موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

إسرائيل اغتالت قياديا فلسطينيا في دبي بمتابعة من باريس

274

باريس ليست مدينة الجن والملائكة فقط، بل هي أيضا عش تأوي إليه مصالح الاستخبارات العالمية للتخطيط وإدارة عملياتها السرية، ولا سيما الموساد الذي أدار منها عملية اغتيال محمود المبحوح.

ولتسليط الضوء على نشاط الاستعلامات الكبير في العاصمة الفرنسية، نشرت صحيفة “لوموند” تحقيقا يرصد جانبا من عمليات أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية وغيرها، ضمن سلسلة تتحدث عن الدول التي تعد مسرحا نشطا للاستخبارات العالمية.

وكشفت الصحيفة أن عملية اغتيال المبحوح في دولة الإمارات تم التخطيط لها ومتابعتها وإدارتها في باريس، حيث تحولت غرفة في فندق باريسي إلى مركز عمليات يرصد ويتابع ويوجه عملية الاغتيال من الألف إلى الياء.

وكشفت التحقيقات أن عملاء الموساد الذين نفذوا العملية كانوا يتواصلون مع مركز اتصالات في النمسا، غير أن صحيفة “لوموند” سبق أن كشفت أن أغلب الاتصالات تمّت نحو باريس، وتحديدا إلى غرفة بفندق يقع بحي جسر بيرسي.

غير أن فرنسا وخلافا للدول الأخرى التي زورت جوازاتها واستغلها عملاء الموساد للقيام بمهمتهم في دبي، لم تعلق على القضية علنا ولم تصدر أي إدانة.

وأوفدت السلطات الفرنسية على وجه السرعة مسؤولين في مصالح الاستخبارات لمقابلة رئيس جهاز الموساد مائير داغان، وقدموا له شكوى مباشرة.

وتعد العاصمة الفرنسية مرتعا خصبا لمختلف أجهزة الاستخبارات العالمية، حيث تعقد المؤتمرات الدولية ويمر على المدينة شخصيات عربية وأفريقية مهمة. وذكرت “لوموند” أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “سي آي إي” لديها نحو خمسين جاسوسا معلنا في المدينة، ونحو 100 يعملون متخفين.

وحسب مصادر بوزارة الداخلية الفرنسية، فإن جاذبية باريس ترجع أساسا إلى أن العملاء الأجانب يؤدون مهامهم بكل أريحية ودون كبير قلق من تعرضهم للمتابعة بسبب أن أغلب إمكانيات مصالح الاستعلامات الفرنسية نُذرت لرصد الخطر الإرهابي، فيما لم تعد مكافحة التجسس تحظى بصدارة الاهتمامات.

ويقول أحد المسؤولين السابقين لمصالح الاستعلامات الفرنسية لصحيفة “لوموند” إن ذلك يعود إلى خيار سياسي، حيث يتم الاختيار بين تغليب الجانب الأمني أو جانب السيادة”.

وفي 2014، لم تكن المصلحة المكلفة بمتابعة نشاط الجواسيس الأميركيين في الأراضي الفرنسية تضم إلا نحو أربعة أشخاص فقط، يتركز نشاطهم على التنصت على هاتف مسؤول الـ”سي آي إي” في باريس.

غير أن جهاز الموساد لا يعمل في باريس بمفرده دوما، وقد سبق أن اشترك مع أجهزة الاستعلامات الفرنسية في 2010 بعملية “راتافيا” التي تقضي بمواجهة انتشار الأسلحة الكيميائية، وتم الإيقاع حينها بمسؤول سوري في نظام بشار الأسد.

لكن مقابل ذلك، جرت محاولات اختراق من الموساد للمخابرات الفرنسية عن طريق العملية “راتافيا” نفسها، وذلك بربط علاقات مع عملاء فرنسيين بدت لأجهزة الاستعلامات “غير بريئة”.

كما حاول الموساد بيع أجهزة تنصت لمصالح الاستعلامات الفرنسية ومصالح الدرك وقوات التدخل السريع، وهو ما كان سيمكنهم من الولوج مباشرة للتحقيقات التي تقوم بها فرنسا.