يخيم الفشل الذريع على معرض إكسبو الدولي في دبي وسط تأهيل حكومي وحملة استجداء مهين لرفع عدد الزوار بعد الإخفاق الهائل على كافة المستويات للمعرض.
وعلمت إمارات ليكس أن النظام الإماراتي أصدر تعليمات سرية لأبواقه الإعلامية والفاعلين على مواقع التواصل الاجتماعي المحسوبين عليه للحث على زوار منشآت معرض إكسبو.
وتضمنت الحملة عبارات استجداء صريحة لمواطني الإمارات والمقيمون فيها لرفع عدد الزوار في ظل هاجس السلطات من انتهاء فعاليات المعرض بالأرقام المتدنية الحاصلة.
دعوة لجميع المواطنين لزيارة #اكسبو2020 قبل نهايته كن جزء من الإنجاز .. طموح الامارات ان تكون الاولى عالميا الكل يجب ان يشارك في صناعة هذا الإنجاز كن مع وطنك الامارات تستحق pic.twitter.com/lGtDDZbYVt
— Mohamed (@bukhater_m) February 9, 2022
دعوة لجميع المواطنين لزيارة #اكسبو2020 قبل ما ينتهي حتى نوصل رقم زيارات قوي ، دعوة للي زار وللي ما زار ، ساعدوا بلدكم ورفعوا الرأس يا شباب🇦🇪 pic.twitter.com/RVhpMZ25UA
— علي العامري (@DrAliAlameri) February 8, 2022
يأتي ذلك فيما كشفت وثيقة رسمية مسربة أن معرض إكسبو دبي شكل أكبر خسارة اقتصادية وتجارية لدولة الإمارات بفعل المقاطعة الواسعة له ما أدى إلى إخفاق كبير في تحقيق الأرباح المنشودة.
وتشير وثيقة مسربة عن المدير التنفيذي لإكسبو، موجهة إلى ريم الهاشمي، المديرة العامة لإكسبو إلى فشل التخطيطات الإماراتية وتوقعاتها في المعرض.
وبحسب الوثيقة فإن التوقعات المنشودة للإمارات بشأن وصول عدد زوار المعرض إلى 25 مليون شخص لم تتحقق لحد الآن بحضور 5 ملايين و60 ألف زائر فقط، وبحضور 78 دولة بصورة فعالة ونشيطة بمختلف برامجها العلمية الصناعية وكان حضور ما بقي منها شكليا سياحيا.
وعزت الوثيقة الخلل الكبير في حجم المشاركة في معرض إكسبو دبي إلى “أنشطة الجماعات المعارضة للدولة”، ودعوة البرلمان الأوروبي إلى مقاطعة المعرض على خلفية الملف الحقوقي للدولة، وتأجيل افتتاح المعرض لمدة عام، وفعالية كوفيد-19 وتداعياتها.
وأكدت الوثيقة بأن عملية الدفع ل 43% من الصفقات تم تنفيذها خارج الإمارات عبر بنوك الدول الأخرى بدلا من بوابات الدفع الإلكتروني في إكسبو برعاية النظام البنكي الإماراتي وتشير إلى عدم التوازن بين تكاليف إكسبو وقوائم الدخل والأرباح.
وقد انخفض إجمالي الدخل 57% بالمقارنة مع التوقعات المنشودة حتى نهاية آذار/مارس. وأكدت الوثيقة بأنه بلغت أرباح الصين واليابان وألمانيا وفرنسا ودخلها -كنماذج مثالية- من الأجنحة المختصة أضعاف ما جنته الإمارات من الدخل الصافي.
وكان عمد النظام الإماراتي تضخيم أرقام جذب زوار إكسبو دبي 2020 للتغطية على الفشل الذريع في المعرض والخسائر التي لحقت بالدولة بعد الإنفاق الهائل على منشآت المعرض.
وادعت وسائل إعلام إماراتية رسمية أن إكسبو دبي سجل زيادة ملحوظة في عدد الزيارات تزامنا مع احتفالات الإمارات بالعيد الوطني الـ50، رغم أن غالبية الزيارات الحاصلة محلية.
وبحسب الأرقام التي تم الإعلان عنها صباح اليوم الإثنين عن بلوغ مجموع الزيارات 5 ملايين و663 ألفا و960 زيارة منذ انطلاقة إكسبو دبي مطلع تشرين أول/أكتوبر حتى 5 كانون ثاني/ديسمبر الجاري.
