علمت إمارات ليكس أن النظام الإماراتي قدم دعما ماليا بقيمة 10 مليون دولار يتم دفعها على مدار العام المقبل لصالح مبادرة إسرائيلية أمريكية تستهدف توسيع دائرة التطبيع عربيا.
وتم تقديم التعهد الإماراتي بالتمويل على هامش توقيع معهد السلام لاتفاقيات إبراهيم (منظمة أمريكية)، ومبادرة “شراكة” (إسرائيلية)، في العاصمة الإماراتية أبوظبي، مذكرة تفاهم، بهدف تعزيز التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل.
وبموجب المذكرة، التي جرى توقيعها بحضور جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، سيجري تعزيز الروابط الاقتصادية والثقافية بين دول الاتفاقيات الإبراهيمية ومتابعة سبل البناء على هذه المعاهدة.
وزعم أحد مؤسسي مبادرة “شراكة”، الإماراتي ماجد السراح، إن “مذكرة التفاهم تهدف إلى المساعدة في نشر السلام وإن معهد السلام لاتفاقيات إبراهيم سيكون لاعبا رئيسيا لمواصلة الترويج لهذه الاتفاقيات التاريخية”.
من جانبه، اعتبر المدير التنفيذي لمعهد السلام، “روبرت جرينواي”، أن “لشراكة دورا مهما للغاية في تحويل هذه الرؤية إلى حقيقة”.
ويعد معهد السلام لاتفاقيات إبراهيم الذي أسسه كوشنر، منظمة أمريكية غير حزبية وغير ربحية لدعم تنفيذ وتوسيع اتفاقيات التطبيع الموقعة العام الماضي، بين إسرائيل و4 دول عربية هي الإمارات والبحرين والسودان والمغرب.
أما منظمة “شراكة”، فهي منظمة غير ربحية وغير حزبية أسسها شباب من إسرائيل والخليج لتحويل رؤية السلام بين الشعوب إلى حقيقة واقعة.
وفي تشرين أول/أكتوبر الماضي كشفت مصادر دبلوماسية أن دولة الإمارات تكفلت بتمويل مبادرة إسرائيلية تستهدف توسيع دائرة التطبيع العربي مع تل أبيب والترويج له شعبيا.
وقالت المصادر ل”إمارات ليكس”، إن أبوظبي تعهدت بميزانية مالية ضخمة سنويا لصالح المبادرة الإسرائيلية واحتضانها إعلامية عبر الأذرع الإعلامية الإماراتية.
وأوضحت المصادر أن الإمارات تنظر إلى توسيع دائرة التطبيع بأهمية قصوى من أجل جر المزيد من الدول العربية ووقف الانتقادات الشعبية الموجهة إلى أبوظبي على خلفية التطبيع.
وأطلق أعضاء في الكنيست الإسرائيلي مبادرة للدفع قدما باتفاقيات أبراهام التي أشهرت بموجبها الإمارات والبحرين والمغرب والسودان تطبيع علاقاتها مع إسرائيل.
وتم الإعلان بمشاركة ابنة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وصهره جاريد كوشنر والذي يحظى بعلاقات وثيقة مع ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد.
وسبق أن شغل كوشنر منصب كبير مستشاري الرئيس الأمريكي السابق وكان مهندس اتفاقيات التطبيع التي وقّعتها مع إسرائيل كل من الإمارات والبحرين والسودان والمغرب.
وخلال إطلاق مجموعة دعم اتفاقيات أبراهام في البرلمان الإسرائيلي، قال كوشنر إن الاتفاقيات أوجدت “نموذجا جديدا” في المنطقة يمكن أن “تختلف جدا نتائجه” بناء على ممارسات القادة الحاليين.
واتّهم معارضو نهج ترامب على هذا الصعيد الرئيس الأميركي السابق بأنه دفع قدما نحو المصالحة بين دول عربية وإسرائيل لجعل ذلك بديلا عن بذل جهود فعلية لدعم نيل الفلسطينيين حقوقهم.
وشكّلت الاتفاقيات خرقا لتوافق عربي بقي قائما لعقود كان مبنيا على التمسّك بعدم إقامة علاقات مع إسرائيل ما لم تُحلّ القضية الفلسطينية. واعتبر ترامب الاتفاقيات نجاحا كبيرا لسياسته الخارجية.
ووقّع الاتفاقيات رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتانياهو الذي لقي ترحيبا الإثنين، علما بأن الائتلاف الذي أطاحه في حزيران/يونيو أبدى دعمه الكامل لهذه الاتفاقيات.
وخلال إطلاق مجموعة الدعم قال وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد، المعارض الشرس لنتانياهو، إنه سيبذل جهودا من أجل “توسيع نطاق اتفاقيات أبراهام” خلال زيارته المقبلة إلى واشنطن.
وتحدّثت وسائل إعلام إسرائيلية عن إحباط لدى مسؤولين إسرائيليين لعدم تحلّي إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بالزخم اللازم لتوسيع نطاق الاتفاقيات التي تم الإعداد لها في عهد سلفه.