موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

إدانة واسعة ل”وصمة عار” تطبيع الإمارات وإسرائيل

212

دانت الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لـ”إسرائيل” (PACBI) سماح حكومة الإمارات العربية المتحدة باستضافة الفريق الإسرائيلي ضمن الدوري الدولي للجودو والمقرر عقده في مدينة أبو ظبي.

وناشدت الحملة في بيان صحفي الشعب الإماراتي بالضغط الشعبي والسلمي لوقف التطبيع الخطير بين الحكومة الإماراتية والنظام الإسرائيلي الاستعماري والعنصري في كلّ المجالات بالذات الرياضية والأمنية.

وصدر بيان الحملة أثر قرار الإمارات السماح للاعبين الإسرائيليين بالمشاركة في بطولة «غراند سلام» للجودو في أبوظبي تحت علمهم الوطني، بعد تهديد الاتحاد الدولي للجودو بإلغاء المسابقة، بحسب وكالة Bloomberg الأميركية.

واعتبرت الحملة أن كل أشكال الضغط التي مارسها الاتحاد الدولي للجودو ممثلاً برئيسه موريس فايزر، يجب أن لا تؤثر على موقف الإمارات الشقيقة من مقاطعة إسرائيل، بالذات في هذه المرحلة التي يرتكب فيها النظام الإسرائيلي جرائم ضد الإنسانية بحق الشعب الفلسطيني في كل مكان وبشكل مستمر، خاصةً في قطاع غزة المحاصر والتطهير العرقي بالذات في القدس والنقب.

وتساءلت “هل يعقل أن يرفع علم إسرائيل ويصدح نشيدها الذي يحتفي باستعادة “أرض صهيون” في سماء الإمارات العربية المتحدة في الوقت الذي يقوم الاحتلال فيه بقتل نساءنا وأطفالنا وشبابنا ويدمر منازلنا وحقولنا ويعمل جاهداً لـ”تهويد” القدس وطرد شعبنا منها؟”.

وطالبت الحملة دولة الامارات العربية بالتراجع عن هذا القرار، والذي يساهم في إدماج هذا النظام وزيادة قبوله عالمياً، في الوقت الذي تتزايد فيه عزلة نظام الاستيطان الاستعماري الاسرائيلي وحدة رفض ممارساته، حول العالم وعلى الأخص في أوروبا.

وكان قال الاتحاد الدولي للجودو في بيان نشره على موقعه الإلكتروني إنه “سيسمح هذا القرار التاريخي لجميع الدول بإظهار شاراتها وأناشيدها الوطنية بما في ذلك إسرائيل”.

واستدل الاتحاد بخطاب تلقَّاه من اتحاد الجودو في الإمارات العربية المتحدة واعداً الرياضيين الإسرائيليين بالتمتع بنفس حقوق نظرائهم.

وكان الاتحاد الدولي للجودو قد أعلن في يوليو/تموز الماضي أنه سيؤجل اثنتين من مسابقاته: «أبوظبي غراند سلام» و»تونس غراند بركس» بعد أن تقاعست هاتان الدولتان عن تقديم ضمانات بشأن «مشاركة حرة ومتساوية لجميع الدول في هاتين المسابقتين».

ومن المُقرَّر تنظيم مسابقة أبوظبي في الفترة من 27 إلى 29 أكتوبر/تشرين الأول المقبل. في العام الماضي، مُنِعَت الشارات الإسرائيلية خلال مسابقة أبوظبي، ولم يظهر العلم أثناء مراسم تسليم الميداليات ولم يُعزَف النشيد الوطني للاعب الإسرائيلي الحاصل على الميدالية الذهبية، حسبما ذكرت صحيفة Times of Israel الإسرائيلية. ورغم أن إسرائيل ودول الخليج العربي لا تربطها علاقاتٌ رسمية، يُقال إن علاقاتٍ سرية تُقام بينها.

