كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن تشكيل هيئة أمنية مشتركة بين النظام الحاكم في دولة الإمارات وإسرائيل خشية عمليات انتقامية من إيران على خلفية اغتيال العالم النووي الإيراني “محسن فخري زاده”.
وقالت القناة 12 الإسرائيلية إن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية والإماراتية شكلا هيئة مشتركة لمواجهة خطر تعرض الإسرائيليين المتواجدين في الإمارات لعمليات انتقام إيرانية.
واوضحت القناة أن الهيئة المشكلة تقوم على طابع استخباراتي لكشف وإحباط محاولات الانتقام الإيرانية وأن تنسيقا بين البلدين يجري لضمان أمن الإسرائيليين الموجودين في الإمارات.
واعتبرت القناة أن خطر استهداف الإسرائيليين في الإمارات سيمثل ضربة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لأنه سيدل على مبالغته في تقدير عوائد التطبيع مع أبو ظبي.
وفي وقت سابق حذر مركز محاربة الإرهاب في إسرائيل، السياح الإسرائيليين المسافرين إلى الإمارات والبحرين من مخاطر جدية على أمنهم؛ خشية استهدافهم من إيران.
وكانت كشفت مصادر موثقة ل”إمارات ليكس” عن تعاون إماراتي إسرائيلي في عملية اغتيال العالم الإيراني البارز محسن فخري زاده في العاصمة طهران قبل ثلاثة أيام.
وقالت المصادر إن جواسيس يعملون لصالح جهاز أمن الدولة في أبوظبي هم من قاموا باغتيال العالم الإيراني كثمرة تعاون وتنسيق بين إسرائيل والإمارات للعمل ضد إيران.
وأضافت المصادر أن تعاونا استخباريا مكثفا جرى التنسيق له بين الإمارات وإسرائيل للترتيب لعملية اغتيال العالم الإيراني وتنفيذها كأولوية خدمة لمؤامرات الجانبين.
وأعلنت وزارة الدفاع الإيرانية اغتيال رئيس منظمة الأبحاث والإبداع في الوزارة العالم النووي الإيراني محسن فخري زادة، في منطقة أبسرد الواقعة في مدينة دماوند في محافظة طهران.
وذكرت الوزارة في بيان أن “عناصر إرهابية مسلحة قامت بعد ظهر اليوم الجمعة بالهجوم على سيارة محسن فخري زاده رئيس منظمة البحث والتطوير في وزارة الدفاع. وأثناء الاشتباك بين فريق حمايته والإرهابيين، أصيب السيد محسن فخري زاده بجروح خطرة ونقل إلى المستشفى. وللأسف لم ينجح الفريق الطبي في إنقاذه”.
وأكد المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية البرلمانية أبوالفضل عمويي في تغريدة، أن اغتيال العلماء النووين “لن يعيد برنامجنا النووي إلى الوراء”، مضيفًا أن “العلم النووي في إيران تم توطينه وسيتوسع ردا على الاغتيالات”.
ودان وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، بشدة، اغتيال رئيس منظمة البحوث والإبداع في وزارة الدفاع. ووصف الهجوم بـ”الجبان” وبأنه “إرهاب دولة”، قائلًا إنه يحمل مؤشرات واضحة على دور إسرائيلي، وأنه “يظهر كيف أن الجناة يحاولون إثارة الحروب بشكل يائس”، داعيًا المجتمع الدولي، وخصوصا الاتحاد الأوروبي، إلى إنهاء المعايير المزدوجة المخزية وإدانة هذا العمل”
من جهتها وكالة “تسنيم” الإيرانية ذكرت أن عملية الاغتيال وقعت في الساعة الثانية والنصف ظهرا، مشيرة إلى أن “سيارة من طراز “بيك أب” انفجرت أثناء عبور سيارة العالم الإيراني، ثم قام مسلح بإطلاق النار على السيد فخري زادة ومرافقيه”.
وأضافت الوكالة أن فخري زادة أصيب نتيجة تعرضه للرصاص وتفجير سيارة “بيك أب” وأصيب أحد مرافقيه بجروح بسبب إصابته بالرصاص.
وبحسب موقع “انتخاب” الإيراني، کان فخري زادة “عالما كبيرا رفيع المستوى”، ذكره رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالاسم سابقا خلال حديثه عن البرنامج النووي الإيراني.
وكان مجلس الأمن الدولي قد أدرج فخري زادة على قائمة العقوبات الأممية يوم 24 مارس/آذار 2007، باعتباره “كبير علماء” وزارة الدفاع الإيرانية ورئيس مركز بحوث الفيزياء (PHRC).
ونشرت مواقع إيرانية صورة لهذا العالم الإيراني خلال لقاء مع المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي. وكان قد تعرض علماء نوويون إيرانيون لاغتيالات خلال العقد الأخير، ولم تتبنّ أي جهة مسؤوليتها، لكن إيران وجهت أصابع الاتهام للاحتلال الإسرائيلي بالوقوف وراء هذه الاغتيالات، معلنة عن اعتقالها جواسيس شاركوا فيها ونفذت الإعدام بحق بعضهم.