موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

غدرت بالحليف السعودي.. الإمارات تتفق مع إيران على تعزيز الأمن الحدودي

101

وقعت إيران والإمارات مذكرة تفاهم لتعزيز وترسيخ الأمن الحدودي في أحدث خطوة تبرز حدة التقارب بين الجانبين وانهيار تحالف أبو ظبي مع المملكة العربية السعودية.

وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا)، أن قائد حرس الحدود الإيراني قاسم رضائي وقع مع قائد قوات خفر السواحل الإماراتي علي محمد مصلح الأحبابي مذكرة تفاهم لتعزيز العلاقات وترسيخ أمن الحدود.

وأشارت الوكالة الإيرانية إلى أن “اليوم الثاني لاجتماع دبلوماسية الحدود بين البلدين أفضى إلى توقيع مذكرة تفاهم من أجل تعزيز التعاون الحدودي”.

وحسب الوكالة فإنه “إذا تم اتخاذ قرار حدودي طارئ يتم التنسيق من خلال وسائل التواصل أو الاجتماعات الحضورية بين البلدين”.

وستعقد اجتماعات منتظمة بين البلدين سنوياً في طهران وأبوظبي، ومرة كل ستة أشهر في إحدى المناطق الحدودية بدعوة من الطرفين وفق الوكالة الإيرانية.

وقال قائد حرس الحدود الإيراني، إنّ هذه الاجتماعات مع الإمارات تساهم في تعزيز التعاون وترسيخ الأمن الحدودي، وتوفر أيضاً التسهيلات للعبور الشرعي بين الحدود وللصيادين، والتصدي لكل من يحاول انتهاك الأمن للبلدين.

بدوره، أوضح قائد قوات خفر السواحل الإماراتي أن توقيع مذكرة تفاهم حدودية خطوة إيجابية لصالح البلدين ولارتقاء الأمن الحدودي بين البلدين، ومراقبة الحدود، وتسهيل حركة المرور وما إلى ذلك، بحسب “إرنا”.

وقالت الإمارات أمس الأربعاء، إن اجتماع مسؤولها الأمني مع نظيره الإيراني اقتصر على شؤون متعلقة بالحدود تشمل الصيادين ومكافحة عمليات التهريب.

جاء ذلك غداة تأكيد طهران، أول من أمس الثلاثاء، إجراء مباحثات مع أبوظبي حول “أمن الخليج”، عقدت بين قائد قوات حرس الحدود الإيراني، وقائد قوات خفر السواحل الإماراتي في إيران.

ويجمع مراقبون على أن التقارب الحاصل بين دولة الإمارات من إيران يكرس انهيار تحالفها مع السعودية في ظل تحولات سريعة تتخذها أبو ظبي تجاه قضايا وملفات عديدة خاصة بالمنطقة.

ويرى مراقبون أن النظام الإماراتي يتخذ في هذه المرحلة تحولات يمكن وصفها باللعبة الاستراتيجية وفق تكتيكات مناسبة لكل موقف يخدم إستراتيجيتها بعيدة المدى ومصالحها الذاتية دون النظر لحلفائها الخارجيين خاصة في السعودية.

من التحولات التي لن تكون الأخيرة ما جرى للموقف الإماراتي من القوة الإقليمية الأولى النشطة بالخليج (إيران) التي ترتفع الأصوات الإماراتية ضد سياساتها حينا وتنخفض أحيانا أخرى، تبعا للأجواء السياسية الغالبة وكيفية إدارة مصالحها وفق ما يدور في تلك الأجواء.

فمنذ تفجر أزمة النووي بين إيران وإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ووصولها إلى مستوى قال كثيرون إنها الحرب لا غيرها، حيث كانت أبو ظبي بمعية الرياض -وبشكل ضمني مع توجهات ترامب القاضية بتوجيه ضربة عسكرية نوعية تبعثر أوراق إيران، بعد استفزازها أو استدراجها لشرك أو فخ معين- حتى إن شكوكا كثيرة ما زالت تحوم حول التخريب الذي طال أربع ناقلات في ميناء الفجيرة الشهر الفائت، وأنها أشبه بفخ يراد لطهران أن تقع فيه، فيسهل اصطيادها عسكريا.

بل إن أصواتا وأقلاما إماراتية لها ارتباط بجهات رسمية، أشارت بأصابع الاتهام إلى إيران فورا قبل أن تبدأ التحقيقات، حتى أدركت أبو ظبي خطورة ذلك التسرع فبدأت بلملمة الأمر قبل أن يتعقد، مما جعل طهران تندد مرات عدة بالتخبط الإماراتي في تعاملها مع الدولة الإيرانية.

وكان أبرز أشكال التنديد دعوة نحو أكثر من خمسين نائبا في البرلمان الرئيس حسن روحاني لإعادة النظر في العلاقات مع الإمارات على كل المستويات بسبب مواقف أبو ظبي المعادية -بحسب وجهة نظرهم- وتوافق سياساتها مع العداء الأميركي لطهران.

ودخلت أبو ظبي بشكل واضح مع الرياض على خط معاداة طهران، ودعمهما لتوجهات ترامب المتقلبة أيضا نحو إيران، منذ أن بدأت الأزمة بين واشنطن وطهران. لكن شعرت كل من أبو ظبي والرياض مؤخرا أن التعويل على ترامب في ضبط السلوك الإيراني كما تريده العاصمتان لن يجدي نفعا.

وكعادتها (أبو ظبي) في سرعة التحرك والخروج من مواقف الأزمات، انسحبت بشكل مفاجئ من مشهد التعاضد مع ترامب ومواجهة إيران، كما فعلتها المرة الأولى حين اشتد الضغط الدولي على كارثة حرب اليمن، وكثرت أصابع الاتهام الموجهة للعاصمتين في الكارثة الإنسانية الحاصلة بهذا البلد، والتي على إثرها أسرعت أبو ظبي في خطوة أسمتها إعادة تموضع لقواتها، وهي في الحقيقة -التي ستكشفها الأيام بشكل أوضح- لم تكن سوى انسحاب تكتيكي تدريجي من المستنقع اليمني، حتى إذا ما وقع أي أمر أو فعل دولي تجاه الأزمة ستكون هي على مسافة أمان مناسبة، أو هكذا تعتقد أبو ظبي.

إذن وقبل أن يبرد النقاش حول الانسحاب الإماراتي من اليمن تحت أي مسمى كان، قامت المنطقة فجأة على خبر تواصل إماراتي إيراني فيما يتعلق بشأن أمن السواحل، حيث تم تفعيل الاجتماعات الدورية بين أمن السواحل الإماراتي والإيراني التي توقفت منذ 2013، في إشارة إلى رغبة إماراتية واضحة في التعاون مع الجانب الإيراني في مسألة أمن مياه الخليج الذي تعسكر وامتلأ بالبوارج والسفن الحربية الأميركية والبريطانية، في مشهد يعيد إلى الأذهان أجواء وظروف حرب الناقلات أيام الصراع الدموي بين العراق وإيران في ثمانينيات القرن الفائت.