موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

فيديو: هرولة الإمارات للتطبيع مع إسرائيل تبرز تناقضا صارخا بمواقفها السابقة

209

تبرز هرولة النظام الحاكم في دولة الإمارات للتطبيع مع إسرائيل تناقضا صارخا في مواقفها السابقة وما كانت تتبناه من شعارات ضد التطبيع وذلك خدمة لمؤامرات أبوظبي وإن كان على حساب تصفية القضية الفلسطينية.

قبل أيام صرح وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش بأن “ولّى زمن قطع العلاقات مع إسرائيل لمجرد الاختلاف السياسي، وقد جرّبنا ذلك كعرب ولم ننجح”.

وسعى قرقاش خلال مشاركته في مؤتمر يهودي أميركي عبر الانترنت، إلى إبداء استعداد كامل لتكريس التطبيع والتعاون العلني مع إسرائيل التي حاول تصوير الخلاف معها على أنه مجرد “خلاف سياسي”.

 

ويتناقض ذلك مع إعلان قرقاش نفسه قبل نحو عام بأن “التزام الإمارات بالقضية الفلسطينية تاريخي والإمارات لم تسلك طريق التطبيع الذي سلكه غيرها، ومن يريد أن يكذب يجب أن يدرك هذه الحقائق لنصدقه”.

وأظهرت مواقف رموز النظام الحاكم في دولة الإمارات على مدار الأسابيع الأخيرة سعى واضح لتكريس تحالفا وليس تطبيعا فقط مع إسرائيل التي أشيد إعلامها بالتقارب الشديد مع أبو ظبي.

وتبادل المسئولون في النظام الإماراتي الأدوار في التعبير عن العلاقات مع إسرائيل، ولعل أصدقهم المغرد المثير للجدل حمد المزرعي الذي يجاهر بمعاداته للفلسطينيين، ويلهج بالدعاء للإسرائيليين بالنصر، ولا ينافسه غير المسئول الأمني ضاحي خلفان في الوقوف على يمين الليكود، في خطابٍ عنصري تافه.

يبرز كذلك قرقاش، الذي يتبنى المجاهرة بالدعوة إلى مد الجسور وفتح القنوات للتطبيع مع إسرائيل والترويج أنه بالإمكان التأثير على الرأي العام الإسرائيلي من خلال “الاشتباك المباشر معه”.

وفي مسار تصاعدي، من مقال السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة في “يديعوت أحرونوت”، وقبله وبعده التطبيع بالطيران وإقامة احتفالات الجالية اليهودية، وصولا إلى ما نشره موقع “تايم أوف إسرائيل” عن أن الإمارات تسعى إلى نقل تحالفها الاستراتيجي مع دولة الاحتلال لمواجهة الربيع العربي وتركيا وإيران، من السر إلى العلن، وصولا إلى رفع أعلام البلدين في سفاراتٍ رسمية، بدل القنوات السرية.

شرح قرقاش تقارب بلاده المستمر مع إسرائيل، قائلا إن أبوظبي تريد “فصل الخلافات حول القضية الفلسطينية من المنافع المتبادلة للتعاون في المجالات الأخرى”.

وفي حديثه أمام مؤتمر أميركي يهودي كبير عبر الإنترنت، أكد الوزير الإماراتي رأيه بأن المقاطعة العربية المستمرة منذ عقود لإسرائيل لم تسفر عن النتائج المرجوة، ودعا إلى “فتح خطوط اتصالات”، و”زيادة الاتصال بالقدس في مجالات مختلفة، مثل التكنولوجيا والصحة”. و”لا يمكنني أن أجد خلافا سياسيا مع إسرائيل، ولكن، في الوقت نفسه، أحاول أن أجسّر جوانب أخرى من العلاقة؟ أعتقد أنني أستطيع”. قال قرقاش في مقابلة مع المنتدى العالمي الافتراضي للجنة اليهودية الأميركية: “أعتقد أن هذا هو جوهرنا”.

