موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

فيديو: خفايا الصفقات التجارية في الإمارات وصراع أقطاب العائلة الحاكمة

607

كشف تحقيق بريطاني جزء من خفايا الصراع بين أقطاب العائلة الحاكمة في إمارة أبوظبي على الصفقات التجارية.

ونقلت صحيفة “فايننشال تايمز” عن مدراء شركات أجنبية أن الخطوط الفاصلة بين العائلة الحاكمة والتجارة في أبو ظبي غير واضحة وغير موجودة.

وذكرت الصحيفة أن أقطاب العائلة الحاكمة يتصارعون فيما بينهم على جذب الشركات العالمية لإبرام صفقات تجارية من خلالهم.

وأشارت إلى ما يعتري مثل هذه الصفقات من فساد في ظل أنها تتسم بالصفة الشخصية وليس عبر مؤسسة واضحة.

وبحسب الصحيفة فإن أبناء ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد ومستشار الأمن القومي الوطني طحنون بن زايد يعتبرون أبرز أطراف هذا الصراع.

رابط الأمن والتجارة

واستعرضت الصحفة تفاصيل حول صعود طحنون بن زايد والرابطة بين الأمن والتجارة.

وقالت إن اتفاقية التطبيع التي عقدتها الإمارات مع إسرائيل شارك فيها رجلان مؤثران في البلدين وعادة ما يعملان في الظل.

فمن جهة كان هناك مدير الموساد، يوسي كوهين، وعلى الجانب الآخر كان طحنون بن زايد.

واعتبرت أن ذلك يقدم صورة عن آلية العمل الداخلي للعائلة المطلقة الحاكمة في أبو ظبي والتي تقوم فيها العائلة وزمرة من المساعدين الذين يوثق بهم بالسيطرة على الأمن والقطاعات الرئيسية للاقتصاد بشكل يطمس الحدود بين الدولة والشركات الخاصة.

وتقول كريستين فونتنروز، مسؤولة شؤون الخليج بمجلس الأمن القومي بإدارة دونالد ترامب، إن طحنون هو “الرجل الذي يراقب كل شيء وهو الموثوق به ولكن تحت الرادار”.

وأضافت “جزء من هذا هو الغموض، فهو هادئ وموجود في كل مكان، فهو في الولايات المتحدة وفي المرة التالية تراه في طهران لكنه لن يخبرك”.

وهو أخ شقيق لمحمد بن زايد، حيث يدير طحنون ملفا واسعا يتجاوز الأمن القومي إلى القطاع التجاري الغامض في أبوظبي.

ويقول مسؤولون غربيون سابقون إن طحنون (51 عاما) يدير على مستوى السياسة الخارجية أهم ملفات الدولة الحساسة والمتحدية.

ملف علاقة الإمارات مع إيران واليمن وكذا التعاون الأمني مع الولايات المتحدة وروسيا وهو جزء من جهود مكافحة فيروس كورونا في البلد.

مصالح ممتدة

أما مصالحه فتمتد إلى قطاع واسع من المؤسسات التجارية الكبرى.

فهو مدير شركة إي دي كيو القابضة التي أنشئت العام الماضي والتي أصبحت من أهم الشركات المستثمرة.

ويترأس أيضا بنك أبو ظبي الأول، أكبر مقرض في الإمارات والذي تملك فيه الحكومة والعائلة الحاكمة أسهما كبيرة.

وكذا مجموعة رويال جروب والشركة الدولية القابضة وهي مجموعة أخرى تعمل في قطاع الصيد والصحة.

وفي كانون الثاني/يناير جرى تسميته كرئيس مجلس إدارة جروب 42، وهي كيان في أبو ظبي أنشئ عام 2018 ويصف نفسه بشركة الذكاء الاصطناعي وشركة الحوسبة السحابية.

ونشأت من دور طحنون الأمني وكان راعيها منذ نشوئها.

وتقول الصحيفة إن تطورات كهذه ليست مختلفة عن إسرائيل حيث يقوم العاملون السابقون في الجيش بإنشاء شركات تكنولوجيا تعمل مع وزارة الدفاع.

وكدليل عن تداخل المصالح الاستراتيجية والوطنية بمصالح العائلة المالكة والدولة فقد كانت جي42 أول شركة تفتح لها مكتبا في إسرائيل.

وتعاونت مع شركة بي جي أي الصينية لفتح مختبر في أبو ظبي للقيام بتجارب على اللقاح.

وأشارت الصحيفة إلى أن الوباء يوجه تركيز أبو ظبي على الصحة والتكنولوجيا والأمن الغذائي.

وقامت شركات مرتبطة بطحنون بتوقيع عدة عقود في مجال المصالح الوطنية.

وحصلت شركة إي دي كيو على نسبة 45% من شركة لوي دريفوس لتوفير البضائع الزراعية.

وهذه العقود جزء من توجه جعله أكثر أعضاء العائلة الحاكمة نشاطا حيث تتداخل مصالحه التجارية مع مصالح الدولة.

خطوط غامضة

والخطوط الغامضة بين الدولة ومصالح العائلة الحاكمة تعد سمة في الإمارات بحسب الصحيفة.

لكن تداعيات حضور العائلة الحاكمة في التجارة يضيق من المساحة المتاحة للقطاع الخاص في اقتصاد تسيطر عليه الدولة.

وقال مدير تنفيذي أجنبي “لو كان لديك رجل يلعب القمار ولديه ورقتان فمن الأفضل ألا تلعب أمامه”.

وتابع “لا يمكنك التنافس مع العائلة المالكة عندما تكون كل الأعمال الكبيرة ملكا للدولة”.

ويقول ستيفن هيرتوغ، الخبير بشؤون الخليج بمدرسة لندن للاقتصاد، إن القيادة أصبحت الآن متركزة بسيطرة أكثر وسلطة أقل توازن بين الأبناء والأعمام وأبناء الأعمام.

ويضيف “هذا استراتيجي ويهدف أكثر للحصول على سيطرة سياسية وليس الريع وتحت سيطرة محمد بن زايد في الإمارات”.

وكان تزامن صعود طحنون مع سياسة التدخل الخارجي التي تبناها محمد بن زايد وتضييق مساحة التعبير في الداخل.

ووصف دبلوماسي أمريكي سابق طحنون بأنه رجل الظل.

وهو إلى جانب شقيقه المؤثر ولي العهد ضمن ستة من أبناء الشيخ زايد الذين يعرفون بـ “أبناء فاطمة الستة”.

ومنهم منصور مالك نادي مانشستر سيتي وعبد الله وزير الخارجية.

ويقول مستشار مخضرم في المنطقة إن التداخل بين ما هو اقتصادي وأمني في أدوار طحنون جعله ثاني أهم شخصية بعد محمد بن زايد.

وذكر أنه وصل إلى ذروة تأثيره بظهور أبناء الشيخ محمد بن زايد، خاصة خالد بن محمد الذي بات يتولى مناصب أمنية واقتصادية.