وذكرت صحيفة البيان الرسمية، أن إكسبو 2020 دبي شهد 897 ألف و541 زيارة في الأسبوع الأخير تزامنا مع عطلة يوم الشهيد والعيد الوطني الـ 50 لدولة الإمارات.
واستقبل إكسبو 5383 مسؤولا حكوميا واستضاف 10461 فعالية في أول شهرين، وربع مليون طالب من المدارس الحكومية والخاصة، و ستة من أصل 10 زوار يحملون تذاكر موسمية وقاموا بزيارات متكررة بلغ عددها 1.2 مليون زيارة خلال شهرين.
وشكل الزوار من خارج الدولة أكثر من ربع عدد الزوار (28%) خلال شهر نوفمبر، وتصدرت الهند وفرنسا وألمانيا والمملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة الدول التي جاء منها الزوار الدوليون، ما يعني أن الحضور في غالبيته العظمى اعتمد على سكان الدولة والعمال المهاجرين إليها.
وسق أن كشفت مصادر إماراتية ل”إمارات ليكس”، أن النظام الإماراتي أصدر أوامر بتفريغ عمال الشركات من أصحاب الوظائف الوسطى والعليا الزيارة معرض إكسبو مع أسرهم وأصدقائهم للتغطية على الإخفاق الحاصل، على أن يكون هناك تنسيق لزياراتهم نهار ومساء.
وبحسب المصادر فإن مكافآت تشجيعية من لجنة إكسبو دبي تم رصدها لكل من يقدم أفكارا متميزة تشجع على قدوم الزوار طيلة افتتاح المعرض الممتدة ستة أشهر.
ولجأت شركات طيران الامارات وفلاي دبي تقديم المزيد من تخفيضات أسعار التذاكر للقادمين لزيارة معرض إكسبو دبي، ورفع نسبة الوزن لحقائب المسافرين، ورفع نسبة النقاط في خدمة التذاكر، بهدف التشجيع على زيارة المعرض بحسب المصادر.
كما عمدت سلطات دبي زيادة تخفيض أسعار الغرف وتأجير السيارات، والخدمات المرافقة بهدف زيادة الزائرين لمعرض إكسبو دبي وبلورة خطة إنقاذ للوضع المتدهور في الإقبال على المعرض.
يأتي ذلك فيما يخنق الركود اقصاد دبي المتعثر في وقت لا تسجل عوائد استضافة معرض إكسبو الدولي تناسبا مع التطلعات والتكاليف المالية الهائلة لتجهيز منشآته والتحضير له.
وأعلنت وكالة “ستاندرد أند بورز غلوبال” الدولية للتصنيف الائتماني أن دبي مقبلة على تعاف “طفيف” هذا العام، لكن ضعف نشاط السياحة الدولية سيؤثر على الاقتصاد حتى أواخر 2022.
وقالت وكالة التصنيف الائتماني في تقرير لها إن اقتصاد دبي، انكمش 10.9% العام الماضي، إذ أسهم الركود بقطاع السياحة الناجم عن جائحة فيروس كورونا بنسبة 56% من إجمالي التراجع.
وذكرت الوكالة أن “مساهمة السياحة في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي تراجعت إلى حوالي 13% في 2020 من 18% في 2019. وجاءت 30% أخرى من التراجع البالغ 10.9% في 2020 من قطاعي تجارة الجملة والتجزئة”.
وتوقعت “ستاندرد أند بورز” نمو اقتصاد دبي 3.5% هذا العام، وهو ما يعود في الأساس إلى معدل التطعيم المرتفع في الإمارات، إذ تلقى أكثر من 85% من سكان البلاد جرعتين، وتخفيف القيود المرتبطة بـ”كوفيد-19″ عالميا.
وأضافت الوكالة أن معرض “دبي إكسبو 2020” العالمي، الذي تأجل عاما بسبب الجائحة وانطلق هذا الشهر، ينظر إليه على أنه يقدم دعما للاقتصاد أقل مما كان متوقعا قبل “كوفيد-19”.
وأردفت: “نتوقع ألا يعود عدد الزائرين الوافدين إلى دبي إلى مستويات 2019 حتى أواخر 2022 على الأقل. ومع ذلك، فمن وجهة نظرنا، سيؤدي الحدث الذي يستمر ستة أشهر إلى تحسين إشغال الفنادق وزيادة الإقبال في مراكز التسوق، مما يعود بالنفع على قطاع التجزئة”.
وتوقعت “ستاندرد أند بورز” أن يبلغ متوسط نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي لدبي حوالي 2% بين عامي 2022 و2024.