يتذرّع قرقاش بأن مصر والأردن وتركيا لديها بالفعل علاقات رسمية مع إسرائيل، وقطر ودولاً أخرى في الخليج “قادت الطريق نحو إقامة علاقات أكثر طبيعية مع إسرائيل”.

بقدر ما يتجاهل الوزير الفروق بين بلاده البعيدة ودول الطوق، يتجاهل طبيعة العلاقة من تفاوض علني للوصول إلى حقوق مشروعة وفق القانون الدولي إلى تحالف يغيّب انتهاك إسرائيل للقانون الدولي.

يتجاهل قرقاش أن علاقات الأردن مع إسرائيل تمر في أسوأ حالاتها، ويتغاضى عن التهديد الوجودي الذي يشكله ضم الضفة الغربية للأردن والسلطة، ويتجاهل أن قطر أغلقت مكتب التمثيل التجاري الإسرائيلي في ظل حرب غزة الأولى قبل عقد، وبكل صفاقة يقول إن تلك الدول “قادت الطريق”.

المفارقة أن الفصل بين السياسة ومتطلبات الحياة ومواجهة كورونا لا ينطبق في سياسة الإمارات إلا على نتنياهو وعلى بشار الأسد وإيران، ولا ينطبق على قطر وليبيا وتركيا.

والمفارقة أن العلاقات الاقتصادية مع إيران لم تتضرّر، على الرغم من التحالف الاستراتيجي مع إسرائيل. ما هو أخطر من التحالف مع إسرائيل هو التحالف مع اليمين المتطرّف المعادي للعروبة والإسلام في أوروبا وأميركا، بذريعة مواجهة الإسلاميين.

يضع النظام الحاكم في الإمارات الدولة في خطر، عندما تعادي سياستها الرسمية مشاعر الإماراتيين أولا، ومشاعر المحيط العربي والإسلامي بتكريس التحالف مع إسرائيل.

وقد أكد الإماراتيون موقفهم الرافض للهرولة نحو التطبيع مع إسرائيل، داعين لدعم القضية الفلسطينية، ووقف استمرار السلطة في استجداء التطبيع مع الصهاينة.

ويخشى الإماراتيون من التعبير عن الرفض خشية اعتقالهم حيث تحظر السلطات أي انتقاد لسياستها الداخلية والخارجية، ويواجه المنتقدون والمدونون عواقب كبيرة لإبداء الرأي منها السجن والتعذيب والأحكام السياسية.

وأعاد الكاتب أحمد الشيبة النعيمي التذكير بمقولة الشيخ زايد “النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي”. وقال إن الشعب الإماراتي يفتخر بهذه الكلمات ورسمت “الشخصية الإماراتية التي لا يمكن أن تتخلى عن قضيتها وقضية الأمة قضية فلسطين”.

وطالب النعيمي “بوقف الهرولة التطبيع الإماراتي مع إسرائيل والانحياز للأمة في تحرير تراب فلسطين، والإفراج عن الصالحين الذين مُلأت بهم السجون.

ويرى الكاتب والحقوقي حمد الشامسي أن “المشكلة ليست في قيام السفير الإماراتي يوسف العتيبة بكتابة مقال في صحيفة “اسرائيلية” أو قيام مدير الاتصال في الخارجية الإماراتية “هند العتيبة” بكتابه تغريدة بالعبرية .. المشكلة أن أغلب الشعب الإماراتي الذي يرفض هذه الممارسات لا يستطيع أن يعبر عن هذا الرفض”.

وتابع الشامسي متحدثاً عن عدد من يريدون التطبيع مع إسرائيل عددهم لا يتجاوز 10%.

أما المدون ماجد البلوشي فقال: يوسف العتيبة بكل وقاحة يقولها ممكن للإمارات ان تكون بوابة اسرائيل للوطن العربي. يريدون قرابة من كتب الله عليهم اللعنة.

من جهته كتب عثمان المرزوقي يقول: إسرائيل دولة إرهابية فلا وألف لا للتطبيع.