موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

الإمارات والسعودية تشاركان في حرب واشنطن ضد أونروا

163

قلصت الإمارات والإمارات دعمها المالي لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” في مشاركة معلنة في حرب الولايات المتحدة الأمريكية على الوكالة وملف اللاجئين الفلسطينيين.

وقلصت السعودية التي تعد كانت المانح العربي الأكبر لأونروا، ما تدفعه للوكالة بشكل ملحوظ، كما فعلت ذلك الإمارات أيضًا في تواطؤ مع حرب واشنطن على الوكالة الدولية.

وتؤكد البيانات الصادرة عن أونروا أن السعودية والإمارات قلصتا دعمهما للوكالة في العامين الأخيرين، بحيث قلصت الأولى دعمها إلى الثلث في العام 2017، الذي منحت فيه الوكالة 53 مليون دولار، مقارنة بما منحته للوكالة عام 2016، وقد بلغ 149 مليون دولار.

وقال مسئولون فلسطينيون وفي أونروا إن التمويل المالي الذي تقدمه السعودية والإمارات للأونروا شهد خلال الشهور الأخيرة تراجعًا من حيث المبلغ المقدم، وكذلك التأخير في توصيله لخزينة الوكالة تمهيدا على ما يبدو لتجميد تمويلها بشكل تدريجي، حتى يتوقف بشكل كامل خلال الشهور القليلة المقبلة.

وتمثل السعودية ثالث أكبر حصة في دعم “الأونروا” بعد أمريكا والاتحاد الأوروبي بـ148 مليون دولار أمريكي، وفي حال نفذت تهديدها مع الإمارات فسيكون له نتائج كارثية وكبيرة على اللاجئين الفلسطينيين، خاصة إذا مارست الإدارة الأمريكية ضغوطها وابتزازاتها السياسية والمالية على باقي الدول التي تدعم الأونروا، ومنها الدول العربية.

وأعلنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل أيام وقف تمويل أونروا” بشكل تام وما سبقه من تصريحات حول إعادة تعريف صفة اللاجئ في مسعى لتصفية حق العودة، ليشكل حلقة جديدة من المساعي الأمريكي لفرض ما يسمى “صفقة القرن” لكن بشكل تدريجي بعد قرار الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي.

ويأتي استهدف “الأونروا” لما تمثله من شاهد دولي على معاناة ملايين اللاجئين الفلسطينيين والجرائم الإسرائيلية بحقهم على مدى 64 عاماً، والجهة الدولية التي توثق قضيتهم من خلال أكثر من خمسة ملايين ونصف المليون لاجئ فلسطسني مسجل لدى الأونروا في دول الطوق الخمس، إضافة إلى ما تقدمه من خدمات الصحة والتعليم والتشغيل والإغاثة للاجئين في المخيمات الفلسطينية، والتي تراجع مستواها في ظل تقليص الوكالة لخدماتها بعد خفض الدعم الموجه لها من بعض الدول بما فيها دول خليجية وعلى رأسها السعودية التي تراجع دعمها للوكالة من 149 مليون دولار عام 2016، إلى 53 مليون دولار العام الحالي.

وبعد أن كانت قضية اللاجئين الفلسطينيين الذين شُردوا من ديارهم قهرًا وبقوة سلاح المحتل الإسرائيلي، تمثل حالة ألم ومعاناة للكثير من الدول العربية والغربية وبحثهم الدائم عن حلول عادلة لإنهائها، أصبحت القضية اليوم ورقة مساومة تهدد مصير ملايين الفلسطينيين حول العالم وتضعهم على حافة الخطر.

ويؤكد مراقبون أن وقف واشنطن تمويل أونروا يندرج ضمن فرض صفقة القرن الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية وهي صفقة لا تغيب عنها الإمارات والسعودية في ظل توجهاتهما السلبية إزاء القضية الفلسطينية تماشيًا مع التوجهات والضغوط الأمريكية.

ورغم التصريحات الإماراتية على لسان وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش الذي عبر عن أسفه للقرار الأمريكي بوقف تمويل الأونروا ، معتبراً أنه يعقد ملف اللاجئين الشائك ببعديه الإنساني والسياسي، إلا أن قيمة الدعم المقدم للوكالة والبالغة 53 مليون دولار لا تعكس حجم الدعم المطلوب من الدول العربية لملف اللاجئين الفلسطينيين وهي الدول التي لا تتوانى عن تقديم الأموال الطائلة لدعم دول أجنبية لمواجهة كارثة طبيعية أو لمجرد محاولات شراء النفوذ وآخرها التبرع بمبلغ 100 مليون دولا للهند لمواجهة فيضانات كيرلا فيما تعتبر قضية اللاجئين الفلسطينيين أكثر إلحاحاً وخطورة، مما يستوجب دعماً حقيقيا لهم.