موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

الإمارات تلتزم الصمت بعد فضح محاولتها شراء النفوذ في الولايات المتحدة

238

التزم النظام الإماراتي وإعلامه الرسمي الصمت التام بعد فضح وسائل إعلام أمريكية محاولته شراء النفوذ في الولايات المتحدة في وقت وصف نقاد المخطّط الإماراتي بأنه أوقح المحاولات لاكتساب نفوذ.

ولم يجرؤ النظام الإماراتي على إصدار أي تعقيب بشأن القضية التي من المتوقع أن تحمل تداعيات سلبية على علاقات واشنطن مع الإمارات فضلا عن منع مسئولي أبوظبي من زيارة الولايات المتحدة في هذه المرحلة.

وألقت نيويورك تايمز الضوء على قرار الاتهام الرسمي الصادر في قضية التدخل الأجنبي لدى حملة دونالد ترامب لانتخابات الرئاسة عام 2016، وقالت إنه يكشف عن تفاصيل جهود بذلتها دولة الإمارات لكسب النفوذ في واشنطن.

وقدمت الصحيفة في تقرير أعده الصحفيان ديفد كيركباتريك وكينيث فوغل، قراءة متمعنة في صحيفة الاتهام الذي وجهه الادعاء الأميركي لثمانية أشخاص، بينهم جورج نادر وأحمد الخواجة، بالتآمر وتحويل 3.5 ملايين دولار بشكل غير قانوني لدعم حملة ترامب للانتخابات الرئاسية.

وقال الادعاء إن نادر الذي عمل مستشارا لولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد ورجل الأعمال اللبناني أحمد الخواجة قاما بدور وساطة لمصلحة دولة أجنبية لدى أعضاء في حملة ترامب بصورة غير قانونية. لكنه لم يذكر اسم الدولة واكتفى بالإشارة إليها بالرمز A.

وقالت نيويورك تايمز إن القراءة الدقيقة لقرار الاتهام الذي يقع في 64 صفحة توضح أن الدولة هي الإمارات التي يمتلك فيها نادر شركة، ويقدم المشورة إلى ولي عهد أبو ظبي الأمير محمد بن زايد.

وتوقفت الصحيفة عند كلمة “بقلاوة” التي استخدمها المتهمون للإشارة إلى الأموال المحولة إلى حملة ترامب، وعند الحرفين “أتش.أتش” HH اختصارا لكلمة “سموه” -باللغة الإنجليزية- في إشارة إلى ولي عهد أبو ظبي، كما استخدم المتهمون “أختنا” أو “السيدة الكبيرة” للإشارة إلى هيلاري كلينتون منافسة ترامب في الانتخابات.

ووفقا لصحيفة الاتهام التي كشفت عنها وزارة العدل، فقد كتب نادر في رسالة نصية عبر الهاتف أواخر يونيو/حزيران 2016 “سوف أرسل لك ملاحظة بخصوص هذا الأمر حسب توجيهات أتش.أتش (سموه)”. وكان نادر يتحدث بهذه الرسالة عن “بقلاوة” بمليون دولار.

وبعد بضعة أشهر، كتب نادر في رسالة أخرى إلى الخواجة “سأغادر في الصباح الباكر للعودة والالتحاق بـ أتش.أتش (سموه)”. وأضاف “لقد أبلغته بشأن الحدث الرائع مع أختنا، وقد ابتهج وأراد أن يسمع التفاصيل مني مباشرة”.

وتتّهم لائحة الاتهام نادر بتحويل أكثر من 3.5 ملايين دولار في حملة تبرعات غير مشروعة عبر خواجة، للحصول على نفوذ وتأثير في واشنطن، مع كلينتون وحلفائها الديمقراطيين خلال عام 2016 في بادئ الأمر، ومن ثمّ مع دونالد ترامب بعد فوزه بالانتخابات، لكسب التأييد والدعم المالي المحتمل من حكومة أجنبية لم يُذكر اسمها.

وأشارت “نيويورك تايمز” إلى أنّ قراءة دقيقة للائحة الاتهام المؤلفة من 64 صفحة تظهر بشكل جليّ، أنّ الحكومة غير المسمّاة هي الإمارات العربية المتحدة، حيث يملك نادر شركة، ويقدّم نصائح لولي العهد.

ويقول النقاد، وفق الصحيفة الأميركية، إنّ المخطط المحدّد في لائحة الاتهام هو واحد من أوقح المحاولات في الذاكرة، من قبل قوة أجنبية، لاكتساب نفوذ خلال انتخابات معيّنة.

وعلى الرغم من أن جماعات الضغط، بالإضافة إلى عملاء أجانب، يساهمون في الحملات، إلا أنّه نادراً ما ارتبط رئيس دولة أجنبية شخصياً بادعاءات التهرب من قوانين تمويل الحملات.

وفي هذا السياق، يقول بن فريمان، مدير مبادرة شفافية التأثير الخارجي في مركز السياسة الدولية، غير الحزبي، إنّ الإمارات هي رمز لصناعة النفوذ الأجنبي ككلّ، ولكنّها جيّدة فيه بشكل استثنائي، وهذا مثال إلى أي مدى هم على استعداد للذهاب من أجل إنجاز المهمة: زعيم حليف مزعوم للولايات المتحدة انتهك بشكل مباشر قوانين تمويل الحملات الأميركية، لتحويل الأموال إلى سياسيّين. هذا جنون بالنسبة إلي”.

ووجهت وزارة العدل الأميركية اتهامات لثماني شخصيات بالتآمر لإخفاء “مصدر المساهمات المفرطة” للجماعات التي دعمت كلينتون، ومن ضمنهم نادر، الذي ورد اسمه أيضاً كشاهد في تقرير المحقق الخاص في التدخل الروسي بالانتخابات الأميركية روبرت مولر.

وأمضى نادر، الذي زار بشكل متكرر في الآونة الأخيرة ترامب في البيت الأبيض، عقوداً من العمل في الدبلوماسية الدولية، وكان سابقاً مستشاراً غير رسمي لمحمد بن زايد، وتمّ توصيفه في تقرير مولر باعتباره وسيطاً قويّاً لربط أشخاص مرتبطين بإدارة ترامب بمصالح في الشرق الأوسط وروسيا، بمن فيهم المستشار الخاص للرئيس الممسك بملف صفقة القرن جاريد كوشنر.

ويقبع نادر في السجن الفيدرالي حاليّاً بتهم تتصل بعمليات حيازة مواد إباحية للأطفال، وقد منح حصانة جزئية مقابل الشهادة في تحقيق مولر.

وذكرت “نيويورك تايمز” أنه على الرغم من أن خواجة قدم التبرعات باسمه واسم زوجته وشركاته، فإن الأموال جاءت بالفعل من نادر، الذي أبلغ مسؤولًا من إحدى الحكومات الأجنبية أنه يسعى لاكتساب النفوذ.