موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

تكريس التطبيع وتجاهل حقوق الإنسان أولوية الإمارات بعد جولة بايدن

309

اعتبرت دراسة بحثية أن تكريس التطبيع مع إسرائيل وتجاهل المطالب بإصلاح ملف حقوق الإنسان يمثلان أولوية دولة الإمارات بعد جولة الرئيس الأمريكي جو بايدن الأخيرة للمنطقة.

وبحسب المركز الخليجي للتفكير أسفرت جولة بايدن التي شملت إسرائيل والسعودية، عن عدد من النتائج الإقليمية فالمنطقة مقبلة على تغييرات ربما ظاهرياً تبدو غير جديدة وإنما في جوهرها تغييرات جذرية ربما أهمها:

دمج إسرائيل في منظومة الأمن الإقليمي بجوار دول الخليج ومصر والأردن وهو باعث مؤثر في مستقبل المنطقة على الأقل في المدى القريب.

اعتماد تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل من باب التنسيق الأمني والتي سيعقبها بالطبع التطبيع الكامل وإن قد يتأخر قليلاً نظرً للمتغيرات الداخلية.

ولتجاوز المعارضة المحلية، قد تتجه السعودية للمشاركة سرا في البرنامج، على غرار الطريقة التي أجرت بها الإمارات والبحرين بهدوء تدريبات عسكرية إلى جانب القوات الإسرائيلية خلال المناورات التي تقودها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي قبل وقت قصير من تطبيع العلاقات مع إسرائيل في عام 2020.

إعادة السعودية لدورها المركزي في المنطقة وهو ما قد يزيد من حدة التنافس بينها وبين الإمارات.

إعادة اعتماد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ودمجه إقليمياً ودولياً وتهيئته لخلافة العرش.

تهميش القضية الفلسطينية المتواصل فبالرغم من إعلان إدارة بايدن أنها تسعى لحل القضية وتفعيل السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين إلا أنها في واقع الأمر تزيد من حدة تفاقم المشكلة من خلال تحقيق الأهداف الإسرائيلية في الانتشار والاندماج والهيمنة في المنطقة على حساب الفلسطينيين بالطبع، وقوى إقليمية أخرى.

الترتيبات الجديدة سيكون محورها إسرائيل التي ثبت أنها هي نفسها تحتاج إلى حماية أميركية، بخاصّة أن تكنولوجيات الاعتراض ما زالت بعيدة عن التوصّل إلى سلاح فعّال مضاد للطائرات المسيّرة والصواريخ.

في ظل تجاهل وتهميش القضية الفلسطينية لحساب الهيمنة الإسرائيلية من المتوقع أن يزيد تصاعد الأحداث المتوترة في الأراضي الفلسطينية.

فبالرغم من ادعاء أن اتفاقيات إبراهيم هدفها تهدئة الأوضاع ولصالح القضية الفلسطينية إلا أن الواقع أثبت غير ذلك تماما.

فخلال الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام، استشهد ما يقرب من 62 فلسطينيًا على يد إسرائيل، وفي المقابل قتل 18 إسرائيليًا. عدد القتلى الفلسطينيين خمسة أضعاف مقارنة بنفس الفترة من العام السابق، في حين أن الزيادة النسبية في الوفيات الإسرائيلية أكبر.

مزيد من التجاوزات الحقوقية والانتهاكات فبالرغم من حديث بايدن عن احترام حقوق الانسان إلا أن لقائه بمجموعة من أهم منتهكي حقوق الانسان سيدفعهم لمزيد من تلك الانتهاكات لاسيما الإمارات.

وربما اعتقال الإمارات للمواطن الأمريكي عاصم غفور والمحامي السابق للصحفي السعودي المقتول جمال خاشقجي قبل يوم من انعقاد القمة دليل واضح على ذلك.

والخلاصة أن جولة بايدن جاءت في سياق متغيرات جيوسياسية وإقليمية وتحديات عديدة وهو ما انعكس على نتائجها المحدودة فبالرغم من الزخم الإعلامي والسياسي والترتيبات المسبقة لتلك الزيارة إلا أن نتائجها كانت محدودة للغاية.

إذ فشل بايدن في تحقيق المنظومة الجوية بين دول المنطقة التي كان يسعى اليها لمواجهة إيران، وربما النتيجة الأبرز لهذه الزيارة وهي الإعلان عن اكمال الاتفاق بين إسرائيل والسعودية فيما يخص جزيرة تيران، وكذلك السماح للطيران الإسرائيلي بالمرور عبر الأجواء السعودية.

وبالرغم من أن هذه الترتيبات تم التوافق عليها مسبقاً إلا أن بايدن اعتبرها انتصاراً له ولجولته، وفي المقابل فشلت الزيارة في إبعاد الحلفاء التقليديين في المنطقة عن النفوذ الروسي والصيني والإيراني المتزايد، وكذلك تحقيق المنظومة الجوية التي تسعى لها إسرائيل برعاية أمريكية لمواجهة إيران.

وربما المستفيد الأكبر من هذه الزيارة هو محمد بن سلمان الذي بهذه الزيارة تجاوز مرحلة مقتل جمال خاشقجي وبدء مرحلة تهيئة له للوصول إلى سدة الحكم في المملكة.

كما أنها منحت السعودية زخماً إقليمياً مما سيزيد حدة المنافسة بينها وبين الإمارات التي يحاول بايدن تخفيف التوتر فيى العلاقات بينهما من خلال دعوة رئيسها الشيخ محمد بن زايد إلى واشنطن.

رحلة بايدن عززت الرمال المتحركة في الشرق الأوسط ولذا، فإن الرهان على عودة أميركا للقيام بدور شرطي المنطقة، بعد سحب معظم قواتها من المنطقة، هو وهم أما الاستناد إلى التحالف مع إسرائيل، فقد يأتي بمفعول عكسي، نظراً إلى ما يمثّله من استفزاز لشعوب الخليج، والدول العربية.

وأخيراً، فزيارة بايدن ربما كانت موجهة إلى الداخل الأمريكي بصورة أكبر من إحداث تغيير حقيقي في منطقة الشرق الأوسط فالمنطقة في ظل المتغيرات الحالية باتت أكثر صلابة بشكل نسبي في مواجهة بايدن وإداراته الضعيفة.