وأكدت وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية ميري ريغيف أن منتخب إسرائيل للجودو سيتوجه إلى أبو ظبي قريبا للمشاركة في مباريات دولية، وسط مؤشرات على التطبيع من بوابة الرياضة والتعاون الأمني.

وتفاخرت ريغيف بأن المنتخب الإسرائيلي سيلعب في أبو ظبي وسيفوز، وأن علم إسرائيل سيرفع ويعزف النشيد الوطني.

وحسب الوزيرة، فإن السلطات الإماراتية أعطت موافقتها الرسمية على مشاركة المنتخب الإسرائيلي في المباريات الدولية على أراضيها.

ومن ضمن مؤشرات التطبيع -رغم عدم وجود علاقات رسمية بين الجانبين، غرد مراسل هيئة البث الإسرائيلي شمعون آران في مايو/أيار الماضي بنشر صورة لممثلة مؤسسة رياضية إماراتية برفقة ممثلة عن مؤسسة رياضية إسرائيلية بمناسبة مشاركتهما في مؤتمر رياضي دولي في غابورون عاصمة بوتسوانا.

وقبل ذلك بأيام، التقى الفريق النسائي الإماراتي نظيره الإسرائيلي في بطولة أوروبا المفتوحة للكرة الطائرة في مباراة جمعت بينهما في جبل طارق، وذلك بعد أيام من استضافة تل أبيب دراجين من الإمارات والبحرين في “سباق القدس”.

كما كشفت تقارير إعلامية أميركية الأيام الأخيرة عن تعاون أمني بين الجانبين، حيث استعان قادة الإمارات بشركة “أن أس أو” الإسرائيلية للتجسس على زعماء عرب وخليجيين.

وتجري خطوات التطبيع غير الرسمية، في وقت يرفض فنانون كبار غربيون المشاركة بفعاليات إسرائيلية احتجاجا على سياسة الاحتلال بالأراضي الفلسطينية، وكان آخرهم المغنية الأميركية لانا ديل راي.

وكانت صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية كتبت متسائلة لماذا تخشى أبوظبي من علاقة علنية مع إسرائيل، مشيرة إلى أنَّ الجميع يلاحظ التواجد الإسرائيلي في أبو ظبي ويدخل الإسرائيليون ويخرجون دون عراقيل من السلطات بل وحتى ينجح الإماراتيون بإدخال ضيوف هامين من تل أبيب.

كما تتواصل عمليات التطبيع خاصة الاقتصادي والرياضي والامني بين الكيان الصهيوني والإمارات، حيث أشارت تقارير صحفية إلى استعانة أبو ظبي بشركات أمن إسرائيلية لتنفيذ مشروع ” عين الصقر” الذي يضم أنظمة مراقبة شاملة لمختلف المرافق المدنية والحيوية في الإماراة والتجسس على تحركات المواطنين ، ومشاركة  “اسرائيل” في مؤتمر الطاقة الذي أقيم في ابوظبي.

وسبق أن طالبت حركة المقاطعة لإسرائيل (BDS) في بيان لها عدة دول عربية منها الإمارات والأردن  ومصر والسعودية والبحرين والمغرب والتي تقيم علاقات سرية وعلنية مع دولة الاحتلال بقطع كافة العاقات “التطبيعية المشينة” مع إسرائيل.

وأشارت الحركة إلى أنّه في ضوء تبنّي الكنيست لقانون “الدولة القومية اليهودية” العنصري، والذي يشرعن دستوريًا نظام الفصل العنصريّ (الأبارتهايد) الإسرائيليّ القائم منذ عام 1948،  تأتي الدعوة لجميع الأحزاب الفلسطينية في الداخل لتبنّي حركة مقاطعة إسرائيل (BDS) كجزء من الرد الفعاّل والمناسب، الذي يتجاوز الشعارات، على تسارع توجه النظام الإسرائيلي نحو اليمين الفاشي.