تكرر الأخبار ذات الصلة بتهريب المخدرات عبر شبكات منظمة في دولة الإمارات العربية المتحدة في ظل ارتفاع قياسي للمدنيين فيها واستخدامها كملاذ دولي لجرائم غسيل الأموال ذات الصلة بالجريمة المنظمة.
وفي أحدث التطورات أعلنت شرطة دبي عن سقوط عصابة مخدرات يقودها عامل نظافة في أكبر قضية مخدرات على مستوى الإمارات.
وكشف القائد العام لشرطة دبي اللواء عبد الله المري عن ضبط 365 كيلوغراما من الهيروين والحشيش بقيمة 278 مليون و50 ألف درهم (أكثر من 75 مليون دولار)، وفق وسائل إعلام إماراتية.
وأشار المري في المؤتمر الصحفي إلى أن العملية أسفرت عن ضبط 16 متهما، وأن الكمية المضبوطة من أكبر كميات المخدرات في الإمارات.
وأوضح أنه جرى إخفاء المخدرات في قطع غيار للسيارات، وأن المتهمين كانوا على حرفية عالية واستخدموا رموزا مشفرة فيما بينهم.
وتلقت شرطة دبي معلومات عن تشكيل عصابة دولية للاتجار وتهريب المخدرات في البلاد، وأن أحد أفرادها تمكّن من إدخال كمية من المواد المخدرة والمؤثرات العقلية بناء على تنسيق ومعلومات يتلقاها من الخارج.
وأشار المري إلى أن أفراد العصابة ينتمون لجنسية آسيوية واحدة (لم يذكرها)، ويمارسون أعمالهم خلف مسميات وظيفية باسم عمال نظافة وموظفي شركات خاصة وعمال صيانة.
وأوضح أن زعيم العصابة شخص متمرس في تهريب المخدرات ويقيم في الإمارات بصفته عامل نظافة، وجميع الأدلة بشأنه تؤكد أنه على تنسيق دائم مع أحد كبار تجار المخدرات في موطنه الأصلي.
وقبل أيام كشف المركز الوطني للتأهيل في الإمارات أن نسبة الإدمان على المخدرات والمؤثرات العقلية والكحول داخل البلاد بين الفئة العمرية 20 – 29 عاماً 52.8%، وتصدرت العاصمة أبوظبي باقي مناطق الدولة.
ونقلت صحيفة “الاتحاد” المحلية عن علي المرزوقي، مدير إدارة الصحة العامة والبحوث في المركز أن 60%من مرضى المركز من العزاب، و32% من المتزوجين، و7% من المطلقين، و46% من المرضى عاطلون عن العمل، و31% موظفون على رأس أعمالهم.
وأضاف المرزوقي أن نسبة الطلاب المدمنين بلغت 10%، في حين بلغت نسبة من لا يحملون شهادات دراسية 45%، و38% من حملة شهادة الثانوية العامة، و6% يحملون شهادات جامعية، وتصدرت العاصمة أبوظبي بنسبة 60% من المجموع الكلي للمدمنين، تلتها دبي بنسبة 13%، و13% من الشارقة، في حين بلغ عدد السيدات 153 مريضة.
وذكر أن نسبة الفئة العمرية من 20-29 عاماً من مجموع المدمنين بلغت 52.8%، وجاءت الفئة العمرية من 30 – 39 عاماً في المرتبة الثانية بنسبة 21.5%، وبعدها المراهقون والشباب في الفئة العمرية دون العشرين عاماً في المرتبة الثالثة، بنسبة 13%.
وقال المرزوقي: إن “المركز يحرص على إقامة الملتقيات الطلابية، ونظم بداية العام 4 ملتقيات ليقضي الطلبة فيها أوقات فراغهم وتعلم مهارات جديدة والقيام بأعمال إيجابية. وتركز الملتقيات الطلابية على تعليم الطالب فن التعامل مع جميع المواقف الحياتية”.
وأضاف أن “الملتقيات تسلط الضوء على عدة أمور؛ منها مهارات الحياة، وتعليم الطالب كيفية التعامل مع المشاكل وحلها بعقلانية وفكر واع، والعمل مع مجموعة، وكذلك تسليط الضوء على بعض المفاهيم المغلوطة حول موضوع عالم الإدمان”.
وكانت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في شرطة دبي قد أكدت، بحسب صحيفة “الإمارات اليوم”، ارتفاع نسبة المضبوطين بحيازة المخدرات، منها “زيت الماريغوانا”، الذي يستخدمه المدمنون عبر السجائر الإلكترونية، وذلك بنسبة تزيد على 95% خلال الربع الأول من العام الجاري مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وأضافت الإدارة العامة أن المواد المخدرة بدأت تنتشر بشكل لافت، وتستخدم من خلال السجائر الإلكترونية، حيث رصدت الشرطة المختصة بمكافحة المخدرات نزول أعمار مستخدمي هذه السجائر إلى أعمار متدنية، مشيرة إلى أن هذه السجائر تقود المراهقين إلى التعاطي.
وأكد المدير التنفيذي في مركز إرادة للعلاج والتأهيل، محمد فايق، أن عصابات ومروجي المخدرات يستهدفون بشكل أساسي الشباب حتى 20 عاماً؛ بهدف إسقاطهم في التعاطي بشكل مبكر ليظلوا زبائن مدى الحياة في إدمان المخدرات.
وتلقي وزارة التربية والتعليم اللوم على الأسرة في حماية أبنائها من تعاطي المخدرات، وتقول إنها تركز على طرق الوقاية بالتعاون مع وزارة الداخلية والشرطة وهيئة تنمية المجتمع.