موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

أوباما يشبه التحالف السعودي الإماراتي بنظامي كوريا الشمالية وسوريا

144

شبه الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في خطاب حديث له التحالف السعودي الإماراتي في الحرب العدوانية على اليمن المتمرة منذ أكثر من ثلاثة أعوام بنظامي كوريا الشمالية وسوريا على خلفية ما يرتكبه من انتهاكات بحق المدنيين.

وأبرز أوباما في خطاب وجهه يوم السابع من الشهر الجاري في حفل بجامعة إلينوي، أخطاء ترامب خلال الفترة الماضية خصوصا انسحاب واشنطن في الأول من يونيو/حزيران الماضي من اتفاقية المناخ التي وصفها ترامب بأنها “خدعة”، وهو ما أثار سخطا عالميا لتداعيات القرار الخطيرة على البيئة.

وقال أوباما متحدثا للحاضرين “ليست كوريا الشمالية ولا سوريا ولا المملكة العربية السعودية، أو روسيا من انسحب من اتفاقية المناخ؛ بل نحن، البلد الوحيد (رغم أن) هناك بلدانا كثيرة في العالم”.

وتجتمع البلدان التي ذكرها أوباما في أن أغلبها نظم استبدادية، تغيب فيها حرية الصحافة وينتشر فيها الفساد وتتصدر تقارير المنظمات الحقوقية بالنظر إلى سجلها السيئ في مجال حقوق الإنسان وقمع المعارضين.

ومن أبزر الأمثلة على ذلك، اعتقال السعودية مئات العلماء والنشطاء والحقوقيين، الذين بدأت محاكمة بعضهم في ظل غياب أبسط شروط المحاكمة العادلة، بل إن النيابة العامة طالبت بتنفيذ حكم الإعدام بحق بعض المعتقلين وعلى رأسهم الداعية سلمان العودة.

ولا يختلف المشهد كثيرا في النظام الشيوعي بكوريا الشمالية، حيث لا يكاد صوت معارض يزعج الزعيم كيم جونغ أون، بينما تمتلئ سجون النظام السوري بالمعتقلين من مختلف الأطياف.

كما يجمع بين الدول المذكورة انغماسها في حروب داخلية وخارجية، فبينما تفرض السعودية حصارا خانقا على اليمنيين وتقود مع الإمارات تحالفا عسكريا أودى بحياة الآلاف، يشن النظام السوري حربا طاحنة على شعبه استعان فيها بالمليشيات الشيعية والترسانة العسكرية الروسية، فيما تهدد كوريا الشمالية جارتها الجنوبية باستمرار.

ورغم أن أوباما لم يذكر ترامب في خطابه المطول إلا مرتين فقط، فإنه في الواقع أشار إليه وإلى سياساته الداخلية والخارجية وما تسببتا به من فوضى مرات ومرات.

وبدا لافتا للمراقبين أن ذكر الرئيس الأميركي السابق تلك البلدان بالاسم واختيارها دون غيرها من دول العالم، حمل دلالات عدة.

فالمتحدث اللبق كان يعي جيدا أن جمهوره الحاضر يصغي إليه باهتمام بارز في أول خروج سياسي له بعد صمت طويل، وكان يعي أيضا أن خطابه وما يرد فيه من مضامين ورسائل ستحظى بتغطية وسائل الإعلام المحلية والعالمية، في ظل حالة التخبط وعدم الاستقرار المتتالية التي يعيشها البيت الأبيض وساكنوه.

فبعد أن تسلمها من سلفه، استهل ترامب ولايته الرئاسية بالظفر من السعودية بأكثر من 460 مليار دولار، في صفقة اقتصادية خيالية لواشنطن أتبعتها الرياض بخسارة سياسية وهي تقود مغامرة غير محسوبة العواقب، حينما أعلنت بمعية الإمارات والبحرين عن حصار قطر التي تستضيف أكبر قاعدة عسكرية جوية أميركية في المنطقة.

وكادت هذه الأزمة الخليجية أن تهدد استقرار المنطقة، ووضعت مجلس التعاون الخليجي ومستقبله كله على المحك.

ولم يجرؤ محاصرو قطر خلال فترة ولايتي الرئيس السابق باراك أوباما على القيام بمثل هذه المغامرات غير المحسوبة العواقب.

أما كوريا الشمالية فقد هرول إليها ترامب ساعيا إلى وقف برنامجها النووي، وأثمرت هرولته قمة بسنغافورة في يونيو/حزيران الماضي، بدأت بمصافحة تاريخية هي الأولى من نوعها بين رئيس أميركي وزعيم كوري شمالي.

وبالنسبة لسوريا، فيبدو موقف ترامب غامضا وإن كان قد حذر رئيسها بشار الأسد من استعمال السلاح الكيميائي في المعركة القادمة بإدلب التي يسعى لانتزاعها من أيدي المعارضة المطالبة برحيل “الدكتاتور”.

وأعاد ربط أوباما بين السعودية وسوريا وكوريا الشمالية إلى الأذهان حديث الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن عن محور الشر، الذي جمع فيه بين العراق وكوريا الشمالية وإيران.

وخطاب أوباما الذي اكتسى صبغة حماسية كان بمناسبة تسلمه جائزة “دوغلاس للأخلاق في الحكومة”، لكن الرجل استغل اللحظة لتذكير الأميركيين بأهمية النزاهة والاحترام وسيادة القانون.