موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

تحقيق: هكذا تدفع الإمارات أحد مرتزقتها لتصدر المشهد السياسي في ليبيا

233

يدفع النظام الإماراتي منذ سنوات بأحد مرتزقته في ليبيا عارف النايض لتصدر المشهد السياسي في البلاد وخلافة مجرم الحرب اللواء متقاعد خليفة حفتر.

وتسبب الفشل المتواصل للعملية العسكرية التي يشنها حفتر بحالة استنفار لدى حلفائه، خاصة أبوظبي التي أنفقت المليارات في سعيها لتغيير الوضع الليبي بما يخدم مصالحها وأطماعها.

ويظهر أن فشل حفتر على أسوار العاصمة طرابلس لم يكن متوقعاً من قبل الداعمين؛ بفضل الحشود العسكرية التي جمعها، وأغلبها مؤلف من عناصر المرتزقة، مع الدعم اللامحدود الذي يتلقاه من الإمارات ومصر والسعودية وفرنسا.

هذا ما أدى إلى تحرك عاجل على مستويين؛ الأول سياسي عبر دفع الإمارات عارف النايض، السياسي الليبي المثير للجدل، والمحسوب عليها في الأوساط السياسية والإعلامية، لترشيح نفسه لرئاسة حكومة تمثل مجلس نواب طبرق.

وقالت قناة “فبراير” الليبية، الجمعة (20 يوليو)، إن النايل أعلن أنه مستعد لتشكيل حكومة لو طلب البرلمان ذلك منه، وأن لديه لهذا الغرض “برنامجاً جاهزاً”.

المستوى الثاني من التحرك جاء على الصعيد العسكري؛ حيث كشف المجلس الأعلى للدولة في ليبيا عن معلومات استخبارية تفيد بأن مصر وفرنسا والإمارات ترتب للتورط بشكل أكبر مع قوات حفتر؛ للهجوم على العاصمة طرابلس باستخدام الطيران والأسلحة النوعية.

وقال المجلس في بيان صدر الجمعة (19 يوليو)، إنه يحمّل تلك الدول مسؤولية ما قد ينتج عن ذلك من دمار وخسائر وترويع للآمنين.

ودعا المجلس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا ومجلس الأمن وجميع الأطراف الدولية إلى اتخاذ موقف قوي وحاسم إزاء تدخل هذه الدول، وما يترتب عليه من ضحايا وأضرار وانتهاك للسيادة الليبية.

نقل موقع “ليبيان إكسبرس” الناطق باللغة الإنكليزية، الأربعاء (10 يوليو)، عن المستشار السياسي السابق في المجلس الأعلى للدولة الليبية، أشرف الشح، قوله: إن “الإماراتيين يعدون لتشكيل حكومة برئاسة سفير ليبيا السابق لدى الإمارات، عارف النايض”.

وأشار إلى أن “حكام أبوظبي لا يريدون الظهور في الصورة؛ لذلك كلفوا المصريين بتولي الموضوع”، لافتاً النظر إلى وجود “تعقيد في إقناع خليفة حفتر بتشكيل هذه الحكومة، وإظهارها على أساس أنها قيادة سياسية وبأنه يتبع قيادة مدنية”.

وبحسب الشح، فإن هذه الخطوة تقتضي “منح فرصة للمبعوث الأممي، غسان سلامة، لطرح مبادرة سياسية بتشكيل حكومة، والإيحاء بأن خليفة حفتر يتبع لقيادة مدنية، وأن يبدأ على ضوء ذلك تفاوضاً جديداً مع حكومة الوفاق الوطني عن طريق هذه الحكومة”.

وأوضح أن “الغرض من هذه العملية هو إرجاع مسار سياسي جديد يمكنهم من تجنب مآسي العدوان على العاصمة، ويريدون إظهار واجهة سياسية جديدة لبدء عملية تفاوضية جديدة تمكنهم من الحصول على ما لم يستطيعوا الحصول عليه من الهجوم العسكري”.

ويقول مراقبون إ الإمارات قلقة على مصالحها في ليبيا، بعد أن تأكد لها خسارة حفتر لمعركة طرابلس وانكساره فيها أمام الثوار، خاصة أنها دفعت أموالاً طائلة لدعم حفتر، وقدمت له كل ما يلزم لوجستياً وعسكرياً، إلى جانب محور الشر الذي يضم السعودية ومصر بدعم فرنسي.

وبعد تيقن الإمارات بالفشل العسكري لم تجد الإمارات أمامها سوى اللجوء إلى الخطة البديلة المتمثلة بهذا التحرك السياسي عبر خطة تقتضي تشكيل ما يزعم أنها حكومة وحدة وطنية، يترأسها عارف النايض.

ولهذا السبب أُعطيت للنايض الفرصة  ليتجول في المناطق الشرقية، ويتواصل مع قبائلها لكي يحصل على القبول، مع دعم لا محدود من الإعلام الممول إماراتياً وسعودياً متمثلاً في فضائيتي العربية وسكاي نيوز.

والعارفين بالأمور في الداخل يدركون أن ورقة النايض محترقة؛ بسبب مواقفه التي تخدم الخارج ولا تنحاز لمصالح الليبيين”، خاصة أن النايض عندما كان سفيراً في الإمارات ساعد في القبض على الليبيين المساندين لثورة 17 فبراير.

وقد حاول النايض ل استغلال ورقة التصوف، مستغلاً شعبية التيارات الصوفية في ليبيا، لكن المجلس الأعلى للصوفية أصدر بياناً تبرأ فيه منه، بالإضافة إلى أن مسقط رأسه، مدينة أورفلة، أصدرت بياناً ضده؛ لذلك هو لا يملك أي قاعدة شعبية.

كما أن النايض استخدم لغة داعش في حديث له مؤخراً ضد أهالي طرابلس، قال فيه إننا سندخل إلى طرابلس وننشر الدين الحقيقي، وكأن الذين في طرابلس كفار، إذ أن استخدام خطاب داعش في التعامل مع الليبيين يؤكد أن حفتر ومن والاه لا يختلفون كثيراً عن من منهجية داعش ووحشيته.

وتحدثت العديد من التقارير الإعلامية تحدثت في الأيام الماضية عن خلافات بين القاهرة وأبوظبي؛ بسبب رغبة الأخيرة في الاستغناء عن خدمات حفتر، والاستعانة بعارف النايض في المرحلة المقبلة.

ومؤخرا أعلنت الإمارات تقليص قواتها من اليمن، فيما يقول مراقبون إنها تسعى للتركيز في هذه المرحلة على الملف الليبي، عبر لتحويل المعركة في البلاد إلى الشق السياسي، مستغلة الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص بهدف تسويق أجندتها عبر النايض.

من جهته فإن حفتر لا يشعر بالارتياح حيال مساعي الإمارات تصدير النايض لرئاسة حكومة مدنية؛ موقناً أن الإجراء ما هو إلا عملية استبدال، لكنه وافق على ذلك تحت الضغط الذي وصل حد تهديد أبوظبي له بوقف دعمها العسكري.