موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

الإمارات تواجه انحسارا حادا في أدوارها الإقليمية

139

يجمع مراقبون على أن الإمارات تواجه انحسارا حادا في أدوارها الإقليمية في ظل انكشاف مؤامرات نظامها الحاكم وتضاعف تدخلاتها العدوانية في عدد من بلدان المنطقة.

وقالت مصادر دبلوماسية إن الآونة الأخيرة تشهد ترتيب الدول الرئيسية في المنطقة أوراقها، تزامناً مع إعادة تشكيل خريطة التحالفات والمصالح، فيما يشكل الملف الليبي أحد أبرز العناوين في ظل تعدد الدول الفاعلة في هذا البلد.

وكشفت المصادر بحسب ما نشرت صحيفة “العربي الجديد”، عن رسائل للقاهرة عبر ضغوط وتحركات من جانب أبوظبي في الملف الليبي أخيراً، وجزء من السبب هو الرد على اتفاقات مصرية مع كل من قبرص واليونان تم استبعاد الإمارات منها.

وقالت المصادر إن الإمارات تسعى لتدارك الأمر بعدما أدت إعادة ترتيب الأوراق في المنطقة إلى تقليص أدوارها أخيراً، مشيرة إلى أن أبوظبي سعت للضغط على القاهرة من خلال محاولة تعطيل الاتفاقات الاقتصادية التي وقّعتها الحكومة المصرية مع حكومة الوحدة الوطنية الليبية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، الذي زار القاهرة الشهر الماضي.

وأوضحت المصادر أن القاهرة فوجئت بتسخين الساحة الليبية في ظل محاولات مصرية ودولية لتهدئة الأوضاع والسيطرة عليها للمضي نحو إجراء الاستحقاقات الانتخابية.

ولفتت إلى أنه قبل وصول الدبيبة، الشهر الماضي، إلى القاهرة وتوقيع اتفاقيات تجاوزت قيمتها الثلاثين مليار دولار، كانت مصر قد استدعت رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، وقائد مليشيات شرق ليبيا خليفة حفتر، للاتفاق حول ترتيبات المشهد الليبي وضمان عدم التصعيد.

وكشفت المصادر أن قرار البرلمان سحب الثقة من حكومة الدبيبة، والذي كان من بين حيثياته توقيع اتفاقيات اقتصادية ضخمة مع بعض الدول، كان مفاجئاً للقاهرة، قبل أن تكتشف أن هناك دوراً إماراتياً وراء تلك الخطوة، التي تبعتها خطوات أخرى من خلال دفع حفتر لتعطيل تفاهمات مع مصر بشأن التهدئة مع الدبيبة.

وقالت المصادر إن الأمر لم يقتصر فقط على عرقلة الجهود المصرية الخاصة بتقريب وجهات النظر بين الدبيبة وحفتر، والتي سعى النظام المصري الحاكم من ورائها لتقديم نفسه كلاعب رئيسي للإدارة الأميركية الجديدة في هذا الملف إلى جانب تركيا.

لكنه امتد إلى دفع أطراف فاعلين في شرق ليبيا تربطهم علاقات قوية بأبوظبي إلى تفجير المشهد برمته، لافتة إلى التحركات الأخيرة التي شهدها معسكر شرق ليبيا باتجاه التصعيد مع حكومة الوحدة الوطنية، ومحاولة عرقلة إجراء الاستحقاقات الانتخابية ووقف كافة التفاهمات والاتفاقيات التي أبرمتها حكومة الدبيبة.

وأضافت المصادر أن “أبوظبي وجدت في الملف الليبي ضالتها في محاولة إعادة تموضعها في المنطقة، من خلال المساومة به في ملفات أخرى”.

وتابعت أن “أبوظبي تدرك جيداً الحاجة المصرية للشروع سريعاً في تنفيذ الاتفاقيات الاقتصادية الموقّعة مع الحكومة الليبية لتحسين مؤشرات الاقتصاد المصري، خصوصاً في ظل توقف كافة المنح الخليجية التي كانت تقدّم للنظام المصري”.

