارات لإثارة الفوضى في البلاد.
وحددت السترات الحمر اليوم (17|12)، (ذكرى انطلاق الثورة التونسية) كبداية لسلسلة احتجاجات ستخوضها في عدد من المدن التونسية بهدف الضغط على الحكومة لتحقيق مطالبها.
وانتقد رضوان المصمودي الباحث المقرّب من حركة النهضة قيادات حركة السترات الحمراء، حيث وصفهم بقوله “مجرمون بأتمّ معنى الكلمة، وعملاء الإمارات لإحباط التجربة الديمقراطيّة في تونس”.
وكشفت مصادر إعلامية أن السلطات التونسية تمكنت من الكشف عن اعتمادات مالية ضخمة من شخصيات معروفة بالفساد المالي والسياسي، لتمويل احتجاجات كبيرة في تونس، خلال الأيام المقبلة.
وكان موقع “ميدل إيست آي” البريطاني حذّر قبل أيام من ما أسماه “انقلاب خليجي في تونس”.
وأشار الموقع البريطاني إلى أن الرئيس الباجي قائد السبسي تلقى أخيرا إغراءات عدة من السعودية والإمارات، مؤكدا أن التجربة الديمقراطية الوليدة في تونس ما زالت تشكل شوكة في حلق الديكتاتوريات العربية في الرياض وأبو ظبي.