موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

موقع بريطاني: خطاب الإمارات الاستبدادي يقوض التغيير في الدول العربية

370

أبرز مقال نشره موقع “ميدل إيست آي” البريطاني أن خطاب الاستقرار الإماراتي -الذي يتلخص في أن “الاستقرار الاستبدادي” هو الأفضل للمنطقة العربية- يفسر كل الثورات المضادة والقلاقل في المنطقة. ورغم الجهود الكبيرة للإمارات في ذلك الطريق، فقد انطلقت الثورات الشعبية مجددا، مما يدل على أنه لا يوجد أي مستبد عسكري محصّن ضد قوة الشعوب.

وأوضح كاتب المقال أندرياس كريغ أن المثالية الساذجة في الأيام الأولى من الربيع العربي أفسحت الطريق للتشاؤم على نطاق واسع، وانهارت بعض البلدان في حروب أهلية، بينما تحولت أخرى -مثل مصر- إلى دكتاتورية عسكرية بعد عام قصير من الحكم المدني في ظل جماعة الإخوان المسلمين.

وأشار الكاتب إلى أن انقلاب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي صيف 2013 كان نقطة التحوّل للربيع العربي، في الوقت الذي عاد فيه المروجون لفكرة “الاستقرار الاستبدادي” للزعم بصحة وقوة ما يتبنونه.

وأكد الكاتب أن مهندس فكرة “الاستقرار الاستبدادي” وممارسها عمليا هو ولي عهد دولة الإمارات محمد بن زايد، مضيفا أنه يعتقد أن انتصار الحكم المدني التعددي في المنطقة سيكون هزيمة لنموذج الحكم العسكري الذي تتبناه الإمارات.

ومضى كريغ يقول إن الفرضية التي انبنى عليها خطاب الإمارات هي أن التعددية السياسية الاجتماعية تقود إلى الفوضى في ظل الحكم المدني، وتمت زراعة هذا الخطاب في مخاوف المحافظين الراهنة في الغرب من تعزيز الإسلام السياسي “المعادي”، وإن الإمارات أصبحت تشارك المحافظين في الغرب أفكارهم وربما خططهم منذ 2014.

وأشار الكاتب أيضا إلى أن مصر أصبحت هي الدليل الذي تستخدمه الإمارات للبرهنة على صحة خطابها، إذ تقول إن مصر عادت للاستقرار ومكافحة “الإرهاب” بعد تسلم السيسي الحكم وممارسته، لكنها لا تشير إلى حقيقة أن أبو ظبي لعبت دورا إستراتيجيا في الإطاحة بالرئيس المدني السابق محمد مرسي.

وقال كريغ إن الإمارات تقوم منذ 2014 بالترويج لفكرة “الاستقرار الاستبدادي” لدعم صعود اللواء المتقاعد خليفة حفتر في ليبيا.

وفي الجزائر، حيث برزت فرصة الانتقال السلمي للحكم المدني، يرى البعض أن رئيس الأركان قايد صالح ربما يشكل عقبة محتملة في طريق هذا الانتقال.

وفي السودان -يقول كريغ- يبدو أن رئيس المجلس العسكري الانتقالي الفريق عبد الفتاح برهان هو رجل الإمارات القوي.

وحذر كريغ من تطبيع فكرة “الاستقرار الاستبدادي” في الغرب عن طريق سعي الإمارات لكسب عقول وقلوب الصحفيين والباحثين وصناع القرار، لتبني رؤية عالمية تبسيطية تصب في مصلحة مروجي الإسلاموفوبيا والمستشرقين.

وقال إن حرب الإمارات لتعزيز خطابها في المجال الإعلامي قد أثمر بالفعل في ليبيا، حيث تبنت فرنسا الخطاب الإماراتي، كما أن المحافظين الجدد في إدارة ترامب اتخذوا الموقف الفرنسي نفسه، ورحبوا بحفاوة بـ”رجل الإمارات القوي في مصر.. السيسي” خلال زيارته الأخيرة لواشنطن باعتباره ضامن الاستقرار في المنطقة.