وفي هذا السياق، تندرج المناورة التي نفذها اللواء 106 مجحفل الذي يقوده خالد، نجل خليفة حفتر”. وشهدت المناورة لأول مرة ظهور طائرات “ميغ 29” الليبية رسمياً، والتي نفذت أعمال قذف أرضي على مناطق تجمّع القوات المعادية، وتغطية تقدّم القوات برياً.

كما استُخدمت في المرحلة الثانية من المناورة أسلحة الميدان، مثل صواريخ “غراد” المحمولة على شاحنات، والمدافع المجرورة ومدافع الهاون، وذلك لتدمير نقاط تمركز قوات معادية.

وعلى جانب آخر من الخلافات غير المعلنة بين مصر والإمارات أخيراً، قالت المصادر إن “مصر سعت خلال الفترة السابقة للسيطرة على محاولات تهميشها، والتي وصلت إلى حد الإطاحة بها من اتفاقات على صعيد التحالف المصري القبرصي اليوناني الذي تأسس بمشاركة إماراتية فاعلة في بادئ الأمر، قبل أن تُفاجأ القاهرة بتنسيق وتوقيع اتفاقيات بين مكونات التحالف في غيابها، تارة مع إسرائيل وتارة أخرى مع الإمارات”، مضيفة أن “تحريك الورقة التركية في هذه الأجواء كان ضرورة متعددة الأهداف”.

وأوضحت المصادر أن “القاهرة سعت لتدارك الموقف سريعاً باتّباع سياسة إخماد النيران، وجرى قطع شوط كبير في التهدئة مع أنقرة، قبل أن تستخدم أبوظبي الورقة التركية نفسها لمناوأة القاهرة، بعد توقيع اتفاقيات ثلاثية بين مصر وقبرص واليونان، فاتجهت الإمارات بعدها لزيادة التعاون الاقتصادي مع تركيا”.

وتسارعت أخيراً وتيرة المباحثات التجارية والاقتصادية بين أنقرة وأبوظبي بعد قطيعة وسنوات من الاتهامات المتبادلة بين البلدين.

وجه آخر للمناوشات بين مصر والإمارات ظهر واضحاً في تحركات البلدين أخيراً في الملف السوري، وذلك في الوقت الذي تسعى فيه القاهرة لتوسيع دورها في هذا الملف لتحقيق عدة أهداف سياسية، أهمها امتلاك ورقة ضغط في المفاوضات الجارية مع أنقرة بشأن الملف الليبي، ومن جهة أخرى تعظيم وجودها في ملفات المنطقة ذات الأهمية للإدارة الأميركية.

ولفتت المصادر إلى أن الملف السوري يشهد حالة من التنافس والزخم في الوقت الراهن في ظل المتغيرات والتوجهات الدولية، وارتباطه بشكل وثيق بملف إيران، ففي حين تسعى القاهرة لاستغلال الإشارات الأميركية لتقديم نفسها كوسيط في هذا الملف من خلال علاقات قوية تربطها بالنظام السوري، فوجئت بتحركات إماراتية في الملف ذاته على الرغم من قطع الإمارات علاقتها الرسمية مع سورية منذ فبراير/ شباط 2012.

وتلقّى ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، مساء الأربعاء الماضي، اتصالاً هاتفياً من رئيس النظام السوري بشار الأسد بحثا خلاله “علاقات البلدين وسبل تعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات لما فيه مصالحهما المتبادلة”، بالإضافة إلى “تطورات الأوضاع في سورية ومنطقة الشرق الأوسط، ومجمل القضايا والملفات ذات الاهتمام المشترك”.

وفي 27 مارس/ آذار 2020، جرى أول اتصال بين بن زايد والأسد منذ اندلاع الثورة السورية في 2011، وحينها، بحثا “تداعيات تفشي فيروس كورونا”. ومطلع أكتوبر/ تشرين الأول الحالي جرت مباحثات بين مسؤولين سوريين وإماراتيين على هامش أعمال معرض إكسبو 2020 دبي.