موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

تحقيق: الإمارات في خدمة إيران رغم العداء المعلن إعلاميا

77

لا مبالغة في العنوان، إذ تبدو سياسات النظام الحاكم في دولة الإمارات في حدمة إيران وهو أمر واقع على الرغم من العداء المعلن إعلاميا من أبو ظبي تجاه طهران.

قبل أيام سخر الكاتب السعودي المعروف سليمان العقيلي من سياسات الإمارات تجاه إيران من دون أن يسميهما في إثارة لواقع التناقض الحاد في نهج أبو ظبي تجاه الجمهورية الإسلامية.

أبرز العقيلي على حسابه في تويتر، حقيقة أن إيران تحتل أراضي الإمارات وتقصف سفها وتسخر من تراثها وتهددها على مدار الساعات، فيما النظام الإماراتي يخدم تجارة طهران ويغسل أموالها ويخفي مسارات مسافريها ويوفر العمل لشعبها بل ويقدم لها المعونات والمساعدات لمواجهة أزمة فيروس كورونا.

 

والوقائع على الأرض تفضح تناقضات النظام الإماراتي مع إيران وأخرها قرار الولايات المتحدة الأمريكية فرض عقوبات على خمس شركات إماراتية لنقلها نفط إيران وتجاوز الحظر الأميركي.

وقالت وزارة الخزانة الأميركية إن هذه الشركات اشترت “مئات الآلاف من الأطنان المترية من المنتجات البترولية من شركة النفط الوطنية الإيرانية” بزعم أنها جاءت من العراق أو على الأقل عن طريق إخفاء منشأها.

وقال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين في بيان إن “النظام الإيراني يستخدم عائدات مبيعات النفط والبتروكيماويات لتمويل مؤيديه الإرهابيين، مثل فيلق القدس التابع للحرس الثوري”، الذي يعد الجيش الإيديولوجي للجمهورية الإسلامية.

وتمنع العقوبات وصول الشركات المشمولة بها إلى النظام المالي الأميركي وتمنع على الأميركيين التعامل معها قطعياً.

والشركات المشمولة هي “بترو غراند اف زد ايه” و”ألفابت انترناشونال دي ام سي سي” و”سويستول تريد دي ام سي سي” و”عالم الثروة للتجارة العامة” و”الوانيو ال ال سي كو”.

وانسحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 2018 من الاتفاق النووي الموقع مع إيران في 2015 بهدف منعها من حيازة القنبلة الذرية. ومنذ ذلك الحين، شددت واشنطن العقوبات على إيران وفرضت حظراً شاملاً على مبيعات النفط الإيراني، مع فرض عقوبات على أي دولة أو شركة أجنبية تتجاوز تلك العقوبات.

ويروج النظام الحاكم في دولة الإمارات إلى عدائه مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية لكنه يزيد في الواقع من تطوير علاقاته الاقتصادية مع طيران بشكل قياسي.

وأظهرت إحصائيات حكومية رسمية ارتفاع صادرات الإمارات إلى إيران بنسبة 16.8 في المائة على أساس سنوي، خلال الأشهر الـ11 الأولى من العام الماضي.

ويأتي ذلك على الرغم من العقوبات الأميركية المفروضة على طهران، منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي في مايو/أيار 2018.

وفي أغسطس/ آب الماضي، أكد محافظ البنك المركزي الإيراني، عبد الناصر همتي، تراجع دولة الإمارات عن ضغوطها الاقتصادية على إيران، واصفا الخطوة بأنها “جيدة وإيجابية”.

وفي الخامس من يوليو/ تموز الماضي، ذكرت وكالة “فارس”، في تقرير، أن “الإمارات خفضت في الأسابيع الأخيرة ضغوطها على الصرافات الناقلة للأموال إلى إيران بشكل ملحوظ جدا”.

وحسب المصادر الإيرانية، فإن بين 70 إلى 80 في المائة من التحويلات المالية الإيرانية تتم عبر الإمارات، كما تبلغ الاستثمارات الإيرانية في الإمارات نحو 300 مليار دولار، وهي الثانية بعد الاستثمارات الأميركية.

ويصل عدد الشركات الإيرانية المسجلة في الإمارات إلى قرابة 8 آلاف شركة، وعدد التجار يصل إلى 8200 شخص، بحسب تحقيق لصحيفة “فرهيختغان” الإيرانية المحافظة، نشرته في وقت سابق.

وعلى مدار العام الماضي راقب صانعو السياسة الدولية عن كثب رحلات الإمارات نحو إيران، وترك السعودية في اليمن ومناطق أخرى في الشرق الأوسط- حيث تشتد الخلافات بين الدولتين. لكن الإماراتيون كالعادة في “الظلام” دون توضيح لا لإعادة العلاقات ولا لأسباب قطعها.

وفي منتصف أكتوبر/تشرين الأول الجاري تحدث الرئيس الإيراني حسن روحاني عن تحسن العلاقات بين بلاده والإمارات. وقال روحاني إن إيران والإمارات تبادلتا الوفود والزيارات مؤخرا، مشيراً إلى أن وفودا ومسؤولين إماراتيين زاروا إيران وأن العلاقات بين البلدين تتجه نحو مزيد من التحسن.

وكانت البداية التي أظهرت كل ذلك في يوليو/تموز2019 عندما زار وفد عسكري إماراتي العاصمة طهران، والتي جرى تفسيرها بعلاقة جيدة في محيط مضطرب بعد استهداف ناقلات في مياه الخليج العربي قبالة الفجيرة، ورفضت أبوظبي توجيه الاتهامات لطهران بالضلوع في تلك الهجمات. فيما وجهت السعودية والولايات المتحدة وبريطانيا الاتهامات بشكل مباشر إلى الحرس الثوري بالضلوع في الهجمات.

وأكد المتحدثون الإيرانيون منذ يوليو/تموز وحتى أكتوبر/تشرين الأول 2019 عن استمرار الزيارات بين الدولتين وكان موقع “ميدل إيست آي” البريطاني أفاد، بزيارة مستشار الأمن الوطني الإماراتي طحنون بن زايد آل نهيان، إلى العاصمة الإيرانية طهران، في زيارة لم يُعلن عنها واستمرت أكثر من 48 ساعة. ونفت طهران لاحقاً ذلك دون تصريح من الحكومة الإماراتية.

توجت هذه الزيارات بإفراج الإمارات عن 700 مليون دولار من الأرصدة الإيرانية المجمدة في الدولة. ونشرت وكالة ايسنا أن الإمارات تحاول تحسين علاقتها من المستوى العسكري والأمني إلى المستوى السياسي والدبلوماسي، كما أشارت إلى أن أبوظبي تسعى ل”تصفير” التوترات مع إيران .

وكدليل على تحسن العلاقات كشفت بيانات ووثائق أن صادرات إيران النفطية ارتفعت إلى أعلى معدلاتها (500ألف برميل يومياً)، في أغسطس/آب الماضي، منذ فرض العقوبات الأمريكية على طهران، وأن نصف هذه الصادرات تقريبا كانت باتجاه الإمارات.

وفي أوائل عام 2016، لم تقم الإمارات (على عكس السعودية والبحرين والسودان) بقطع العلاقات مع إيران تمامًا، بل خفضتها فقط.

من خلال تحقيق هذا التوازن، أبقت الإمارات سفارتها في طهران مفتوحة بينما واصلت دبي الترحيب بالسياح الإيرانيين على مدار السنوات الثلاث ونصف السنة الماضية.